الخلافات تشتد بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركانه

جنرال خامس ينافس على خلافة أشكنازي

TT

رغم الانتقادات اللاذعة للرجلين في الصحافة، اشتد الخلاف الشخصي بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش غابي أشكنازي. وبلغ حد قيام أشكنازي بإغلاق أبواب الجيش ومؤسساته في وجه المراقب الذي أرسله باراك وعمليا طرده ومنعه من القيام بواجباته القانونية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي أوردت النبأ، أمس، إن باراك عين مراقبا جديدا على الجيش، اسمه حجاي تننباوم إيرز. وعلى الرغم من مرور شهر على تعيينه، لم يقم أشكنازي بتوجيه دعوة له لحضور أي اجتماع لرئاسة الأركان أو أية هيئة أخرى. وقد حاول تننباوم إيرز أن يغير موقف أشكنازي وجنرالاته، فتوجه إلى النائب العام العسكري، بوصفه رجل القانون الأول في الجيش، لكن هذا لم يجده نفعا.

ويتضح أن باراك، وعلى غير العادة المتبعة سابقا، عين المراقب من دون التنسيق مع رئيس الأركان. وعندما سئل في ذلك قال إن وظيفة المراقب هي أن يراقب الجيش من أصغر جندي وحتى رئيس الأركان، وليس من أصول التنظيم السليم أن يقرر رئيس الأركان من يراقبه. وأما أشكنازي، فلم يقل إنه يعترض على عدم مشاورته، ولكنه يقول إن المتبع هو وضع مراقب ذي تاريخ عسكري وخبرة عالية، وقد اعتادوا تعيين ضابط سابق برتبة لواء أو عميد على الأقل في هذا المنصب، بينما تننباوم إيرز هو برتبة مقدم. ولا يجوز أن يكون عضوا مراقبا في رئاسة الأركان بهذا المنصب. ويرد باراك بأنه جلب المراقب من وظيفته مراقبا لوزارة المواصلات، بعد أن اكتسب خبرة غنية في الرقابة.

يذكر أن العلاقات بين أشكنازي وباراك يشوبها توتر ملحوظ منذ شهور طويلة. والسبب المعلن فيها، هو قرار باراك أن لا يمدد مهمة أشكنازي في رئاسة الأركان، عندما تنتهي في فبراير (شباط) 2011. وفوجئ أشكنازي بالقرار وبأسلوب إبلاغه به، ثم صدم من تسريب مضمون الجلسة إلى الصحف بعد دقائق من انتهائها. فاعتبر الأمر إهانة مقصودة. وقبل أن يحتج أشكنازي على هذه الإهانة لدى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حرص هذا على نشر بيان يقول فيه إنه لا يريد التدخل في الموضوع وإنه يساند وزير الدفاع. ففهم أشكنازي أن هذه الخطوة موجهة من كليهما معا. وراح المقربون منه يقولون إن نتنياهو وباراك منزعجان من نتنائج استطلاعات الرأي التي تقول إن اشكنازي هو القائد الأكثر شعبية في إسرائيل بعد شيمعون بيريس وأن شعبيته تعادل شعبية نتنياهو وباراك معا (%76 قالوا إنهم يناصرون بيريس و%73 يناصرون أشكنازي، بينما شعبية نتنياهو لا تزيد على %44 وباراك على %14). ولذلك قررا تحطيم هيبته أمام الجمهور.

وهناك خلاف بينهما حول موضوع خلافة أشكنازي في رئاسة الأركان. ويقال إن باراك استعجل إبلاغ أشكنازي بإنهاء وظيفته مبكرا، لكي لا يكون له دور وتأثير في اختيار رئيس الأركان القادم، علما بأن باراك يؤيد تعيين اللواء يوآف غالانت، الذي قاد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بينما أشكنازي معني بتعيين جادي آيزنقوط، قائد اللواء الشمالي.

ولكن هناك من يشير إلى خلاف سياسي استراتيجي بينهما حول التعامل مع الموضوع الإيراني، فباراك يحبذ إبقاء مسألة التهديد بهجوم عسكري على إيران مطروحة على الطاولة كسلاح بيد الغرب، بينما أشكنازي يرى أن الحرب على إيران هي ليست حربا إسرائيلية بل عالمية.

والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى آيزنقوط وغالانت هناك مرشحان آخران لخلافة أشكنازي، نائب رئيس الأركان بيني غنيتس وقائد لواء المنطقة الوسطى، آفي مزراحي. وانضم لواء خامس إلى هذا التنافس وهو جادي شمني، الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. فقد أبلغ شمني أشكنازي بأنه يرشح نفسه لهذا التنافس. لكن المراقبين يؤكدون أن شمني ومزراحي ليسا مرشحين جديين وأنهما يحاولان فقط تحسين مكانة كل منهما في التنافس على منصب نائب رئيس الأركان.