رسالتان من بيريس ونتنياهو للأسد: إيران تريد جرنا إلى حرب لا نريدها

إضافة إلى 5 رسائل أخرى وصلت إلى دمشق في الأسابيع الأخيرة

TT

وجه الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، ورئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، رسالتين إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، يطمئنانه فيها إلى أنهما غير معنيين بالحرب مع سورية، ويقولان إن «إيران، ومن منطلق مصالحها الذاتية الأنانية، تريد جرنا وجركم إلى حرب لا يريدها كلانا».

وانضم إلى رسائل الطمأنة رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي. ثم كشف النقاب عن أربع رسائل أخرى كانت قد وجهت إلى دمشق بالروح نفسها خلال الأسابيع الأخيرة.

وترفض دمشق الخوض في هذه المسألة سلبا أو إيجابا.

وكانت رسالة بيريس قد وجهت من خلال الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، خلال لقائهما في موسكو قبيل سفر الرئيس الروسي إلى دمشق. وقال بيريس لميدفيديف إن إسرائيل قلقة مما يظهره الأسد من عدم فهم لخطورة الممارسات السورية في لبنان، حيث يغرقها بالصواريخ التي تهدد أمن إسرائيل. وأضاف «الأسد يلعب بالنار». وطلب بيريس من الرئيس الروسي أن يقول للأسد «إن خمسة رؤساء حكومات سابقين في إسرائيل كانوا قد وافقوا على الانسحاب من هضبة الجولان، لكننا لا نستطيع إعادتها، إذا كان هناك احتمال ولو بسيط أن تنصب فرقها بطاريات صواريخ إيرانية موجهة إلى إسرائيل، مثلما حصل بعدما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وقطاع غزة. فهذه صواريخ فتاكة. وإسرائيل لا تسلم بنصبها في أي مكان على حدودها».

وقال بيريس إن إسرائيل لا تريد الحرب. ولكن على الأسد أن يختار بين طريق الصواريخ والحرب، والسلام مع إسرائيل.

وأما نتنياهو فكانت رسالته إلى الأسد علنية، ووجهها من على الأرض السورية المحتلة، وذلك عندما شارك أول من أمس في تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي ومعه رئيس الأركان، أشكنازي. فقال إن إسرائيل ليست معنية بالحرب مع سورية أو أي من جيرانها الآخرين وكل ما تبغيه هو السلام والأمن والاستقرار.

وتطرق نتنياهو إلى تقرير تلقاه من شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش «أمان»، يقول إن «إيران تقدم معلومات خاطئة ومزورة ومنقوصة ومشوهة إلى حكومتي سورية ولبنان حول حرب مزعومة تعد لها إسرائيل ضد هذين البلدين وضد الفلسطينيين في قطاع غزة». وحسب نتنياهو فإن إيران تفعل ذلك خدمة لمصالحها الذاتية الأنانية، حيث إنها تريد أن تحرف نظر الرأي العام العالمي والإيراني عن الإجراءات العقابية ضدها بسبب إصرارها على مشروع التسلح النووي.

وقال نتنياهو إن «إيران مثيرة حروب وتسعى لزرع التوتر بيننا وبين سورية وتصعيد هذا التوتر إلى حرب لا نريدها ولا يريدها السوريون على حد علمنا».

وانضم أشكنازي إلى طمأنة السوريين، فقال إن «هذه التدريبات هي مجرد تدريبات عادية، ليست الأولى ولا الأخيرة، وهي غير موجهة ضد طرف ما. فنحن لا نوجه من خلالها أي رسائل عدوانية على أحد».

وبالإضافة إلى هذه الرسائل الثلاث من بيريس ونتنياهو وأشكنازي، كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن أربع رسائل أخرى وجهت من إسرائيل إلى سورية في الأسابيع الأخيرة، تقول إنها ليست معنية بالحرب، منها رسالتان من وزير الدفاع، إيهود باراك، عبر الإدارة الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. ورسالة أخرى من الحكومة الإسرائيلية إلى الاتحاد الأوروبي. والرسالة الرابعة أرسلت، أمس، من نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، عبر وزير الخارجية الإسباني، ميغيل موراتينوس، الذي تشغل بلاده منصب رئيسة الاتحاد الأوروبي. وحملها موراتينوس وطار فورا من القدس الغربية إلى دمشق، بعد ظهر أمس، حيث التقى في المساء مع نظيره السوري، وليد المعلم.

الجدير بالذكر أن رئيس وأعضاء رئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، كانوا قد توجهوا إلى نتنياهو بشكل رسمي، الأسبوع قبل الماضي، طالبين أن يبادر إلى استئناف مفاوضات السلام مع سورية في أقرب وقت، مؤكدين أن هذه مصلحة إسرائيلية. وقالوا له إن سورية معنية بالسلام مع إسرائيل لكنها لا تثق في أن حكومته معنية كذلك. وأن السلام مع هذا البلد سيغير خريطة الشرق الأوسط تماما، ويسحب سورية من المحور الإيراني ويضعف حزب الله وحماس.