موسى: الوضع في العراق مقلق للغاية بعد التفاؤل بالانتخابات

قال لـ إن الجامعة تلتزم بالمبادرة العربية.. ولا نستطيع التراجع عنها

TT

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن الأوضاع في العراق مقلقة للغاية بعد التفاؤل بنتائج الانتخابات، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه سوف يستمع من الرئيس العراقي جلال طالباني، الذي يزور مقر الجامعة العربية بالقاهرة، للتطورات الجارية في العراق وآفاق المستقبل، معربا عن أمله في تشكيل حكومة عراقية عبر توافق لكل القوى السياسية ومشاركة كل مكونات الشعب العراقي في بناء العراق الآمن والمستقل والمستقر. وقال إن اللقاء فرصة للاستماع من الرئيس طالباني إلى شرح للأحداث الجارية في العراق حيث إن «التطورات التي نراها تعتبر وضعا مقلقا بالنسبة لنا جميعا بعد التفاؤل الكبير الذي شعرنا به من خلال إقبال الشعب العراقي على الانتخابات، وكذلك النتائج التي تشير إلى أنه يجب أن يكون العراق مستقلا، ومنطلقا لكل أبنائه بعيدا عن الطائفية. وسوف نتحدث عن آفاق ومستقبل العراق خاصة أن رئاسة القمة العربية في دورتها المقبلة ستكون للعراق في أقل من عام. والرئيس طالباني في أغلب التوقعات سيكون هو الرئيس وبالتالي لنا معه حديث شامل حول مجمل الأوضاع في العراق وعلاقاته العربية والدولية».

وحول المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما يثار حاليا من وجود خطط بديلة لدى واشنطن لهذه المفاوضات في حال فشلها، قال موسى «إنه من المهم الحيطة السياسية والحنكة الدبلوماسية في التعامل مع مرحلة التفاوض الراهنة»، وردا على سؤال حول ما إذا كان توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، أبلغه خلال لقائه به منذ يومين عن خطط بديلة في حال فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، قال «لا أريد الدخول في تفاصيل أو الحديث عن خطط بديلة وإنما ننتظر لنرى ما سيحدث، ويجب أن نتعامل مع كل ما يدور حول عملية السلام بأكبر قدر من الحيطة السياسية والحنكة الدبلوماسية. وإذا كان الأميركيون لديهم مثل هذه النية فيجب أن نتعامل معها في وقتها».

وحول المفاوضات غير المباشرة، قال: «ستظل هذا المفاوضات رهينة لأي حركة إسرائيلية في موضوع الاستيطان وبالذات في القدس. ومن ثم فإن التأكيدات التي لدينا بأن هناك (جوا ما)، ولن أستخدم كلمة (تفاهما ما)، ولكنّ هناك «جوا ما» سيكون من الصعب فيه بناء الاستيطان بالوتيرة والشكل والتصميم والإجراءات التي تعودت إسرائيل اتباعها باعتبارها دولة فوق القانون. وإن هذا الموضوع سيكون محلا لمراقبة شديدة من الجميع: أميركيون وأوروبيون وعرب وآسيويون.. وأقصد أن الكل عينه مفتوحة.. موضوع الاستيطان لا يحتاج لتفسير أو اجتهادات. وهناك تعبئة كبيرة تؤكد بأن العالم كله ضد سياسة إسرائيل الاستيطانية، لأنها تغير التركيبة الجغرافية على الأرض وفي السكان، وهو الأمر الذي يجعل التوصل إلى تسوية أمرا مستحيلا». وأكد أن المفاوضات لن تكون مجرد دردشة وإنما بنودا معروفة ومرجعيات تحدثنا فيها طويلا منذ مؤتمر مدريد، مرورا بمبادرة السلام العربية وخريطة الطريق وجهود الرئيس الأميركي باراك أوباما التي يطلعنا عليها عبر مبعوثيه بين وقت وآخر. ومن ثم أتصور أن هناك جدول أعمال وأولويات.

وفيما يتعلق بواشنطن، قال «نحن نرحب بالعلاقات الإيجابية مع الولايات المتحدة، ونعتبر أنها تعرف جيدا الموقف العربي من خلال المواقف التي تتم بلورتها في جامعة الدول العربية، وأن الجامعة ترتبط وتلتزم في خطها السياسي بالمبادرة العربية، ونحن لا نذهب لأبعد من ذلك، وإنما لا نستطيع أن نتراجع عنها. وأقصد إذا كانت الولايات المتحدة قابلة لهذه المبادرة، إذن هناك أرضية للتفاهم على هذا الأساس، ومن هنا نحن نرحب جدا بالتعاون في هذا الإطار».

وحول منتدى التعاون العربي الصيني على المستوى الوزاري في تيانجين، الذي سيعقد في الصين يومي 14 و15 الشهر الجاري، قال «في الحقيقة أن هذا المنتدى من أنجح المنتديات التي أنشأتها الجامعة العربية مع المجتمعات الآسيوية وغيرها. وبالأرقام فإن التعاون في مجال التجارة تضاعف مرتين وثلاثا، وعدد الاجتماعات والندوات تسير وبشكل مكثف جدا والحضور سيكون واسعا من قبل وزراء الخارجية العرب للاهتمام الذي نعطيه للصين ونعتبره مستحقا لها. وهذا الاهتمام متبادل ولدينا قضايا كثيرة سون نناقشها وبالتفصيل في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلم والتكنولوجيا، وكل ما يقرب ويقوي هذه الشراكة التي قامت على أسس واضحة، وهي خدمة شعوب الطرفين».

وأكد أن اللقاء سيكون فرصة لمناقشة قضايا الشرق الأوسط وتبادل الآراء والمواقف فيما يتعلق بالحلول المطروحة والتعامل معها وكذلك الدعم الصيني للقضايا العربية وأهمية التنسيق في المحافل الدولية.