الصومال: حركة الشباب تتوعد بالثأر من أميركا بعد تفجيرات مقديشو

قراصنة يختطفون سفينة ألمانية وأخرى تايوانية ومركب صيد يمنيا خلال 24 ساعة

أحد أعضاء طاقم برج المراقبة على السفينة الحربية السويدية «كارلسكرونا» يتابع شاشة المراقبة في مهمة البحث عن القراصنة قرب السواحل الصومالية (أ.ب)
TT

توعدت حركة الشباب المجاهدين بالانتقام وأخذ الثأر من الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بأن استخباراتها خططت للتفجيرات الدامية التي استهدفت مسجدا في العاصمة مقديشو الأسبوع الماضي، وأوقعت أكثر من 135 قتيلا وجريحا بينهم مسؤولون من الحركة.

وقال الشيخ فؤاد محمد خلف، القيادي البارز في الحركة - الذي ورد اسمه في لائحة أميركية جديدة لقيادات إسلامية صومالية فرضت واشنطن عليهم عقوبات تشمل تجميد أرصدتهم الشهر الماضي - في تصريح أدلى به أمس، «نوجه رسالة واضحة إلى الأميركيين وحلفائهم، لقد استهدفونا ونحن نستهدفهم في أي مكان، سنذبح المواطنين الأميركيين أينما نجدهم، انتقاما لقتلانا المسلمين»، وهذا التصريح إشارة واضحة إلى الحرب العلنية والخفية بين الجماعات الصومالية المتأثرة بتنظيم القاعدة والولايات المتحدة، فالقيادي في حركة الشباب قال «بعدما فشلوا في حربهم ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، جاءوا (الأميركيون) إلى الصومال، وبدأوا يضعون القنابل في المساجد والأماكن المكتظة بالسكان، نقول لهم «إذا كنتم تخططون لإيذائنا فنحن بدورنا نستعد لقتلكم وقطع رقابكم».

واتهمت حركة الشباب ما وصفته بعملاء شركات مرتزقة أميركية جلبتها الحكومة لتنفيذ تفجيرات في المناطق المأهولة والأسواق والمساجد، وحملتها مسؤولية تفجيرات مسجد عيالله شيدايي في العاصمة مقديشو الأسبوع الماضي؛ إلا أن الحكومة نفت بشدة تلك الادعاءات ووصفتها بأنها مجرد تضليل للرأي العام. وتابع خلف قائلا «أدعو كل الصوماليين إلى القدوم إلى مقديشو والالتحاق بالجهاد ضد أعداء الله؛ للانتقام من المجزرة التي قتلت مسلمين متجمعين في مسجد بدون تمييز». وتسيطر حركة الشباب على معظم جنوب ووسط الصومال، وتسعى للإطاحة بالحكومة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد، وإقامة دولة إسلامية على أنقاضها تنفذ أحكام الشريعة في البلاد.

وكانت الحركة قد قالت الأسبوع قبل الماضي إن هجوما انتحاريا نفذه بعض مقاتليها واستهدف قاعدة عسكرية لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو، كان انتقاما لمقتل زعيمَي تنظيم القاعدة في العراق، أبو عمر البغدادي، أمير ما يسمى بـ«دولة العراق الإسلامية»، وأبو أيوب المصري، اللذين قتلا في غارة أميركية في العراق قبل أسابيع. وتقول الحركة «إن الكُفر ملة واحدة، فننتقم من الكفار أينما وجدوا، فإذا قتلوا إخواننا المجاهدين في العراق أو في أي مكان آخر، فنحن أيضا نأخذ الثأر هنا في مقديشو».

على صعيد آخر، اختطف قراصنة أمس سفينة ألمانية لنقل المواد الكيميائية وسفينة صيد يمنية، وأخرى تايوانية.

وتمت مهاجمة السفينة الألمانية قبالة سواحل سلطنة عمان بالرشاشات والقنابل في عملية استيلاء عنيفة، على ما أعلنت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي. وقالت القوة إن الطاقم المؤلف من 19 بحارا هنديا وبنغلاديشيين اثنين وأوكراني «بخير»، وذلك نقلا عن اتصالات لاسلكية مع سفينة تجارية عابرة. وقالت قوة الاتحاد الأوروبي البحرية في بيان بعيد ظهر أمس: «خطفت سفينة (ماريدا مارغيريت) الألمانية لنقل المواد الكيميائية التي ترفع علم جزر مارشال وتزن 13 ألف طن على بعد 120 ميلا إلى جنوب صلالة (عمان)».

وتم اختطاف السفينة اليمنية قبالة سواحل اليمن وعلى متنها طاقم مؤلف من سبعة صيادين يمنيين، ليرتفع بذلك عدد سفن الصيد اليمنية التي يخطفها القراصنة الصوماليون في أقل من أسبوع إلى 6 سفن. واقتاد القراصنة سفينة «الظافر» باتجاه معاقلهم بسواحل الصومال. في الوقت نفسه، اختطف القراصنة سفينة صيد تايوانية أخرن، فى وقت كانت تبحر فيه قبالة سواحل جزيرة سيشيل. وقال أندرو موانجورا، من برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا، ومقره كينيا «إن سفينة الصيد التايوانية، وتدعى (تايوان 227) خطفت واحتجز أفراد طاقمها البالغ مجموعهم 26 بحارة وهم صينيون وموزمبيقيون وكينيون وتايوانيون، وأن السفينة في طريقها الآن إلى أحد معاقل القراصنة بشمال شرقي الصومال.

وعلى الرغم من وجود أساطيل دولية وسفن حربية تقوم بدوريات روتينية في مياه المحيط الهندي وخليج عدن؛ فإنه لا يزال بمقدور القراصنة الصوماليين خطف مزيد من السفن للحصول على عشرات الملايين من الدولارات كفدية مقابل الإفراج عن تلك السفن. وضاعف القراصنة هجماتهم خلال الفترة الأخيرة.