رئيس وزراء باكستان: هدأنا مخاوف المجتمع الدولي بشأن أمن برنامجنا النووي

إسلام آباد تجرب بنجاح إطلاق صاروخين قادرين على حمل رؤوس نووية

TT

جددت باكستان أمس دعوتها للمجتمع الدولي حتى يعترف بها كقوة نووية وقالت إنها هدأت مخاوف العالم بشأن سلامة وأمن أسلحتها النووية. وتعد باكستان حليفا مهما في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب، وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي ثقته في أمن البرامج النووية الباكستانية، لكن الهجمات التي يشنها متشددون في باكستان أثارت مخاوف من أن تصل إلى المنشآت النووية.

وذكر رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، أنه نجح في «تهدئة» كل المخاوف المتعلقة بسلامة البرنامج النووي الباكستاني خلال قمة استضافها أوباما في واشنطن الشهر الماضي، وأضاف أن العالم «أبدى رضاه» عن التدابير الباكستانية للأمن النووي. وقال جيلاني في كلمة أمام مسؤولين عسكريين بمناسبة تجربتين ناجحتين لإطلاق صاروخين قصيري المدى قادرين على حمل رؤوس نووية «هناك حاجة الآن لأن يمضي العالم إلى ما هو وراء مخاوف السلامة والأمن».

ونقل الجيش الباكستاني عن جيلاني قوله في بيان «حان الوقت لأن يقر العالم بأن باكستان قوة نووية شرعية لها حقوق ومسؤوليات متساوية». وتابع جيلاني ومسؤولون عسكريون كبار إطلاق الصاروخ «غزنوي» الذي يمكن أن يصل مداه إلى 300 كيلومتر والصاروخ «شاهين 1» ومداه 650 كيلومترا. وكثيرا ما تجري الهند وباكستان اللتان نشبت بينهما ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 تجارب صاروخية، ومن غير المتوقع أن تزيد التجربتان اللتان أجريتا اليوم من التوترات بين البلدين. وكرر جيلاني عرضا باكستانيا قدم في قمة واشنطن بتقديم خدمات تتعلق بدورة الوقود النووي إلى العالم في إطار إجراءات حماية تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويخضع البرنامج النووي الباكستاني إلى مراقبة دولية شديدة منذ بدايته في السبعينات من القرن العشرين.

واعترف عبد القدير خان، كبير العلماء النوويين الباكستانيين، في 2004 بأنه باع لإيران وكوريا الشمالية وليبيا تكنولوجيا التخصيب النووي الذي يمكن استخدامه لإنتاج وقود للمفاعلات التي تستخدم لأغراض سلمية أو لتصنيع أسلحة ذرية إذا خصب بدرجة أعلى. ونفت باكستان علم حكومتها بأي شيء له علاقة بأنشطة خان، لكن دبلوماسيين غربيين ومسؤولي مخابرات يقولون إنهم يعتقدون أن بعض الشخصيات في حكومة وجيش باكستان كانوا على علم بنشاطه النووي. وكرر جيلاني، الذي تواجه حكومته أزمة طاقة مزمنة ونقصا حادا في الكهرباء، دعوة المجتمع الدولي لأن يوفر التكنولوجيا النووية السلمية. وقال جيلاني: «الطاقة حاجة حيوية للأمن الاقتصادي لباكستان والطاقة النووية طريق نظيف إلى الأمام».

وتطالب باكستان منذ وقت طويل بإبرام اتفاق نووي سلمي مع الولايات المتحدة على غرار ما أبرمته واشنطن مع الهند. لكن الولايات المتحدة مترددة في عقد مثل هذا الاتفاق مع باكستان لأسباب أهمها نشاطات خان في نشر التكنولوجيا النووية.

ونفذت باكستان تجارب نووية في مايو (أيار) 1998 بعد أيام من تجارب مشابهة أجرتها الهند. ويقول خبراء دوليون إن باكستان، مثلها مثل الهند، لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي. وتملك باكستان نحو 80 قنبلة ذرية ومواد انشطارية كافية لصنع 150 قنبلة أخرى.