محكمة بروكسل تصدر اليوم أحكامها في قضية «أميرة الجهاد» على الإنترنت

عناصر «الخلية الأفغانية» أنكروا الاتهامات خلال جلسات المحاكمة

TT

تصدر اليوم، الأحكام في حق عناصر الخلية التي تعرف باسم «الخلية الأفغانية»، التي يشتبه الادعاء العام البلجيكي في علاقتها بتنظيم القاعدة، وأنها متخصصة في تجنيد وإرسال الشباب المسلمين إلى أفغانستان، والتحضير لعمليات إرهابية في أماكن مختلفة. وأبرز تلك العناصر السيدة المغربية الأصل مليكة العروض، التي تحمل لقب «أميرة الجهاد على الإنترنت». وكانت الجلسات انطلقت في النصف الأول من شهر مارس (آذار)، داخل مبنى مجمع المحاكم «قصر العدل» ببروكسل، واستمرت حتى مطلع شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وعرفت الجلسات إنكار المتهمين للاتهامات التي جاءت في مذكرة الادعاء العام، وأعرب البعض منهم عن الندم على المشاركة في أنشطة أثارت الشبهات، وأن لديهم قناعة بضرورة العودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي. وقال المحامي فريناند موتيه المكلف بالدفاع عن البلجيكية من أصل مغربي مليكة العروض «إن موكلته التي تعرف في وسائل الإعلام بأنها (أميرة الجهاد على الإنترنت)، تدين الإرهاب ضد الأشخاص والعقائد وأنها تعتمد في تصرفاتها على القرآن الكريم، وترغب فقط في تقديم المساعدة لمن يريد مقاومة من يعتدي على المسلمين». ونفى المحامي أن تكون مليكة هي قائدة ما يعرف بـ«الخلية الأفغانية»، وشدد المحامي على نفيه أن موكلته تتولى قيادة المجموعة. وكان الادعاء العام قد طالب بالسجن 8 سنوات للمغربية مليكة و7 سنوات لزميلها هشام، وأحكام أخرى متفاوتة لباقي العناصر، التي ألقت السلطات البلجيكية القبض عليهم في ديسمبر (كانون الأول) 2008، وهم متهمون بالإعداد لأعمال عنف والتحريض عليه. وبعد أن استمعت المحكمة إلى مليكة العروض، التي يعتبرها الإعلام البلجيكي أحد قادة الخلية البارزين، انتقلت المحكمة إلى التهم الموجهة إلى المغربي هشام بيايو، الذي يشتبه في أنه كان يعد لعمل إرهابي في بروكسل بعد عودته من باكستان في خريف عام 2008. وقال المتهم لمحلفي المحكمة: «إن الرسالة التي عثرت عليها أجهزة الأمن البلجيكية، وتعد أحد أسباب اعتقاله، والتي تحدث فيها عن الإعداد لعمل إرهابي، كانت مجرد مزحة» وقال هشام بيايو «إن إقامته في وزيرستان بباكستان كانت خطأ، وأنه شعر بخيبة أمل كبيرة خلال تواجده هناك، وقرر العودة إلى بلجيكا» وهشام من سكان حي إندرلخت في بروكسل، وسافر لمدة عام مع اثنين من أصدقائه للتدريب في المعسكرات وعاد في ديسمبر 2008، ولكن السلطات الأميركية رصدت رسالة عبر البريد الإلكتروني أمدت بها السلطات الأمنية البلجيكية، وتتضمن الرسالة التي بعث بها هشام إلى أصدقائه ما يفيد أنه تلقى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية انتحارية، وأنه انتهى من إعداد شريط فيديو لوداع أهله. وبادرت الشرطة البلجيكية بالتحرك على الفور، وألقت القبض على المجموعة بأكملها، خاصة أن ذلك تزامن مع انعقاد قمة أوروبية في بروكسل بحضور قادة 27 دولة أوروبية. ولم تؤكد سلطات التحقيق في ذلك الوقت عثورها على أي متفجرات، أو ما يفيد بوجود خطط إرهابية لتنفيذها في بلجيكا. وفي جلسات الاستماع، نفت مليكة العروض ما جاء في إفادة أحد الشهود في القضية، بأنها سبق وتحدثت عن صلة بين زوجها، الموجود حاليا في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وأسامة بن لادن. وقالت مصادر الإعلام البلجيكي «إن معلومات التحقيق كشفت عن أن مليكة كانت قبل إلقاء القبض عليها تقوم بالتحضير لمغادرة أوروبا»، وأضافت أن الخلية تضم تسعة أشخاص من جنسيات مختلفة، بينهم شخصان هاربان، وأن ثلاثة أشخاص من بينهم مليكة العروض يمثلون أمام القضاء، بصفتهم قادة مجموعة إرهابية في بلجيكا، أما الستة الآخرون فبصفتهم أعضاء في الشبكة، وأضافت أن مليكة التي تلقب بأميرة الجهاد على الإنترنت هي قائدة تلك المجموعة، ومعها زوجها - وهو تونسي يدعى معز جارسلاو - عملا معا على تجنيد أشخاص للسفر إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة على الحدود بين أفغانستان وباكستان. ومليكة 50 عاما ، هي أرملة عبد الستار دحمان، الذي شارك في تنفيذ عملية اغتيال القائد العسكري الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود عام 2001 في أفغانستان. وحسب وكالة الأنباء البلجيكية «هي بلجيكية من أصل مغربي، ومن أشهر الناشطين في مجال الجهاد على الإنترنت، وسبق أن اعتقلتها السلطات البلجيكية في ديسمبر من عام 2007، لمدة يوم واحد وأطلقت سراحها على خلفية الاشتباه في محاولة لتهريب لاعب الكرة التونسي السابق نزار الطرابلسي، الذي يقضي حاليا عقوبة الحبس لإدانته في قضية ذات صلة بالإرهاب، وكانت تعيش في حي إندرلخت وترتدي النقاب، ومليكة - حسب تقارير إعلامية - معروفة لدى أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا باسم الملكة، أي المسلمة التي تعمل في الصفوف الأولى لحركة النساء من أجل المشاركة بدور أكبر في عالم الجهاد. أجل المشاركة بدور أكبر.