وزير العدل الأميركي: طالبان باكستان تقف وراء اعتداء نيويورك الفاشل

وسط نقاش عن ضرب الحركة الأصولية أو التمهل

TT

بينما يدعو أميركيون للتعقل في الرد على محاولة فيصل شاه زاد، الأميركي الباكستاني، تفجير سيارة في قلب مدينة نيويورك، يقول آخرون إن حركة طالبان الباكستانية وراء المحاولة، وإن القوات الأميركية يجب أن تعاقبها. وأمس، في مقابلة في تلفزيون «إيه بي سي»، أكد إريك هولدر أن طالبان الباكستانية وراء المحاولة. لكنه برأ حكومة باكستان من أي صلة بالمحاولة.

وقال «الآن، وصلنا إلى أدلة بأن طالبان الباكستانية كانت وراء عملية ميدان تايمز في نيويورك. وأنها ساعدت على تسهيل عملية شاه زاد، وربما مولتها».

وفي مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن»، قال جون برينان، مستشار البيت الأبيض للإرهاب، إن شاه زاد سافر مرات كثيرة إلى باكستان. وأضاف «يبدو أن حركة طالبان الباكستانية مسؤولة عن محاولة التفجير. لقد تعاون معها شاه زاد خلال زياراته إلى باكستان».

وردا على سؤال حول التشدد ضد طالبان الباكستانية، قال وزير العدل إن الحكومة «ستبذل كل ما تستطيع لحماية الشعب الأميركي»، وإنها ستجري مشاورات مع الكونغرس حول هذا الموضوع، وحول نزع الجنسية الأميركية من أميركيين يشتركون في عمليات إرهابية، وحول في التشدد معهم خلال التحقيقات.

وأمس، في حلقات نقاش عن الموضوع في قنوات تلفزيونية أميركية، طلب سياسيون ومحللون أميركيون إعلان أن طالبان الباكستانية «عدو رسمي» للولايات المتحدة. وقال رودي جولياني، عمدة نيويورك، عندما وقع هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001 «تكرر إدارة أوباما أنها انتصرت في منع انفجار ميدان تايمز. لكن، الانتصار الحقيقي هو القضاء على الذين يقفون وراء مثل هذه الانفجارات». وبينما طلب أميركيون الضغط على حكومة باكستان للقضاء على طالبان الباكستانية، قال آخرون إن الحل يجب أن يكون عمليات عسكرية أميركية مباشرة داخل باكستان. غير أن أميركيين آخرين دعوا إلى التعقل. وحذر ريتشارد كلارك، مستشار سابق ضد الإرهاب في البيت الأبيض، من استحالة وقف العمليات الإرهابية في أميركا، مثل التي قام بها، الأسبوع الماضي، فيصل شاه زاد، وفي ديسمبر الماضي (كانون الأول) عمر الفاروق عبد المطلب. وكتب كلارك في «واشنطن بوست» أمس «فشلت المحاولتان، ليس لأن الشرطة الأميركية أوقفتهما قبل وقوعهما، لكن لأن اللذين خططا لم يقدرا على تنفيذ خطتيهما. الحقيقة المؤسفة هي أن مثل هذه العمليات تمثل حالات إرهابية ربما تستحيل الحيلولة دون وقوعها». وأضاف «ستستمر مثل هذه المحاولات، ومن وقت لآخر ستنجح واحدة، وستسبب خسائر في الأرواح والمباني».

وقال كلارك إن سبب استمرار مثل هذه العمليات هو «هوية» الذين يقومون بها. في جانب، هم «ناجحون أو متعلمون، ولا صلة لهم بأي اتجاه تطرفي. وفي الجانب الآخر، قليلا قليلا، أثرت عليهم الدعايات الإرهابية، من الإنترنت أو من أصدقاء».

وقال كلارك إن شاه زاد، وأمثاله «يهجرون الحياة التي بنوها في الغرب». وإنهم «نوع جديد من الإرهابيين»، ولا ينتمون إلى خلية إرهابية. وليس سهلا توقع أنهم سيفعلون ما يفعلونه، وبالتالي، مراقبة تليفوناتهم وكتاباتهم في الإنترنت.

وانتقد كلارك المسؤولين والسياسيين الأميركيين، وقال إن ردود فعلهم على مثل هذه العمليات الإرهابية صارت روتينية، وهي إدانتها والمطالبة بمزيد من إجراءات الوقاية، أو اتهام الحزب الذي في البيت الأبيض بأنه يقصر في حماية الشعب الأميركي، أو المطالبة بضرب دولة أجنبية أو غزوها. وأضاف «لكن، صارت تدخلاتنا العسكرية الضخمة سبب تحول بعض الناس إلى إرهابيين».

وقال إنه إذا نجح عمل إرهابي في أميركا في المستقبل، وأعلن أوباما أن الحل هو تحسين العلاقات مع المسلمين في الداخل والخارج «سيتهم بأنه ضعيف في مواجهة الإرهاب والإرهابيين».

ودعا كلارك إلى مواجهة الإرهابيين في «حرب أفكار»، وليس فقط بقتلهم وجرحهم واعتقالهم ومراقبتهم. وقال إن سياسيين أميركيين يريدون زيادة أسهمهم وسط الشعب الأميركي بتخويفه كلما وقع عمل إرهابي. ووصف هؤلاء بأنهم من النوع «الحقير»، مثل الإرهابيين.

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن كلارك كان حذرا جدا في عدم الدفاع عن الإرهابيين، أو تقديم أي عذر لهم. لكنه قال إن السياسيين الأميركيين يفشلون في مواجهة الإرهاب لأنهم يستغلونه لكسب عطف الشعب الأميركي، وللفوز في الانتخابات.

وكان السيناتور جو ليبرمان قال إنه لا بد من الرد على «المنبع» لمواجهة العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة. كما دعا إلى نزع الجنسية الأميركية عن كل مواطن أميركي يشترك في «منظمة إرهابية أجنبية».