طالباني يدعو مصر والجامعة العربية لمد يد العون لتجاوز أزمة تشكيل الحكومة

مبارك يعده بالاستجابة.. والرئيس العراقي: نرحب بالمساعدة وهذا لا يعني التدخل في شؤوننا

الرئيس العراقي جلال طالباني ونظيره المصري محمد حسني مبارك لدى لقائهما في القاهرة أمس (رويترز)
TT

أجرى الرئيس العراقي جلال طالباني مباحثات مكثفة أمس في القاهرة حول الأوضاع السياسية في العراق، خصوصا بعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من شهر مارس (آذار) الماضي، وسعي الجميع هناك لتشكيل حكومة شراكة وطنية.

وشملت مباحثات طالباني كلا من الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس وزرائه الدكتور أحمد نظيف، والوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

مباحثات طالباني ومبارك ركزت على جهود تحقيق الاستقرار في العراق في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، والعلاقات الثنائية بين مصر والعراق، وسبل تعميقها في المجالات المختلفة.

وصرح طالباني بأنه قدم اليوم «الشكر للرئيس حسنى مبارك علي ما قدمته مصر طوال تاريخها»، وأضاف: «لقد أطلعت الرئيس مبارك علي حقائق الوضع في العراق والظروف التي نجمت بعد الانتخابات الأخيرة». وتابع: «طلبنا أيضا من الرئيس مبارك مساعدة العراقيين، كما طالبنا بأن يصدر توجيهاته لتفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة بين مصر والعراق»، وأشار إلى أن الرئيس المصري «وعدنا بتنفيذ هذه المطالب بالسرعة الممكنة».

كما استقبل طالباني، وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مقر إقامة الرئيس العراقي بالقاهرة، وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى بأن أبو الغيط أعرب للرئيس العراقي عن وقوف مصر إلى جانب العراقيين جميعا حتى يتمكنوا من التوصل إلى المخرج الأنسب والأوفق لتشكيل الحكومة العراقية على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة.

وأوضح زكي أن أبو الغيط أكد للرئيس العراقي أن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية في العراق وأنها من هذا المنطلق، تشجع وتنصح العراقيين جميعا بأهمية أن تكون الحكومة العراقية ممثلة لهم جميعا بانتماءاتهم وطوائفهم كافة حتى يشعر الجميع بأن العملية السياسية في العراق هي بالفعل جامعة وشاملة بما يكسب العراق وحكومته المستقبلية المصداقية داخليا ودوليا.

وزار الرئيس العراقي مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حيث استقبله عمرو موسي الأمين العام وكبار المسؤولين بالجامعة.

وعقد الرئيس العراقي فور وصوله إلى الجامعة العربية جلسة مباحثات مع الأمين العام عمرو موسى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة مع المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام، تم خلالها استعراض الأوضاع على الساحة العراقية في ضوء الانتخابات التشريعية الأخيرة وأزمة تشكيل الحكومة.

وفي كلمته إلى المندوبين الدائمين بالجامعة العربية وصف طالباني الانتخابات العامة التي جرت أخيرا في العراق بأنها «انتخابات نموذجية».

وقال إن «هذه الانتخابات في نظري ودون التحيز إلى بلدي العراق، أعتبرها انتخابات نموذجية في المنطقة حيث جرت بحرية كاملة». وأضاف أنه جرت حملة انتخابية شديدة وأحيانا قاسية وصريحة وكانت كل الكتل التي اشتركت تملك أجهزتها الإعلامية من راديو إلى تلفزيون إلى جرائد دون رقيب أو حسيب وبعد هذه الحملة الانتخابية اشترك الشعب العراقي - رغم تهديدات الإرهابيين - في الانتخابات بأعداد كبيرة.

وأشار طالباني إلى أن مكونا أساسيا من مكونات الشعب العراقي كان يتجنب الكثيرون من أبنائه المشاركة في الانتخابات، شاركوا هذه المرة بفاعلية وبأعداد كبيرة، في إشارة إلى السنة العرب في العراق.

وقال إن الانتخابات أدت إلى نجاح عدة كتل حيث جاءت القائمة العراقية في المرتبة الأولى بعد أن حصلت على 91 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغ عددها 325 مقعدا، موضحا أن القائمة العراقية مؤلفة من 7 كتل اتفقت على برنامج وهي كتلة مكونة.

وأضاف أن الكتلة الثانية حصلت على 89 من المقاعد وهي ائتلاف دولة القانون، ثم الائتلاف الوطني حصل على 70 مقعدا، والكتلة الكردية حصلت على 57 مقعدا، والتوافق على ستة مقاعد، ووحدة العراق حصلت على أربعة مقاعد. وأعرب عن فخره بأن كتلة وحدة العراق لم تحصل إلا على أربعة مقاعد رغم أن رئيسها هو وزير الداخلية جواد البولاني، الذي تحت سيطرته 600 ألف شرطي.

واختتم طالباني حديثه مع المندوبين قائلا: «هناك توجهات لحل جميع المشكلات، مع الأمل أن تسهم الجامعة العربية كعادتها في حل هذه المشكلات العراقية العالقة». وقال: «أعتبر أن مساعدة الجامعة العربية للعراق ليست تدخلا في شؤونه الداخلية، فالجامعة العربية تحمل اسمها ومضمونها، والعراق عضو مؤسس في الجامعة العربية، وبالتالي نرحب بمشاركة ومساعدة الجامعة العربية لحل الإشكالات والعقد الموجودة».