السعودية تخلي سبيل 149 بحارا مصريا انتهكوا حدودها المائية بالخطأ

دبلوماسي مصري لـ«الشرق الأوسط»: السعوديون وعدونا بإطلاق سراح الصيادين خلال ساعات

TT

أخلت السعودية أمس سبيل 149 صيادا مصريا، كانت قد احتجزتهم لأيام، جراء انتهاكهم المياه الإقليمية للمملكة والصيد فيها.

وأكد دبلوماسي مصري يقيم في جدة (غرب السعودية) إفراج السلطات الأمنية السعودية ظهر أمس عن 149 بحارا من مواطني بلاده، عقب أن فتحت تحقيقا موسعا معهم، على خلفية تخطيهم الحدود الإقليمية البحرية السعودية بطريق الخطأ.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» السفير علي العُشيري، القنصل العام المصري في جدة، عن تلقيه وعودا من الجانب السعودي، تُفيد بإطلاق سراح مواطني بلاده خلال ساعات، ومغادرتهم على متن ذات القوارب التي دخلوا بها، ليتمكنوا من العودة إلى بلادهم، وهو ما تحقق بالفعل ظهر أمس. وطبقا لبيان أصدرته السفارة المصرية في العاصمة السعودية الرياض، فإن خمسة مراكب صيد مصرية، ثلاثة منها دخلت قبل أربعة أيام، ومركبان دخلا السبت الماضي المياه الإقليمية السعودية، بالقرب من جزيرة فرسان (أقصى جنوب البحر الأحمر) عن طريق الخطأ وعلى متنها 149 صيادا، وقامت قوات حرس الحدود السعودية في منطقة جازان بوقف المراكب المذكورة بتهمة انتهاك المياه الإقليمية للمملكة والصيد فيها.

وأكدت سفارة القاهرة في الرياض، في البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن سفارة مصر في الرياض، والقنصلية العامة في جدة، قامتا بإجراء اتصالات عالية المستوى مع السلطات السعودية المعنية، للإفراج عن مراكب الصيد المصرية، وقد أكد المسؤولون السعوديون تمتع الصيادين المصريين بالرعاية الكاملة، بما في ذلك تمكينهم من الاتصال بذويهم، وأبدوا حرصهم الشديد على التعامل مع هذه القضية من منطلق العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، وبالتالي يعملون على إنهائها بشكل مُرضٍ في أقرب وقت، خصوصا أن تلك المراكب لم ترتكب أي مخالفات أو تنتهك أي قوانين أخرى باستثناء تلك المذكورة.

وأكدت سفارة القاهرة في العاصمة السعودية استجابة السلطات السعودية للطلب المصري، وأصدر أمير منطقة جازان أمرا بالإفراج عن المراكب والصيادين.

وأزجت القاهرة طبقا للبيان الرسمي، مُمثلة بسفارتها في الرياض، والقنصلية المصرية في جدة، شكرها للجهات السعودية، وسلطات حرس الحدود السعودي، على تفهمهم ورعايتهم للصيادين المصريين طوال فترة احتجازهم، انطلاقا من العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين.

وطالبت سفارة القاهرة الصيادين المطلق سراحهم بتوخي الحرص والحذر لعدم دخول المياه الإقليمية السعودية، حفاظا على العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين حكومة وشعبا. وبالعودة هنا إلى السفير العشيري فإن بعضا من وسائل الإعلام تعاملت مع القضية دون الرجوع إلى المصادر الرسمية، وبالتالي فقد ذكر عدد من وسائل الإعلام المصرية معلومات لم تكن مستقاة من مصدرها الحقيقي، وهو ما فنده المسؤول المصري الذي أكد معاملة السلطات السعودية لمواطنيه معاملة حسنة، بل ومكنتهم من الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم، وهو ما يندرج في إطار العلاقات السعودية المصرية المميزة، طبقا لوصف الدبلوماسي المصري. وقال: «نحن من الوهلة الأولى أطلعنا الرأي العام المصري على تفاصيل القضية الحقيقية، وأبلغنا أن الصيادين المصريين محل متابعة بعثة مصر الدبلوماسية، وهو ما تحقق بفضل ما تربطنا بالسعودية من علاقات أخوية مميزة».