لبنان: عون يخسر «حرب المخاتير».. والحريري يربح «حرب المناصفة» في بيروت

جمعية تسجل 281 مخالفة انتخابية.. ورشى

TT

نجح رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وتياره السياسي في تجاوز استحقاق الانتخابات البلدية لمدينة بيروت، وفقا لقاعدة «المناصفة» بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي، رغم التفاوت العددي الكبير بين الطائفتين من أبناء المدينة في انتخابات لا تعرف التوزيع الطائفي، خلافا للمقاعد النيابية الموزعة طائفيا ومذهبيا.

وإذا كانت القوة التجييرية الكبيرة لتيار المستقبل في العاصمة سببا مباشرا لضمان فوز اللائحة بكامل أعضائها، فإن معركة «الشارع المسيحي» التي خاضها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في المناطق ذات الغالبية المسيحية انتهت إلى حيث ما لم يرغب عون الذي كان قد امتنع عن دخول معركة الانتخابات البلدية، مفضلا تحويلها إلى «معركة مخاتير» حصد من خلالها 14 مختارا من أصل 40 مختارا في مناطق الثقل المسيحي.

وأتت نتائج انتخابات «المخاتير» في مناطق الرميل والمدور والصيفي والأشرفية ذات الغالبية المسيحية متفاوتة، ففي المدور ذات الغالبية الأرمنية فاز تحالف عون وحزب الطاشناق الأرمني بسبعة مخاتير مقابل خمسة مخاتير لقوى «14 آذار»، نتيجة توافق بين الطرفين قبل الانتخابات، أما في منطقة الرميل التي يعتبر فيها الصوت الأرمني مقررا، فقد فاز تحالف عون - الطاشناق بـ7 مخاتير مقابل 5 لقوى «14 آذار»، فيما خسر عون منفردا معركة مخاتير الأشرفية والصيفي ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية - المارونية.

وفي حين انتهى الجدال حول نسبة المشاركة المتدنية في انتخابات بلدية بيروت، التي وصلت إلى نحو 23 في المائة كالانتخابات التي سبقتها عام 2004، توجه رئيس الحكومة سعد الحريري بالشكر إلى أبناء بيروت الذين شاركوا في الانتخابات البلدية والاختيارية، و«دعموا وحدة العاصمة، وأكدوا على قرارهم الحفاظ على صيغة العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين». وقال: «مرة أخرى أتوجه بالشكر العميق إلى أبناء بيروت الأحباء الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البلدية، وأكدوا حرصهم الشديد على الوحدة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، الذي تشكل العاصمة نموذجه المثالي في لبنان والشرق كله، على حد سواء».

ورأى الحريري أن هذه النتيجة التي وصفها بـ«المشرفة» تعبر عن إصرار «أهلنا في بيروت على تكريس النهج الذي أرساه (والده) الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضمان المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في المجلس البلدي لبيروت، ليتسنى لجميع أبناء العاصمة المشاركة في ورشة الإنماء والنهوض المتواصلة التي تحتاج إليها على الدوام».

واعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، ميشال فرعون، أن «التجييش الذي سبق الانتخابات من قبل أحد الفرقاء (عون) ساهم في منح هذا الانتصار بعدا سياسيا، فانقلب السحر على الساحر». وأكد أن أبناء الأشرفية والرميل والصيفي «كرروا، كما وعدنا، الانتصار الذي تحقق في السابع من يونيو (حزيران) الماضي، والذي كاد أن يكون كاملا في الرميل لولا أصوات حزب الطاشناق، التي أنقذت مياه وجه التيار الوطني الحر».

واعتبر فرعون أن «بيروت استفاقت مرتاحة على نتائج فوز المجلس البلدي الجديد الذي تمنى له النجاح، لأنه احترم مبدأ المناصفة واختيار المرشحين والخصوصيات والتوازنات لكي تكون هناك إمكانية لتفعيل المجلس البلدي في أجواء منسجمة، بعيدا عن الفخ الكبير الذي كان معدا لبيروت، وبعيدا عن أجواء الاستفزاز والابتزاز للمرجعيات المسيحية في بيروت، وبعيدا أيضا عن الأجواء التي ترفضها بيوت بيروت السلام والحضارة والإنماء والنمو».

أما على صعيد المعركة الاختيارية في الأشرفية والرميل والصيفي، فأسف فرعون لأن البعض في التيار الوطني الحر اختار عنوانا للمعركة هو «الاستفتاء»، أي الاستفتاء على قانون الانتخابات البلدية، علما بأن قانون الانتخابات البلدية غير قانون البلديات، وهو الأمر الذي لم يدركه، عن قصد أو عن غير قصد، كثيرون من قيادات التيار.

وقال فرعون: «إن الجميع يعرف نتيجة الأشرفية التي قالت كلمتها (12 مقابل صفر) والصيفي التي قالت كلمتها (4 مقابل صفر) بفارق بعيد».

وأضاف: «المسيحيون أعطونا من دون حزب الطاشناق أكثر من 60% من الأصوات». إلى ذلك, سجلت «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» 281 مخالفة في الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع أول من أمس، معتبرة أن ما ميز الانتخابات في زحلة هو انتشار الرشوة بشكل شبه علني دون آليات التدخل السريع لوضع حد لهذه العملية.

وقال الأمين العام لـ«الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات»، زياد عبد الصمد: «إن الجمعية سجلت 281 مخالفة في محافظتي بيروت والبقاع، بينها 5 حالات رشوة».