روسيا تكسر التقليد وتشرك قوات أطلسية في ذكرى الانتصار على النازية

قادة 20 بلدا تتقدمهم ميركل شاركوا في الاحتفال.. وسط استياء الشيوعيين

TT

كسرت روسيا التقليد وأشركت للمرة الأولى أمس قوات من دول تابعة لحلف شمال الأطلسي في العرض العسكري الذي تقيمه سنويا بمناسبة ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية. وفيما حضر قادة 20 بلدا تتقدمهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاحتفالات التي نظمت في الساحة الحمراء بموسكو، عبر الشيوعيون الروس، الذين يمثلون أكبر قوة معارضة في البلاد، عن استيائهم لمشاركة قوات أطلسية في العرض.

وفي أكبر عرض تقيمه منذ سنوات، استعرضت موسكو أمس أكثر من 160 من الآليات العسكرية و130 مقاتلة بما فيها أكبر القاذفات الاستراتيجية «تو - 160» والمقاتلات «سو - 30» وطائرات «ميج - 29» و«إس - 400» و«تور - إم 1» وكذلك أحدث المدرعات وراجمات الصواريخ «سميرتش» إضافة إلى 3 صواريخ نووية عابرة للقارات «توبول - إم».

وشارك أكثر من 11 ألف جندي روسي في العرض. وفي سابقة تعتبر على درجة عالية من الرمزية شارك عشرات الجنود الفرنسيين والبريطانيين والبولنديين والأميركيين (دول أعضاء في الحلف الأطلسي) في العرض، خصوصا أن روسيا ما زالت تعتبر المنظمة الأطلسية بمثابة التهديد الرئيسي لأمنها بعد نحو 20 سنة من انتهاء الحرب الباردة.

وحضر العرض قادة 20 بلدا في مقدمتهم المستشارة الألمانية ميركل ورؤساء بلدان الكومنولث وممثلو بولندا ومولدوفا وبلدان البلطيق، فيما عدل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن المجيء بسبب الأزمة المالية التي تهز منطقة اليورو. كما حضر العرض أيضا الكثيرون من قدامى المحاربين.

وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح احتفالات أمس أشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى أن بلاده تحملت العبء الأكبر في مواجهة جحافل الفاشية التي دفعت بثلاثة أرباع قواتها إلى الجبهة الشرقية من أجل تحويل الأرض السوفياتية إلى رماد، على حد تعبيره. وقال إن عمليات الدفاع عن موسكو ولينينغراد ومعركتي ستالينغراد وقوس كورسك لم تكن مجرد مراحل بسيطة من الحرب، مؤكدا أنها كانت تسجيلا رائعا لأقوى ملاحم البطولة والفداء، لأنها كانت بين خيارين، إما الانتصار وإما السقوط في شرك العبودية. وإذ أشاد ميدفيديف بإنجازات الآباء والأجداد، قال إنهم منحوا الوطن فرصة الحياة الحرة والعيش في سلام، مؤكدا عدم جواز السماح بإعادة النظر في نتائج تلك الحرب. وناشد الجميع التكاتف دفاعا عن السلام وعدم نسيان عشرات الملايين ممن قضوا نحبهم دفاعا عن الوطن.

وكان جنود الكتيبة الـ75 الممثلون للجيش البولندي، وهي وحدة متخصصة في العروض العسكرية أو الاحتفالات الرسمية، في طليعة القوات الممثلة للحلف الأطلسي التي دخلت الساحة الحمراء. وتمثلت فرنسا بفيلق النورماندي - نيمان للمطاردة، وهي وحدة قتالية قديمة في سلاح الجو الفرنسي أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية. أما الولايات المتحدة فقد أرسلت فرقة من الكتيبة الثانية في فيلق سلاح المشاة الـ18، فيما أرسل الجيش البريطاني وحدته الشهيرة المعروفة باسم «ويلش غاردز» (حرس الويلز) بلباسها الأحمر وقبعاتها السوداء المصنوعة من الفرو.وعبر الشيوعيون الذين يمثلون أكبر حزب معارض في البلاد عن استيائهم من مشاركة قوات أطلسية في عرض أمس. وقال سيرغي أوبوخوف وهو عضو في اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي «لم تظهر قط قوات أجنبية في الميدان الأحمر. إنه مخالف للتقاليد. وجود جنود أجانب وفي أيديهم سلاح. تذكرة لا داعي لها بهزيمتنا في الحرب الباردة».

وأشاد أوباما الذي لم يتمكن من الحضور إلى موسكو بسبب ارتباطه بمواعيد أخرى، بدعوة قوات حلف شمال الأطلسي.

وقال في بيان «أظهر الرئيس ميدفيديف قيادة رائعة في تكريم تضحيات من سبقونا وفي التحدث بصراحة شديدة عن قمع الحقوق والحريات الأساسية في العهد السوفياتي». ويؤيد أغلب الروس فيما يبدو الدعوة التي تم توجيهها لقوات حلف شمال الأطلسي إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «ليفادا» المستقل في الشهر الماضي أن 55% يعتبرون أن وجود قوات حلف شمال الأطلسي في العرض العسكري إيجابي تماما أو جزئيا في حين رفض 28% فقط وجودها.