اضطرابات حركة الطيران تتوسع بسبب الرماد البركاني

إلغاء مئات الرحلات في جنوب أوروبا وتأخير في الرحلات المغربية

مسافرون ينتظرون في مطار ميونيخ جراء التأخير الحاصل في حركة الطيران بسبب السحابة البركانية (أ ف ب)
TT

توسعت اضطرابات الملاحة الجوية في جنوب أوروبا أمس بسبب السحابة الجديدة من الرماد المتصاعد من البركان الآيسلندي. وتسببت السحابة الجديدة في إغلاق المجال الجوي في شمال غربي إيطاليا وغرب أيرلندا وقسم من اسكوتلندا، إضافة إلى إلغاء رحلات كثيرة في العديد من الدول الأوروبية الأخرى.

وبدت البرتغال من بين البلدان الأكثر تضررا بالسحابة الجديدة، التي تأتي بعد السحابة الأولى التي شلت الفضاء الأوروبي على مدى أسبوع في منتصف الشهر الماضي. وتوقع معهد الأرصاد الجوية البرتغالي أن تمتد السحابة الجديدة بحلول مساء أمس «على كامل شمال البرتغال ووسطها بما في ذلك لشبونة». وأوضح جواو أندرادي، من المعهد، أن السحابة غطت صباح أمس منطقة شاسعة تمتد «من أرخبيل الأزور البرتغالي إلى شمال غربي شبه الجزيرة الأيبيرية». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن السحابة «يفترض أن تنتقل جنوبا وتطاول قبل نهاية النهار كامل مناطق شمال الأراضي البرتغالية ووسطها بما في ذلك لشبونة». وأشار إلى أن كثافة السحابة «كافية» لمنع الملاحة الجوية في المنطقة بكاملها كما في جزر الأزور وبورتو. وتقرر أمس تعليق الرحلات في مدينة بورتو، إلا أن المنظمة الأوروبية للملاحة الجوية «يوروكونترول»، توقعت في بيان «انحسار» المنطقة التي تغطيها السحابة.

وكانت وكالة الملاحة الجوية حذرت مساء أول من أمس من أن سحابة الرماد قد تنتقل جنوبا وتؤدي إلى «حظر عمليات» جوية في لشبونة، حيث ينتظر وصول البابا بنديكتوس السادس عشر غدا الثلاثاء في زيارة للبرتغال تستمر أربعة أيام ستكون الأولى لهذا البلد. وأكد المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، الأحد، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الزيارة ستجري في موعدها.

وفي إيطاليا، أغلق المجال الجوي فوق شمال غربي البلاد بكامله صباح أمس مما أثار اضطرابات شديدة في حركة الملاحة في مطارات تورينو وميلانو. وأفادت سلطات الطيران المحلية عن إلغاء 137 رحلة قبل الظهر في مطار ميلانو ـ مالبنسا و161 رحلة في ميلانو ـ ليناتي وثلاثين رحلة في تورينو.

أما إسبانيا، التي كانت قررت أول من أمس إغلاق 20 مطارا بسبب السحابة الجديدة، فكانت تتجه إلى إعادة فتح 3 مطارات هي مطارات سان جاك دي كومبوستيل، وفيغو، ولاكورونيا، بحلول الرابعة من مساء أمس. وتقرر إبقاء مطار آخر مغلقا هو مطار سلمنكا. وألغيت أول من أمس أكثر من 900 رحلة في إسبانيا بسبب إغلاق عشرين مطارا في شمال البلاد ومنها مطار برشلونة. وفي فرنسا، ألغيت أمس نحو سبعين رحلة في عدة مطارات معظمها متوجهة إلى شمال إيطاليا والبرتغال، غير أن سحابة الرماد البركاني لم تطاول المجال الجوي الفرنسي، بحسب مصادر ملاحية. والمطارات التي طاولها إلغاء الرحلات هي مطارات باريس ونيس (جنوب شرق) وليون (وسط شرق) وبوردو وتولوز (جنوب غرب).

وفي أيرلندا، أعلنت سلطات الطيران المدني أمس إغلاق المجال الجوي فوق غرب البلاد وقسم من اسكوتلندا، فيما بقي مطار دبلن مفتوحا بشكل عادي. وفي فيينا، أعلنت سلطات الملاحة الجوية إغلاق المجال الجوي النمساوي بشكل جزئي أمس وحتى صباح اليوم الاثنين. وفي كرواتيا، أعلنت شركة الخطوط الجوية الكرواتية أن مطاري سبليت وزادار على ساحل البحر الأدرياتيكي جرى إغلاقهما أمس، فيما استؤنفت الملاحة الجوية في مطارات بولا، ودبورونفيك، وأوسيجيك في زغرب.

وبسبب القرب الجغرافي، تعرضت الملاحة الجوية في المغرب إلى بعض الاضطرابات. وقال مصدر من الخطوط الملكية المغربية إنه لم يتم إلغاء أي رحلة، ولكن هناك فقط تأخير في بعض الرحلات بسبب السحابة البركانية. وكان بيان للشركة قال إن الرحلات الجوية التي من المقرر أن تمر فوق هذه المناطق (أوروبا وأميركا الشمالية) ستحول من قبل هيئات مراقبة الملاحة الجوية إلى ممرات أخرى آمنة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تأخير هذه الرحلات. وأضافت الشركة أن «لجنة طوارئ» تتابع تطور الوضع باتصال مع سلطات الطيران المدني المغربي والهيئات الأوروبية المكلفة بالطيران ومراقبة الملاحة الجوية.

وعاد بركان أيافيول الآيسلندي، الخميس، يقذف كميات كبيرة من الرماد بعدما هدأ عدة أيام، وقد شل ثورانه حركة الملاحة الجوية في أوروبا على مدى نحو أسبوع في منتصف الشهر الماضي مما أدى إلى احتجاز ملايين الركاب في مطارات العالم وتسبب بخسائر مالية فادحة.

وأعلن باحث في معهد العلوم الجوية والمناخ الإيطالي أمس أن رماد البركان الآيسلندي أقل خطورة على الملاحة الجوية من رمال الصحراء لأنه يتضمن كثافة أقل من الغبار. وأوضح الباحث جيان باولو غوبي في المعهد التابع لمركز الأبحاث الوطني الإيطالي متحدثا لصحيفة «كوريري ديلا سيرا» أن «تركيز الغبار المتصاعد من الصحراء الكبرى على ارتفاع عال يبلغ ثلاثة أضعاف الكثافة التي تم قياسها بعد ثورة البركان الآيسلندي».