بريطانيا: براون يعلن أنه سيتنحى.. والديمقراطيون الأحرار يتفاوضون مع حزبه

7 ساعات من المحادثات بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار دون اتفاق

رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أثناء مؤتمر صحافي أمام داونيغ ستريت في لندن أمس (رويترز)
TT

قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إن حزب الديمقراطيين الأحرار يريد إجراء محادثات رسمية مع حزب العمال الحاكم بشأن تشكيل حكومة جديدة، مضيفا أنه سيتنحى عن رئاسة حزبه بحلول الخريف، في قرار يرمي إلى تسهيل تشكيل ائتلاف محتمل مع الديمقراطيين الأحرار. وأضاف براون، متحدثا إلى الصحافيين، أن زعيم الديمقراطيين الأحرار «نيك كليغ أبلغني للتو أنه يعتزم الاستمرار في الحوار الذي بدأه مع المحافظين لكنه يريد الآن أيضا المضي قدما بالمناقشات الرسمية مع حزب العمال».

وقد انتهت محادثات حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار في بريطانيا دون التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة، مع الإعلان عن مزيد من المحادثات خلال الساعات المقبلة. وفي نفس الوقت عادت الملكة إليزابيث الثانية إلى لندن.

ووصف حزب المحافظين المحادثات بأنها جيدة، وقال وليم هيغ كبير مفاوضي الحزب للصحافيين بعد 7 ساعات من الاجتماع مع الديمقراطيين الأحرار: «أحرزنا مزيدا من التقدم.. سنبلغ الآن كاميرون رئيس الحزب بما توصلنا إليه، وسنجتمع مع زملائنا البرلمانيين... وفدا التفاوض يعملان بشكل جيد بحق معا». وأضاف أن أساس أي اتفاق يجب أن يتركز على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والحد من العجز العام.

وكان زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نيك كليغ قد التقى كلا من زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال غوردن براون على انفراد أمس، دون إعلان تفاصيل عن نتائج الاجتماع، لكن مصادر وصفتها بالإيجابية والبناءة، خصوصا مع المحافظين.

ومن جانبه طالب كليغ الشعب البريطاني بالتحلي بالصبر ريثما يجري قادة الأحزاب السياسية مباحثاتهم لتشكيل تحالف حاكم قادر على الاستمرار ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. وسيحاول حزب المحافظين المنتمي إلى تيار يمين الوسط وحزب الديمقراطيين الليبراليين التوصل إلى اتفاق قد يقود إلى أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ سبعينات القرن الماضي.

ويلتقي ممثلو الحزبين من جديد في مسعى للتوصل إلى صفقة لتشكيل ائتلاف حكومي في أعقاب المباحثات المباشرة والهاتفية بين زعيمي الحزبين نيك كليغ وديفيد كاميرون. ورفض قادة الحزبين الإفصاح عن تفاصيل سير المفاوضات الجارية بين الحزبين.

وفي هذه الأثناء يواصل زعيم حزب العمال غوردن براون مهامه كرئيس للوزراء، بانتظار ما تتمخض عنه مباحثات الحزبين الآخرين. وكان براون قد أكد أنه سيكون مستعدا للدخول في مباحثات لتشكيل تحالف حاكم مع الديمقراطيين الليبراليين في حال فشلت مفاوضاتهم مع المحافظين. وأحرز المحافظون أكبر عدد من مقاعد البرلمان، غير أنهم لم يحصلوا على الأغلبية التي تخولهم الحكم منفردين.

وقال كاميرون في رسالة إلكترونية بعث بها إلى أنصاره إنه لن «يهرول إلى اتفاق كيفما كان»، لكنه مستعد «للتنازل» في بعض المجالات. وأكد كاميرون في رسالته الإلكترونية أنه سيظل ملتزما بما تعهد به من عدم «منح بروكسيل مزيدا من الصلاحيات، أو التخاذل في ما يتعلق بمسألة الهجرة، أو المجازفة بأمن البلاد».

وقال في المقابل إن هناك أرضية مشتركة بين المحافظين والليبراليين «تضم الحاجة إلى إصلاح النظام التربوي، وبناء اقتصاد صديق للبيئة، وإصلاح النظام السياسي، وسلطة لا مركزية، وحماية الحريات المدنية، وإلغاء مشروع بطاقات الهوية». وأوضح كاميرون أن من «المصلحة القومية» أن يقدم حزب المحافظين بعض التنازل لليبراليين، خصوصا في ما يتعلق بخفض الضرائب على ذوي الدخل المتدني، لكن على الليبراليين أن يبدوا «تفهما» مماثلا، خصوصا في ما يتعلق بضرورة معالجة مسألة عجز الميزانية.

وكان كليغ قد بحث مع قادة حزبه مسألة المفاوضات مع المحافظين، وتمكن من الحصول على «دعم تام» للشروع أولا في التفاوض مع أكبر حزب في البرلمان البريطاني الجديد.

ويظل غوردن براون رئيسا للوزراء، لكنه عرض على الليبراليين خوض مفاوضات إذا لم تسفر محادثاتهم مع المحافظين عن أي اتفاق.