نائب نتنياهو: إسرائيل لديها القدرة على شن حرب ضد إيران

معهد الدراسات الاستراتيجية: أمام طهران 10 سنوات لصنع صاروخ قادر على ضرب أميركا

TT

قال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إن إسرائيل في وضع يمكنها من شن حرب على إيران، فيما يمثل خروجا نادرا عن سياسة التكتم التي تتبعها حكومته. وقال يعلون إن القوات الجوية الإسرائيلية اكتسبت من خلال شن هجمات على النشطاء في لبنان والأراضي الفلسطينية التقنية اللازمة لتوجيه أي ضربات لمواقع إيرانية في المستقبل.

وتابع، في اجتماع للقادة والخبراء العسكريين قرب تل أبيب، «ما من شك في أن القدرات التكنولوجية التي تحسنت في السنوات الأخيرة حسنت المدى وقدرات إعادة التزود بالوقود جوا وأحدثت تحسنا هائلا في دقة المعدات والمعلومات». وقال يعلون الذي شغل سابقا منصب قائد القوات المسلحة: «يمكن استخدام هذه المقدرة في حرب على الإرهاب في غزة وفي حرب في مواجهة الصواريخ من لبنان وفي حرب على الجيش السوري التقليدي وكذلك في حرب على دولة بعيدة مثل إيران». وقصفت إسرائيل التي يفترض أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية بالشرق الأوسط المفاعل النووي العراقي عام 1981 وشنت طلعة مشابهة في سورية عام 2007. إلا أن بعض المحللين المستقلين شككوا في تهديدات إسرائيل المستترة لغريمتها إيران حيث يرى هؤلاء أن الأهداف المحتملة بعيدة إلى حد كبير ومتفرقة ومتعددة ومحمية بشكل جيد بحيث لا يمكن للطائرات الإسرائيلية وحدها تنفيذ المهمة.

وقلما استخدم قادة إسرائيل لفظ «حرب» في تصريحات علنية لوصف كيفية التعامل مع إيران بشأن برنامج نووي تعتقد إسرائيل والغرب أنه يهدف لصنع أسلحة نووية. وتنفي إيران ذلك وتصفه بالمزاعم العدائية. وترى إسرائيل في عمليات تخصيب اليورانيوم الإيرانية السرية ومشروعات الصواريخ الطويلة المدى والحرب الكلامية المعادية تهديدا مستديما.

ويقبل نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون كبار آخرون رسميا بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات على إيران وعادة ما يتحدثون على نحو غير صريح عن ترك كل الخيارات مفتوحة في تناول مسألة القيام بعمل عسكري محتمل ضد إيران.

وفي تصريحات منفصلة، قال دان مريدور وهو نائب آخر لرئيس الوزراء «لا يزال هناك متسع من الوقت» للدبلوماسية كي تؤتي ثمارها. وسعى إلى التهوين من شأن اهتمام إسرائيل بتضييق الخناق على إيران ووصف الأمر بأنه تحد عالمي. وقال مريدور الذي ينتمي مثله مثل يعلون إلى مجلس الوزراء المصغر الذي يضم سبعة أعضاء: «إذا لم تحصل إيران في نهاية المطاف على السلاح النووي على الرغم مما تقوله أميركا وتريده فسيكون لذلك تداعيات خطيرة على النظام العالمي وعلى ميزان القوى وقواعد اللعبة».

وفي كلمته أمام معهد فيشر لدراسات الطيران والفضاء الاستراتيجية كان يعلون أكثر تشددا إذ قال إن إسرائيل تخوض حربا بالوكالة ضد إيران بسبب دعم طهران لمقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال: «ما من شك - بالنظر إلى الوضع بشكل عام - في أننا في مواجهة عسكرية مع إيران بالفعل. فإيران هي المحرك الرئيسي لهؤلاء الذين يهاجموننا».

إلى ذلك، أفاد مركز بحثي متخصص مقره لندن أنه من غير المرجح أن تتمكن إيران من صنع صاروخ قادر على ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة قبل مرور عشر سنوات على الأقل.

وذكر التقرير الذي أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن برنامج تطوير الصواريخ الإيراني بدا مرتبطا بتوجهها نحو توسيع قدراتها النووية «بهدف منح إيران القدرة على نقل رؤوس نووية لما وراء حدودها». لكن المركز قال إنه يتوقع أن تسعى إيران لاحتراف صنع الصواريخ متوسطة المدى - بين 3500 و5500 كيلومتر - قبل محاولتها صنع صواريخ عابرة للقارات بمدي يتجاوز 5500 كيلومتر. وتابع التقرير: «إن منطق وتاريخ جهود إيران الثورية في تطوير الصواريخ ومنصات الإطلاق الفضائي يشي بأن طهران ستطور صواريخ متوسطة المدى وتدخلها الخدمة قبل الشروع في برنامج لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الساحل الشرقي الأميركي الذي يبعد 9000 كيلومتر».

وأضاف التقرير: «لذا فمن المنطقي استنباط أن تطوير برنامج وطني إيراني للصواريخ الباليستية عابرة القارات قائم على تكنولوجيا نو - دونغ وسكود يظل أمامه أكثر من عشر سنوات قبل أن يتحقق» في إشارة إلى الصواريخ التي طورتها روسيا ثم كوريا الشمالية. وبدا التقرير منسجما مع تقدير المخابرات الوطنية الأميركية الصادر في مايو (أيار) 2009 الذي ذكر أنه من غير المرجح أن تحوز إيران صاروخا طويل المدى قبل 2015 إلى 2020 طبقا لتصريحات مسؤولين أميركيين اطلعوا على ذلك التقدير في حينه. وكان قد أعيد النظر في تقدير عام 2009 ليكون عام 2015 بدلا لعام 2012. لكن في 19 أبريل (نيسان) من العام الجاري ذكر تقرير غير خاضع للسرية لوزارة الدفاع الأميركية بشأن الجيش الإيراني أنه بمساعدة أجنبية كافية ربما تتمكن إيران من صنع صاروخ قادر على ضرب الولايات المتحدة بحلول 2015.

وبالإشارة إلى احتمال أن تصبح الصواريخ الإيرانية تهديدا محتملا لأوروبا ذكر التقرير الذي يحمل عنوان «قدرات الصواريخ الباليستية لدى إيران» أنه من غير المرجح أن تتزود إيران بصاروخ يعمل بالوقود السائل قادر على استهداف أوروبا الغربية قبل 2014 إلى 2015.

وأفاد التقرير أن نشر نسخة من صاروخها «سجيل» الذي يعمل بالوقود الصلب قادرة على حمل رأس حربي زنة طن واحد لمدى يصل إلى 3700 كيلومتر لا يزال أمامه أربع أو خمس سنوات.

ويقول خبراء إن صواريخ الوقود الصلب تثير قلقا خاصا لأنها تأخذ وقتا أقل عند تجهيزها للإطلاق مقارنة بصواريخ الوقود السائل ومن ثم يصعب وقفها. وذكر التقرير أن صاروخ «سجيل 2» الذي تمت تجربة إطلاقه بنجاح للمرة الأولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 لا يزال يبعد لعامين أو ثلاثة عن تجارب الطيران قبل أن يدخل الخدمة الفعلية ليصلح نظاما عاملا. ولا يزال الاستخدام العسكري للصواريخ الباليستية القائمة لدى إيران محدودا للغاية بسبب افتقارها الشديد للدقة رغم أن إيران يمكن أن تستثمرها كسلاح سياسي ضد مدن الخصوم.