«أميرة الجهاد» على الإنترنت حضرت دون النقاب لأول مرة

بروكسل تصدر أحكاما بالسجن تتراوح بين 40 شهرا و8 سنوات ضد «الخلية الأفغانية»

TT

داخل مقر مجمع المحاكم ببروكسل، وبالتحديد في القاعة رقم 17، انعقدت جلسة النطق بالحكم في قضية «الخلية الأفغانية»، والمتهمة الرئيسية فيها مليكة العروض الملقبة بـ«أميرة الجهاد» على الإنترنت، التي حضرت الجلسة دون أن ترتدي النقاب أو غطاء للرأس، عكس ما اعتادت عليه في السنوات الأخيرة، واستمر القضاة في قراءة حيثيات الحكم لمدة خمس ساعات، وأخيرا أصدرت محكمة بروكسل أحكاما تراوحت بين السجن 40 شهرا و8 سنوات، في حق ثمانية أفراد من عناصر خلية تعرف باسم «الخلية الأفغانية»، التي وجه الادعاء العام البلجيكي إليها اتهامات تتعلق بتجنيد عناصر للقتال في أفغانستان.

وقالت المحكمة إن المغربية العروض، وزوجها معز غرسلاوي، والبلجيكي من أصل مغربي هشام بيايو، متورطون في تجنيد وتمويل شبكة، لإرسال مقاتلين إلى منطقة وزيرستان على الحدود بين باكستان وأفغانستان. وحكمت المحكمة الجنائية في بروكسل بالسجن لمدة 8 سنوات على العروض المغربية الأصل، وزوجها معز غرسلاوي التونسي الأصل، الموجود حاليا على الحدود الأفغانية الباكستانية، كما أصدرت المحكمة حكما بالسجن 5 سنوات بالنسبة إلى هشام بيايو المتهم الثالث، وهم القادة الثلاثة للخلية من وجهة نظر الادعاء. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت موت دورات المحامية البلجيكية المكلفة بالدفاع عن العروض، إنها ستلجأ إلى الاستئناف، «لأن الحكم قاس على موكلتي، التي أكدت لي أنها لا تستحق تلك العقوبة الصارمة، وسبق لموكلتي أن أعلنت أمام المحكمة أنها ضد الإرهاب، ولكن المشكلة أن مفهوم الجهاد بالنسبة إليها يختلف عن مفهومه لدى المحكمة، فهي تتحدث عن الجهاد النفسي والدفاع عن القرآن، ولكن المحكمة تنظر إلى الجهاد الشامل بمعناه الإرهاب. وقال لـ«الشرق الأوسط» أيضا المحامي المهدي عباس من أصل تونسي، إن الحكم كان شديدا جدا على البعض وغير شديد على البعض الآخر، وإنه لا ينوي الاستئناف بالنسبة إلى موكله الذي حصل على حكم بالسجن 40 شهرا مع وقف التنفيذ، وأفرجت المحكمة عن البلجيكي جان تريفوا واعتبرت أنه لا توجد أدلة كافية لتورطه في أنشطة هدامة، بينما أصدرت قرارا بالسجن لمدة 40 شهرا مع وقف التنفيذ في حق الآخرين، ومعظمهم من أصول مغاربية، والمحكمة التي جرت في ظروف أمنية مشددة، اتفقت مع الادعاء العام على ضرورة ضبط وإحضار غرسلاوي زوج مليكة، الموجود حاليا على الحدود بين باكستان وأفغانستان لتنفيذ العقوبة. وغرسلاوي متهم بمرافقة متطوعين إلى الحدود الأفغانية الباكستانية عبر تركيا.

وهو هارب حاليا وموجود على الأرجح في المنطقة القبلية شمال باكستان. أما الرجل الثالث الذي تقول المحكمة إنه من قادة المجموعة، فهو بيايو أحد المتطوعين الذين تدربوا في معسكرات «القاعدة». وقد حكم عليه بالسجن 5 أعوام، من بينها 37 شهرا مع التنفيذ. ومن المتهمين الستة الآخرين، تمت تبرئة واحد والحكم على الخمسة الآخرين بالسجن لمدد تتراوح بين 3 و5 سنوات.