مصر: البرادعي يثير غضب قيادات في جماعة الإخوان المسلمين

اعتبروا ما قاله عنهم «صورة نمطية غير مقبولة».. وطالبوه بإصدار تصحيح

TT

أثار الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي عاد إلى القاهرة بعد تقاعده، ويسعى للترشح في انتخابات الرئاسة المصرية المقرر لها العام القادم، غضب قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حين تحدث عن ضرورة احترامهم لـ«حق الآخرين في الحياة بشكل مختلف»، وتقديمهم بـ«صورة نمطية» على حد تعبير تلك القيادات.

وطالبت قيادات بارزة في الجماعة، الدكتور البرادعي بإصدار بيان لتصحيح ما ورد على لسانه، في حواره مع مجلة فرنسية، معتبرين أن ما قاله البرادعي، إذا ما كان دقيقا، يشير لحاجته إلى التعرف أكثر على الواقع المصري والحياة السياسية فيها وطبيعة القوى التي يتعامل معها، وقالوا إن «الجماعة ترفض الصورة النمطية التي سادت حديث البرادعي عن (الإخوان)».

وكانت مجلة «باري ماتش» الفرنسية قد أجرت حوارا مع البرادعي نقلته صحيفة محلية مصرية قال فيه للجماعة «يمكنكم ممارسة دينكم ولبس ما تريدون وارتداء النقاب، ولكن يتعين عليكم احترام حق الآخرين في العيش بشكل مختلف»، كما نقلت عنه المجلة قوله إنه أقنع «الإخوان» بالعمل من أجل العدالة والديمقراطية ودولة علمانية.

ونشر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين توضيحا من الدكتور سعد الكتاتني عضو مكتب إرشاد الجماعة الذي شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها البرادعي، قال فيه إن ما نقلته المجلة منسوبا للبرادعي «أمر لم يحدث على الإطلاق».

وأوضح الكتاتني أن الحوار الذي دار بينه وبين البرادعي تطرق لكثير من القضايا الخاصة بالإصلاح والديمقراطية ورأي الإخوان فيها، وأنه أكد للبرادعي أن «الإخوان» ينادون بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية باعتبار أن الدولة في الإسلام هي مدنية في الأساس وليست دينية كما يردد البعض. وطالب الكتاتني الدكتور محمد البرادعي بإصدار بيان لتصحيح ما نشرته المجلة وقال إنه أرسل له رسالة بريدية لتصحيح هذا الموضوع، بعد فشله في الاتصال به لوجوده خارج البلاد.

من جانبه، علق الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم الجماعة عضو مكتب الإرشاد على تناول البرادعي للإخوان المسلمين بقوله: «إذا كان ما نشر دقيقا فإنه بالتأكيد يؤثر سلبا على علاقتنا بالدكتور البرادعي.. كما أنه يكشف حاجة الرجل للتعرف أكثر على الواقع المصري والحياة السياسية فيها وطبيعة القوى التي يتعامل معها». وأضاف: «البرادعي لم يتعرف على (الإخوان) ولم يجر معهم حوارا حقيقيا.. ونحن نرحب به زائرا ومحاورا لكننا نرفض التنميط المطروح في حديثه». وعما إذا كانت تصريحات البرادعي يمكن أن تؤثر على تحالف الجماعة معه، قال العريان: «لسنا في تحالف مع البرادعي.. فالرجل رمز للجمعية الوطنية للتغير وهي لا تزال في سبيل بناء هياكلها ومن المبكر جدا الحديث عن ردود فعل.. علينا أن ننتظر من أجل استيضاح الأمر بشكل كامل». وأضاف العريان: «شخص البرادعي ليس مطروحا للتأييد وإنما المطروح للتأييد هي المطالب التي أعلنت عنها الجمعية الوطنية للتغيير وهي مطالب معلنة ومتفق عليها، أما أفكار البرادعي وتوجهاته فهي أمر مختلف ومن حقه الإيمان بما يريد، لكن (الإخوان) لهم منهجهم الواضح الذي يرى أن الدولة في الإسلام مدنية.