توتر في العلاقات مع باكستان.. هل تجمد واشنطن قرض الـ8 المليارات دولار؟

مسؤول أميركي: شاه زاد طلب مساعدة طالبان بتفجير «تايمز سكوير»

TT

رغم تصريحات مسؤولين أميركيين بأن حادثة السيارة المفخخة في قلب مدينة نيويورك تبحث في إطار «العلاقات الودية» مع باكستان، تحدث صحافيون وخبراء وسياسيون أميركيون عن توتر في هذه العلاقات، ودعا قادة في الحزب الجمهوري الرئيس باراك أوباما لـ«تأديب» باكستان. في نفس الوقت، زادت عمليات ضرب المقاتلين في شمال وزيرستان بطائرات الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) التي تطير دون طيار. وأمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن السيارة المفخخة «كشفت أكثر عدم الثقة الذي لا يزال يهدد المشاركة» الأميركية الباكستانية. وقالت صحيفة «بوليتيكو» إن الحادثة تهدد تنفيذ قرار الكونغرس، في السنة الماضية، بمنح باكستان سبعة مليارات ونصف مليار دولار، خلال خمس سنوات. وقالت إن المسؤولين الأميركيين «غير راضين» عن عراقيل أمام العسكريين الأميركيين الذين يرسلون إلى باكستان «للمساعدة في الحرب ضد طالبان». وأول من أمس، نشرت صحيفة «نيويورك بوست» عنوانا في صدر صفحتها الأولى قال: «إذا لم يضربوهم، سنضربهم»، كان هذا إشارة إلى تعليقات داخل الصحيفة تدعو الرئيس أوباما لضرب طالبان الباكستانية إذا رفضت حكومة باكستان أن تفعل ذلك. ولاحظ مراقبون وصحافيون في واشنطن أن المسؤولين الأميركيين أشادوا بتعاون حكومة باكستان لمساعدتها المحققين الأميركيين في موضوع فيصل شاهزاد، الأميركي الباكستاني الذي وضع السيارة المفخخة، والمعتقل الآن في سجن في نيويورك. وأيضا أشادوا بالعمليات العسكرية في باكستان ضد طالبان هناك. لكن لمّح المسؤولون الأميركيون إلى أنهم يريدون المزيد. ومنذ يوم الأحد، عندما قال إريك هولدر وزير العدل الأميركي إن التحقيقات في موضوع شاه زاد كشفت أن طالبان الباكستانية تعاونت معه، زادت تصريحات سياسيين ومعلقين بوجوب مواجهة طالبان الباكستانية.

وقالت مراسلتا «واشنطن بوست» في باكستان أن القادة العسكريين هناك «يقاومون» ضرب طالبان في شمال وزيرستان لأن قواتهم «مشتتة» في عمليات عسكرية أخرى ضد طالبان. وأيضا، خوفا من «غضب قادة قبائل» في المنطقة. لكن قال مسؤولون آخرون هناك إن ضرب طالبان في شمال وزيرستان ربما سيبدأ في المستقبل القريب، دون أن يحددوا تاريخا معينا. وكرروا بأن الضرب ليست له صلة بما حدث في نيويورك، ولكن لأن «الإرهابيين يشكلون مشكلة كبيرة تستحق أن تواجَه»، ونقلت الصحافيتان أن متظاهرين هناك مؤيدين لحزب «الجماعة الإسلامية» قالوا إن الاستخبارات الأميركية وراء السيارة المفخخة «لخلق مؤامرة ضد باكستان».

يوم الأحد في مقابلة في تلفزيون «سي بي إس»، حذرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية باكستان بأنها «ستواجه نتائج قاسية» إذا اكتشف أن أي عملية إرهابية جديدة ستكون لها صلة بها. وأمس، كشف تلفزيون «سي إن إن» نقلا عن مسؤول أميركي، أن التحقيقات مع شاه زاد كشفت أنه هو الذي طلب مساعدة من طالبان باكستان عندما سافر إلى هناك في نهاية الصيف الماضي. وكانت أخبار سابقة قالت إن طالبان الباكستانية هي التي بادرت واتصلت معه، وذلك بعد أن نال الجنسية الأميركية، مما سيسهل عليه التنقل والتخفي. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي، إن طالبان الباكستانية «زودت شاه زاد بمواد من الواضح أنها ساعدته في تنفيذ الاعتداء».

وقال جون برينان مساعد أوباما لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، في مقابلة مع «سي إن إن»، إن شاهزاد عمل بالتنسيق مع طالبان الباكستانية، ومع تنظيم القاعدة، وإن تنظيم القاعدة يحاول من خلال هذه العملية، وما سبقها مطلع العام من محاولة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، على يد النيجري عمر الفاروق عبد المطلب، البحث عن سبل لاختراق النظام الأمني الأميركي. وقالت «سي إن إن» إن الولايات المتحدة تستخدم سياسة العصا والجزرة مع باكستان. في الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، من أنه في حال نجاح هجوم وربطه بباكستان، فإن «العواقب كانت ستكون قاسية»، طمأن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، في حديث إلى قائد الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق كياني، بأن واشنطن لا تسعى لتشديد الضغط على بلاده في هذا الموضوع.

وأمس، في إشارة إلى هجوم جوي قامت به طائرات «بريديتور» (دون طيار) التي تحمل صواريخ «هيل فايار» في شمال وزيرستان، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الهجوم كان «قاسيا»، بالمقارنة مع هجمات سابقة. وقالت إن 18 صاروخا انطلقت من الطائرة، وقتلت 14 «مقاتلا»، وجرحت أربعة آخرين. وإن الهجمات الأخيرة اضطرت المقاتلين إلى ترك المنازل والسكن في خيام، وإن صواريخ يوم الثلاثاء ضربت منازل وخياما في منطقة زير غوداي، بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وقال شهود إن ست طائرات دون طيار كانت تحلق فوق المنطقة، وإن أربعا ظلت تحلق بعد الضرب الذي حدث في وقت مبكر صباح الثلاثاء بينما كان المقاتلون نائمين في منازلهم وخيامهم.

ولاحظ مراقبون في واشنطن أن هذا ثالث هجوم من نوعه من اكتشاف السيارة المفخخة في نيويورك، وأن قسوة الهجوم الأخير ربما لها صلة باعترافات نُسبت إلى شاهزاد بأنه زار شمال وزيرستان لتنسيق عملية السيارة المفخخة.