مبعوث أوباما في منظمة المؤتمر الإسلامي: نعمل في هذه المنطقة وسط تعقيدات سياسية يفرزها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: الوقت الحالي فرصة لتجاوز خلافات الماضي

TT

* ما هي إستراتيجيتك في تشكيل العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة؟

- إنها إستراتيجية لن تكون قائمة على مجال واحد فقط، حيث أننا سنواصل العمل بشأن الصراعات السياسية التي هي بمثابة مصادر التوتر بين الولايات المتحدة والدول المسلمة حول العالم، مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. سنعمل تجاه هذه الصراعات، لكننا نتطلع أيضا إلى تطبيق ميادين للتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصحة. وكما تعرف، عقدنا قمة ريادة الاعمال الأسبوع الماضي، لذا فإننا نتطلع إلى زراعة البذور والبناء على هذه البرامج في نفس الوقت الذي نكون فيه قادرين على زيادة التعاون بشأن عدد من القضايا التي تسببت في توتر علاقاتنا على الصعيد السياسي.

* هل تعتقد أن المشاعر الغاضبة التي نتجت عن (الادارة السابقة اي ادارة الرئيس جورج بوش) ستكون عقبة أمام بناء جسر جديد بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؟

- إن ما نحن قلقون في الحقيقة بشأنه ونمضي قدمه فيه هو تنفيذ ميادين جديدة من التعاون. ولأعطيك مثال، كي أكون منصفا مع الإدارة السابقة، كان (منصب) المبعوث الخاص إلى منظمة المؤتمر الإسلامي منصبا أعلن عنه الرئيس بوش في نهاية إدارته، لذا فإننا نتطلع إلى المضي قدما وحقاء البناء على ذلك ولضمان أن التعاون بين المبعوث والمجتمعات الإسلامية حول العالم قائم على نطاق كبير من القضايا، وبعض من القضايا التي ناقشتها معك.

* ينتقد الكثير من المسلمين الولايات المتحدة لأنها تقف بجانب إسرائيل ضد القضية الفلسطينية، كيف يمكنك تنفيذ التوصيات التي وردت في خطاب أوباما في القاهرة وتحافظ على نهج الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط؟

- سنواصل التأكيد على أن حل هذا الصراع والحل الذي تحاول الولايات المتحدة تنفيذه لا يصب فقط في مصلحة الولايات المتحدة، ولكن أيضا في مصلحة الفلسطينيين والشعب الإسرائيلي. لذا نأمل المضي قدما كما فعل الرئيس (الاميركي باراك اوباما) في الأسبوع الأول له في الحكم بتعيينه السيناتور (جورج) ميتشل في وقت مبكر للغاية وإعطاء الأولوية الأولى لهذه القضية عن طريق العمل على جعل الظروف مناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة ن جديد بين الأطراف المعنية.

* هل تعتقد أن الإجراءات الإسرائيلية في القدس تعقد من مهمتكم الرامية إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي؟

- بالتأكيد هناك عقبات تتمثل في جانبي القضية، لكن هذا هو الوضع على مدار الـ60 عاما الماضية، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالحل الذي يقر به الجميع، وهو حل الدولتين الذي علينا الوصول اليه. ولدينا بعض الأخبار السارة خلال الأيام الماضية وهي أننا سنستأنف المباحثات غير المباشرة مرة أخرى، ولذا أعقد أننا نحرز تقدم.

* ما هي الأفكار التي تناقشها لتجديد ثقة العالم الإسلامي في الولايات المتحدة؟ وهل تعتقد أن تفعيل التعاون بين الجانبين في كافة المجالات كافية لاحياء روح جديدة في العلاقات؟

ـ الامر الاساسي الذي سيحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم في المقام الأول هو عندما نوضح أننا وضعنا إطار عمل للتعاون، وأن هذا التعاون لن يقوم على قضية واحدة أو قضيتين مثل التطرف العنيف. وأن الولايات المتحدة توضح على أنها تدرك أن هذه قضية يرفض فيها المسلمون الإرهاب والتطرف العنيف. تلك هي الخطوة الأولى، ولكن خطوة أخرى هي اظهار النتائج في عدد من المناطق وستشمل العمل نحو حل النزاعات السياسية. وتعمل الولايات المتحدة في الوقت الحالي للخروج من العراق ويمكننا قول الامر نفسه في أفغانستان. وتعمل الولايات المتحدة دون كلل للتوصل إلى حل مع الأطراف المعنية بقضية الشرق الاوسط، ولكننا عمدنا ايضا إلى تنفيذ برامج في مجالات التعليم حيث عمدنا إلى زيادة عملية التبادل، وكذا الحال في مجال الصحة حيث عملنا على القضاء على مرض شلل الأطفال وتعاونا قبل الحج في محاربة مرض أنفلونزا الخنازير. وقد عقد الرئيس قمة ريادة الاعمال، كما تعلم، ولدينا الكثير من منتديات الحوار بين الأديان. لذا نعتقد أننا في الوقت الذي نواصل فيه تنمية هذه الجوانب ويرى المسلمون والشعوب في العالم مدى التقدم الذي حققناه ستكون هناك أسس جيدة لعلاقات إيجابية.

* خلال دراستك القانون في جامعة "ييل" وجهت انتقادات لمحاكمة سامي العريان واعتبرتها محاكمة ذات دوافع سياسية. فهل تعتقد أن النظام القضائي في الولايات المتحدة لا يزال يعاني من ربط المسلمين بالإرهاب؟

ـ في هذه القضية، قلت بوضوح في تلك الندوة أنني لم أكن أعلق على أي من الادعاءات المحددة حوله لكني كنت أعلق على العملية ككل التي اتبعت في تلك القضية. وقد كان هذا رأي في العديد من القضايا التي تحدثت بشأنها، منها قضية تشابلين لي وبراندون مايفيلد وان النتائج في تلك القضيتين ادت الى اطلاق المتهمين على سبيل المثال والنظام القضائي حل القضايا بشكل عادل.

وأعتقد أن لدينا في الولايات المتحدة احد أفضل النظم القضائية في العالم، وانا واثق جدا أننا سنواصل السير في هذا الطريق وسنواصل تحقيق نتائج عادلة.

* تسعى من خلال المبادرة الأميركية إلى إبراز النوايا الطيبة نجاه العالم الإسلامي؟

ـ نعم، لكن علينا أن نتذكر أن ذلك ليس مجرد جهد يهدف من ورائها إلى تحسين صورة أميركا أو إثبات حسن النوايا، بل نحن مهتمون بالقيام بما هو صائب. فنحن نرغب في تطبيق أفضل السياسات، ونعتقد نتيجة لذلك أن صورتنا ستتحسن في العالم، لكن ذلك ليس العامل الأساسي الذي قرر بموجبه الرئيس مواصلة تحسين العلاقات والتعاون مع ربع سكان العالم، وهي الجالية المسلمة حول العالم.