الأمير خالد بن سلطان يعلن إعادة بعض الوحدات الميدانية إلى مناطقها بعد مشاركتها في مواجهة المتسللين

قال محذرا: لو فكر أي أحد في التسلل فسوف تكون ضرباتنا أقوى

TT

أعلن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية السعودي، عن عودة بعض الوحدات العسكرية المرابطة في الحدود الجنوبية إلى مواقعها بعد إعادة تقييم الأوضاع والموقف العسكري في الجبهة، حيث دارت اشتباكات مع المتسللين عبر الحدود السعودية - اليمنية، مشددا على أن لدى القوات السعودية قوة قادرة على المواجهة والردع. وحذر قائلا «لو فكر أي أحد في التسلل فسوف تكون ضرباتنا أقوى». وأضاف «بعد أن كتب الله النصر، واستتب الأمن على حدودنا، فإنني أعلن من هنا عن إعادة بعض الوحدات الميدانية التي شاركت إلى مناطقها، وستكون هذه الوحدات على أتم الاستعداد متى طلب منها العودة إلى مواقعها مرة أخرى».

وكان الأمير خالد بن سلطان تفقد أمس ميدانيا عدد الوحدات العسكرية في جازان، وقال ردا على سؤال حول هذا الموضوع «هناك دائما تقييم للموقف العسكري، وكانت أول مهمة هي التأكد من وجود الحماية الكافية والرادعة لدى الوحدات لأي مهمة تطلب منها»، مبينا أن هناك فرقا بين تطويق المتسللين في مناطقهم والدفاع عن المناطق نفسها «ولهذا يجب أن يعرف الجميع أن هناك وحدات متكاملة سوف تعود إلى أماكنها»، مشيرا إلى أن الخطط العسكرية تأخذ كل المواقف الممكن تحملها أو مواجهتها، «ونأخذ في اعتبارنا أسوأ الاحتمالات، ولهذا أبشر القوات الموجودة في منطقة جازان بأنه ستعاد وحدات متكاملة لمناطقها، وفي الوقت نفسه سوف تكون هناك جاهزية لدعم حرس الحدود الذي سوف يتمركز في مواقعه التي تعود العمل فيها». وحول نية بلاده الحصول على صفقات من الأسلحة قال «التعليقات كثيرة، والتقولات كثيرة، لكني أؤكد أن قائدنا الأعلى خادم الحرمين الشريفين لم ولن يتوانى في إعطاء القوات المسلحة كل ما تحتاجه للذود عن الحدود، مع إشراف من ولي العهد، وتأكد مني شخصيا ومن المسؤولين بالقوات المسلحة كافة، ودائما ما نتأكد أن الجاهزية موجودة والاحتياجات متوافرة، ولهذا سوف تكون الجاهزية أكثر، والتسليح أكثر، والدروس المستفادة التي أخذناها ستكون إن شاء الله أقوى في المستقبل».

وحول عودة المتسللين لبعض القرى داخل الحدود اليمنية قال «سبق أن قلت إنهم أعيدوا إلى حدود اليمن، وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل القوة الرادعة التي أجبرتهم على الرجوع، وأي شي يحدث داخل اليمن فهذا شأن داخلي، ونحن نؤيد دائما اليمن الشقيق وحكومته، وسوف ننهي الأمور بالطريقة التي تنعش الشعب اليمني، وأما من يتخيل أو يفكر في الوجود في المملكة العربية السعودية ولو لشبر واحد فسوف يرجع رغما عنه، ويجب أن يفكروا مائة مرة قبل أن يعودوا».

كما أوضح الأمير خالد أن الإدارة المتخصصة لرعاية أسر الشهداء وذويهم التي أنشئت «ستعنى بكل شهداء القوات المسلحة سواء الذين استشهدوا في الأحداث الأخيرة على حدودنا الجنوبية أو في حرب تحرير الكويت أو في الدفاع والذود عن الحرم المكي الشريف أو في حرب فلسطين في سورية والأردن»، وقال «لن تكون العناية بهم مؤقتة أو آنية، بل ستكون مستمرة لمعرفة أحوالهم ومحاولة إصلاحها، لأنه فخر لنا ولكل الشعب السعودي أن يكون مساندا لهذه العوائل، وأنا متأكد أن الدعم سيكون أكثر حتى من القطاع الخاص».

وعن استكمال منظومة مواقع القوات المسلحة على الشريط الحدودي قال «الآن أعيد الأمر كما كان في السابق، وهو تولي حرس الحدود مهامه في كل المراكز الموجودة له، وتأكدوا أن النائب الثاني وزير الداخلية لا يألو جهدا لتعزيز مراكز ووحدات حرس الحدود، والقوات المسلحة سوف تكون موجودة وبكثرة، وهي موجودة دائما، وتعاملها في أي وقت يبدأ فيه التسلل يكون بصفة أكبر من قدرة حرس الحدود».

وبين أن القوات المسلحة السعودية تقوم منذ ست سنوات بتدريب مستمر ومتواصل، وتكثف في التدريب، وكذلك التدريب سنويا وكل شهر وكل أسبوع، وعلى كل المستويات، مستوى السرية والفرقة والقوات المسلحة المشتركة سواء البحرية أو الجوية أو الدفاع الجوي أو القوات البرية.

وكان الأمير خالد قد ألقى كلمة خلال زيارته مقر مجموعة لواء الملك عبد الله الثامن عشر في جازان، أمس، ثمن خلالها جهود الجنود وأداءهم الذي وصفه بـ«المتميز، والعمل الدؤوب الصامت» الذي قاموا به قبل وأثناء وبعد العمليات الحربية، التي قال إنها هي التي أدت إلى استتباب الأمن في كل المواقع في الحدود الجنوبية. وقال «لقد ابتهج الجميع بهذا النصر الذي حققتموه بعد توفيق الله، والذي أثلج صدور جميع مواطنيكم، ويا له من يوم أغر سطر فيه التاريخ يوما مشهودا لقواتنا المسلحة الغالية وأنتم منهم، وقفتم على قلب رجل واحد، يدا واحدة، الإيمان يغمر قلوبكم، والعزة الصادقة تسطر محياكم وجباهكم».

وأضاف «أيها الأبطال: مهما طال الزمان أو قصر لن يُنسى عطاؤكم وتضحياتكم وأداؤكم، وسيظل ذلك محل تقدير واحترام كل المواطنين على أرضنا الطيبة، الذين يدركون أن المقاتل لا بد أن يواجه المشقة والتعب والخطر، وأنه يضحي بنفسه من أجل الآخرين الذين هم أهله، وأبناء عمومته، وأبناء وطنه، ولن يغفل الجميع عن الدور العظيم الذي قمتم به لتحرير حدودنا الجنوبية».

وقال «اعلموا أن القيادة العليا، وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لا يساورهم أي شك في أنكم أهل للثقة، محبون لوطنكم، مخلصون في عملكم، متفانون في القيام بواجباتكم، واثقون في أنفسكم، وبقيادتكم في الميدان، وبتوافر هذه المعطيات فمن المؤكد أنكم الرجال الذين يعتمد عليهم بعد الله في حماية هذا الشريط الحدودي المهم». وكان في استقبال مساعد وزير الدفاع السعودي للشؤون العسكرية عند وصوله مقر المجموعة قائد قوة جازان اللواء الركن حسين معلوي، وقادة الوحدات، حيث استمع لشرح مفصل عن المهام والواجبات المناطة بالوحدات والإنجازات التي حققتها خلال العمليات العسكرية ضد المتسللين المعتدين على حدود المملكة الجنوبية.

ورافق الأمير خالد خلال الجولة، نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن حسين القبيل، وقائد القوات البرية الفريق الركن عبد الرحمن المرشد، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن علي خواجي، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والمسؤولين من مدنيين وعسكريين.