واشنطن تنفي زيارة قريبة لبايدن إلى العراق.. والدباغ ينصحه بعدم التدخل في تشكيل الحكومة

المتحدثة باسم قائمة علاوي لـ «الشرق الأوسط»: تحالف المالكي يريد التأجيل إلى ما بعد انسحاب الأميركيين

TT

يتصاعد موضوع سوء الأوضاع السياسية والأمنية والحياتية في العراق طرديا مع تأخير تشكيل الحكومة العراقية التي دخلت في تعقيدات وتشابكات زادت من قتامة المشهد السياسي، ودخلت في عتمة دخان الانفجارات الذي صار يتصاعد يوميا من كركوك وحتى البصرة.

تعقيدات الأوضاع السياسية في بغداد قد تدفع الإدارة الأميركية إلى التدخل المباشر لحل العقد التي يضعها بعض السياسيين العراقيين في طريق تشكيل الحكومة واستقرار الأوضاع الحياتية، حيث تردد في العاصمة العراقية أنباء عن قرب زيارة جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي إلى العراق لغرض الضغط على الأطراف العراقية للإسراع بتشكيل الحكومة، باعتباره المسؤول عن الملف العراقي.

وترى ميسون الدملوجي، الناطقة باسم القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، أن «من مصلحة أميركا التدخل من أجل الإسراع باستقرار الأوضاع العراقية كي تنفذ برنامجها بسحب قواتها من العراق نهاية أغسطس (آب) القادم والحيلولة دون عدم عرقلة هذا الانسحاب، وهذا مهم اليوم جدا بالنسبة لهم».

وقالت الدملوجي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «الحكومة العراقية التي تعترض اليوم على التدخل الأميركي في الشأن العراقي هي ذاتها من وقعت الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، وإن هذه الاتفاقية تلزم الجانب الأميركي بالحفاظ والدفاع عن الديمقراطية في العراق»، مشيرة إلى أن «الديمقراطية في لعراق تتعرض اليوم لعمليات التفاف من خلال تمسك الحكومة بمقاعدها، وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، وممارسة عمليات الاجتثاث والإقصاء، ومحاولة حرمان القائمة العراقية الفائزة الأولى في الانتخابات من حقها الدستوري بتشكيل الحكومة القادمة».

وعبرت الناطقة باسم القائمة العراقية عن «خشية أطراف سياسية عراقية عدة من مماطلة الحكومة الحالية وعرقلة تشكيل الحكومة حتى نهاية شهر أغسطس القادم، أي إلى ما بعد انسحاب القوات الأميركية، خاصة أننا بدأنا نسمع كلاما من قبيل أن تشكيل الحكومة سيكون بعد شهر رمضان المبارك، أي بعد انسحاب القوات الأميركية»، منبهة إلى أن «ذلك سيؤدي إلى أن تلتف الحكومة على العملية السياسية والمنجزات الديمقراطية التي تتحقق بفعل تضحيات العراقيين الذين يعانون من سوء الأوضاع الأمنية والسياسية والخدمية».

من جانبه، حذر علاوي من حرب طائفية في العراق بسبب الخلافات السياسية ومحاولات إقصاء قائمته الفائزة في الانتخابات عن المشاركة في العملية السياسية.

وقال إن القوى السياسية أوقفت الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنها تخطو نحو الطائفية بدفع من إيران.

وحذر علاوي من أن النزاع لن تكون حدوده العراق فقط فقد يتسع ويشمل المنطقة بأسرها.

واتهم علاوي قائمتي دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي بالعودة إلى الأساليب الطائفية، وذكر أنهم خاضوا الانتخابات تحت عنوان الوحدة الوطنية لكنهم لا يتصرفون كذلك اليوم. ودعا علاوي، في تصريحات لصحيفة «الغارديان» البريطانية، إيران إلى وقف التدخل في الشأن العراقي، وقال إن تركيا وإيران لهما مصالح للتدخل في الشأن العراقي، وإن هذا التدخل تعزز خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة وخصوصا من إيران، ودعا إلى وقف تلك التدخلات.

وأشاد علاوي بقرار انسحاب القوات الأميركية من بلاده إلا أنه قال بأن الانسحاب قد يؤدي إلى تأزم الوضع في بلاده إذا تم قُبيل استقرار الأوضاع.

وحث علاوي المجتمع الدولي على التدخل وأن يكون لديه التزامات إزاء العراق. وقال بأنه سيتحدث إلى بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا لاحترام تقرير الأمم المتحدة الذي اعتبر الانتخابات العراقية نزيهة وخالية من التزوير.

بعض الأطراف السياسية العراقية تنظر إلى تصريحات علاوي وطلب رئيس الجمهورية جلال طالباني من الدول العربية التدخل لحل أزمة العراق، والتوقعات بمجيء بايدن إلى العراق بأنه توجه إلى تدويل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة في ظل التجاذبات التي تشهدها المفاوضات الدائرة بين الكتل السياسية في هذا الشأن.

وهذا ما دفع الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية المنتهية ولايتها علي الدباغ، إلى القيام بخطوة استباقية وذلك من خلال دعوته، نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم التدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تتدخل حتى الآن في تفاصيل تشكيلها، وتكتفي بـ«التفرج على الأوضاع السياسية في البلاد».

وقال الدباغ في تصريحات صحافية ببغداد أمس «ننصح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم التدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة لأن هذا الموضوع سيجلب علامات استفهام كبيرة»، معربا عن أمله بأن «تتجنب واشنطن أي تدخل في قضية تشكيلها».

لكن البيت الأبيض نفى أمس أن يكون نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لزيارة العراق قريبا لحل أزمة تشكيل الحكومة. وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا توجد زيارة مخطط لها». وبغض النظر عن احتمال القيام بزيارة لبايدن، وهو المسؤول عن الملف العراقي في البيت الأبيض، فإن المسؤولين الأميركيين في العراق من بينهم نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون العراقية مايكل كوربن الذي زار بغداد الأسبوع الماضي، يواصلون اتصالاتهم مع المسؤولين العراقيين. وأضاف المسؤول أن «الولايات المتحدة تعمل مع كل الأطراف لتشجيعهم على تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، كما نتوقع من حكومة تصريف الأعمال أن تزود الاستقرار والأمن خلال هذه الفترة».