الخرطوم تطلب من «الإنتربول» القبض على زعيم «العدل والمساواة» والجامعة العربية تنفي تدخلها في الأزمة

وفد سوداني يزور مصر قريبا ويلتقي موسى لبحث تطورات الأوضاع على الساحة السودانية

TT

أعلنت الحكومة السودانية عن تجديدها طلب تحريك إجراءات قانونية ضد زعيم حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم لاتهامه بالهجوم على العاصمة السودانية في العاشر من مايو (أيار) عام 2008، وطلبت الخرطوم من الشرطة الدولية (الإنتربول) والدول التي تستضيفه تسليم إبراهيم لمحاكمته، غير أن حركة العدل والمساواة وصفت الخطوة باليائسة وأنها لا تعنيها في شيء واعتبرت أن الحكومة السودانية غير جادة في السلام وإيجاد مخرج لأزمات البلاد.

وتساءل المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم في حديث لـ«الشرق الأوسط» من القاهرة: «لماذا لم تتقدم الخرطوم بمثل هذه الخطوة قبل أسبوع عندما كان خليل في الدوحة؟»، وأضاف أن على الخرطوم تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب به منذ مارس (آذار) الماضي.

وقال آدم إن زيارة وفد حركته للقاهرة من أجل إيجاد مخرج للسودان من الأزمة التي تعيشها البلاد، وأضاف أن وفد الحركة بحث مع مدير جهاز الأمن والمخابرات المصري عمر سليمان أمس، قضايا السلام بدارفور ووحدة البلاد والتحول الديمقراطي، مشيرا إلى أن الطرفين أكدا على ضرورة أن يجرى الاستفتاء في الجنوب بسلام وإلا تحدث حرب جديدة، وقال إن الحركة ستسلم اليوم القيادة المصرية رؤيتها التفصيلية لحل أزمة البلاد وأنها أكدت للقيادة المصرية أن السلام خيار الحركة الاستراتيجي وأن تلعب مصر دورا في تحقيق السلام الشامل في السودان، وأضاف أن الحركة أكدت للمسؤول المصري التزامها بالاتفاقيات الموقعة لكن الخرطوم هي التي تستمر في أحداث الخروقات وهي المسؤولة عن وقف الاتفاقية.

ومن جهتها نفت جامعة الدول العربية مزاعم عن قيامها بإجراء اتصالات مع الحكومة السودانية بشأن طلب الخرطوم من الشرطة الدولية (الإنتربول) القبض على خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بدارفور الموجود حاليا في القاهرة.

وقال السفير سمير حسني مدير إدارة أفريقيا بجامعة الدول العربية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجامعة العربية لم تُجرِ اتصالات بهذا الشأن مع الحكومة السودانية أو أي أطراف أخرى»، موضحا أن «الجامعة لا علاقة لها بهذا الموضوع ولا تسمح لنفسها أن تدخل طرفا فيه».

وحول زيارة الوفد السوداني رفيع المستوى للقاهرة قريبا برئاسة نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني وما إذا كان لهذه الزيارة علاقة بمسألة طلب القبض على خليل إبراهيم من عدمه، أوضح السفير سمير حسني أن «وفدا سودانيا سيزور مصر قريبا وفي إطار هذه الزيارة سيلتقي الوفد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والمسؤولين بالجامعة»، وتابع حسني: «ولكني أؤكد أن هذه الزيارة لا علاقة لها بموضوع خليل إبراهيم من قريب أو بعيد، وأنهم سيبحثون قضايا أخرى تتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة السودانية». وتحدثت «الشرق الأوسط» هاتفيا عصر أمس مع مصدر مقرب من خليل إبراهيم، أشار إلى أن خليل إبراهيم موجود هنا في فندق (سونستا) (شرق القاهرة) حيث يتحدث في ندوة بعنوان (مستقبل السودان في ظل النظام الحالي)، وكان صوت خليل إبراهيم يصل إلى أسماعنا عبر الهاتف، ولم يتسنَّ التحدث إلى خليل إبراهيم نفسه».

وكانت تقارير زعمت أمس أن جامعة الدول العربية تجري اتصالات حاليا مع المسؤولين في السودان للوقوف على تفاصيل مطالبة السودان الشرطة الدولية (الإنتربول) بالقبض على خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بشأن الهجوم الذي نفذته حركته المتمردة في دارفور على العاصمة الخرطوم في مايو (أيار) من عام 2008 وقتل فيه نحو مائتي شخص.

واتهم السفير سمير حسني التقارير التي تزعم تدخل الجامعة العربية في هذا الشأن بأنها «تهدف إلى تخريب علاقة الجامعة العربية بكل الأطراف السودانية».