حسن خليل لـ«الشرق الأوسط»: صيدا متجهة للتوافق لأن استقرارها من استقرار الجنوب

جهود بري والحريري تقترب من تجنيب عاصمة الجنوب معركة «البلدية»

TT

انتعشت الآمال مجددا بإعادة الحياة إلى التوافق الانتخابي في عاصمة جنوب لبنان، صيدا، بعد دخول رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، سعد الحريري، على خط الوساطة، وإعادة الحرارة إلى العلاقة بين رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق، أسامة سعد، والمرشح التوافقي لرئاسة بلدية صيدا، المهندس محمد السعودي، التي تأذت منذ أعلن الأخير ولادة لائحته التوافقية في الرابع من الشهر الحالي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بري أخذ على عاتقه مهمة تليين موقف سعد، وإقناعه بالعودة إلى التحالف الذي فرط هو عقده، عبر انقلابه على اللائحة التوافقية بعد أقل من ساعة على ولادتها، في مقابل مناقشة اعتراضاته ومطالبه بموضوعية، على أن يتولى الحريري إقناع السعودي بإعادة النظر في تركيبة لائحته، وإدخال تعديلات عليها بما يرضي جميع الأطراف، مع استعداد تيار المستقبل أن يقدم تضحيات أكثر من الحد المقبول مقابل إعادة لم شمل كل المكونات الصيداوية، وتجنيب المدينة معركة انتخابية وتوترات لا طائل منها.

وفي هذا الإطار، أعلن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب، علي حسن خليل لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمور في صيدا متجهة نحو الحل، وأن الأولوية اليوم هي لتثبيت التوافق في المدينة، وتجنيبها التشنجات»، وكشف أنه التقى، أمس، النائب بهية الحريري، والنائب السابق أسامة سعد، ونقل لهما وجهة نظر الرئيس بري، وإصراره على إنجاز التوافق، مشيرا إلى أن المهندس السعودي سيزور الرئيس بري خلال ساعات لهذه الغاية.

وقال خليل: «ما لمسته أن نوايا كل الأطراف مشجعة، وإمكانية الوصول إلى تفاهم قائمة لدى الجميع، ونحن لنا مصلحة في ذلك لأن استقرار صيدا من استقرار الجنوب، ومناخها ينعكس على كل المنطقة، والعكس صحيح، والأمور بإذن الله تتجه نحو الحل».

من جهته، أكد المرشح لرئاسة بلدية صيدا، محمد السعودي لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تفاؤلا كبيرا بشأن إمكانية العودة إلى التوافق في صيدا، لكن هذا التفاؤل لم يبلغ نهايته السعيدة بعد»، مشيرا إلى «أن جهودا كبيرة تبذل حاليا من الرئيس بري، والرئيس الحريري، والرئيس فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري، لإنجاز الحل التوافقي».

وقال السعودي: «كنتيجة لهذه الاتصالات اجتمعت اليوم (أمس) مع النائب أسامة سعد، الذي عاد وعرض علي أسماء لإدخالها في اللائحة، وأنا بدوري أدليت بملاحظاتي عليها، وعلى بعض الأسماء ووعدني بالرد على هذه الملاحظات، وتقديم أسماء بديلة وأنا أنتظر رده».

وأوضح السعودي أن «الصيغة التي تحدث عنها النائب سعد، هي نفس الصيغة القديمة التي سبق وأعددتها، وهي تضم ممثلين في اللائحة له وللجماعة الإسلامية، لكنهما سحبا هؤلاء الممثلين، وتركا لي حرية اختيار من أراه مناسبا، وبعد أن استمزجت آراء الجميع في الأسماء التي اخترتها، وإثر إعلانها اعتبرها سعد غير متوازنة، وشن هجوما عنيفا على اللائحة».

ولفت السعودي إلى أن «الجديد في الأمر أن الرئيسين بري والحريري دخلا على الخط للنظر في إمكانية العودة إلى الصيغة القديمة وإدخال مرشحين على اللائحة كممثلين لسعد والجماعة الإسلامية، وأنا كنت أفضل لو أنهم قبلوا بهذه الصيغة منذ البداية، حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه، والآن إذا توافقنا على الأسماء التي ستطرح مجددا فإن مرشحين على اللائحة الحالية سينسحبون لصالح التوافق ليدخل مكانهم المرشحون الجدد».