حاتم عبد القادر يكشف عن مخطط لبناء مركز تجاري قرب القنصلية الأميركية

وزير القدس السابق: الأميركيون لم يعطونا ضمانات بل تطمينات

TT

كشف حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق ومسؤول ملف المدينة في حركة فتح، عن مخطط استيطاني جديد وسط القدس، بدء تنفيذه أول من أمس، من خلال تسلم أوامر عسكرية بوضع اليد على ثلاث قطع أراض وقفية شمال غربي منطقة باب العامود.

وقال عبد القادر إن المخطط يهدف إلى إقامة مركز تجاري يهودي ضخم خلف القنصلية الأميركية في القدس الشرقية مباشرة. وأضاف في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه أن المشرفين عن «وقف الشيخ شمس الدين اليمللي تسلموا أوامر إدارية من مدير لواء دائرة أراضي إسرائيل في القدس لإزالة العقارات وإخلاء الأراضي بادعاء أنها ملك لدائرة أراضي إسرائيل». ويحمل المخطط الاستيطاني الجديد رقم «4832 أ» وتمت المصادقة عليه من دوائر البلدية الإسرائيلية وأصبح جاهزا للتنفيذ. ويتضمن أمر الإخلاء الإسرائيلي القطع 160 و161 و162 و169 من وقف الشيخ اليمللي وتبلغ مساحتها نحو ثلاثة دونمات، وتضم حاليا ورشة ومعرضا وموقفا للسيارات يديرها مواطنون فلسطينيون.

وأكد عبد القادر أن الأراضي المنوي السيطرة عليها مسجلة كوقف إسلامي منذ أربعمائة عام باسم الشيخ شمس الدين اليمللي، محذرا من خطورة السيطرة على هذه الأراضي التي تقع في قلب القدس. وقال عبد القادر لـ «الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد الإسرائيلي على الأرض يعتبر بمثابة «استهتار واستهانة بالجانب الفلسطيني والعربي، ورسالة واضحة للجميع بأن الحكومة الإسرائيلية لم تعط أي ضمانات». وتابع القول إنهم (الإسرائيليون) «أرادوا التأكيد بالأفعال وليس فقط الأقوال بأنهم مستمرون في البناء بالقدس».

ونفى عبد القادر أن يكون الجانب الفلسطيني حصل على تعهدات أميركية فعلا بوقف البناء في القدس، وقال «الأميركيون أعطونا تطمينات وليس ضمانات». وأضاف «هم (الإسرائيليون) قالوا للأميركيين وليس لنا.. لن نستفزكم، ونحن لا نعرف ما هي درجة استفزاز الأميركيين».

وعقب عبد القادر حين تذكيره بأن السلطة أعلنت حصولها على ضمانات أميركية، بقوله «نضحك على أنفسنا، ونأمل لنفسنا». وتساءل «أين هي الضمانات؟ فليبرزوها إذا كانت موجودة». وزاد «نحن كمن يفتح شباكا أمام كل باب إسرائيلي مغلق».

واعتبر عبد القادر أن المخطط الإسرائيلي الجديد في القدس، إشارة أخرى للأميركيين تقول: نحن (الإسرائيليون) وصلنا إلى عقر داركم في القدس الشرقية (يقصد القنصلية الأميركية القريبة من المخطط الجديد).

وحذر عبد القادر من حرب مفتوحة في القدس، وقال إن التصعيد الإسرائيلي يطال كل شيء، متعهدا بأن يتصدى الفلسطينيون بكل الوسائل لإحباط هذا المخطط والدفاع عن الأراضي المهددة بالمصادرة، التي «تشكل إحدى أهم الواجهات لمدينة القدس العربية». وجاءت المعلومات التي كشف عنها عبد القادر بعد يوم من معلومات أخرى نشرتها مؤسسة «سلام الآن» الإسرائيلية حول مخطط جديد لبناء 14 وحدة سكنية جنوب باب العامود، وهو المخطط الذي أثار حفيظة السلطة الفلسطينية التي وافقت قبل 3 أيام فقط على بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أميركية. وفي سياق الحرب الإسرائيلية على فلسطينيي القدس، اقتحم عشرات اليهود المتطرفين بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى للتضامن مع جماعات يهودية تقيم في «بيت يوناتان» في الحارة الوسطى، بعد تهديدات من المجلس البلدي اليهودي بهدمه أو إغلاقه لعدم حصوله على ترخيص. وينتمي المستوطنون الذين دخلوا البلدة، لحزب الليكود اليميني ورافقهم عدد من أعضاء الكنيست من الحزب نفسه. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها سمحت لاثنين من النواب، هما، ميري ريغيف، ويريف ليفين، ولنحو 70 ناشطا من الحزب بزيارة «بيت يوناتان».