محمد أشرف عاد مع زوجته إلى كشمير وترك مهنة التفخيخ والمتفجرات

من أجل الحب.. يترك معسكرات الإرهابيين

محمد أشرف و أسماء
TT

ينطبق القول المأثور الذي يقول إن «الحب يستطيع أن يصلحك أو يفسدك» على الإرهابي الكشميري الذي عاد إلى البلاد مع زوجة باكستانية شابة بعد أكثر من عقد من الزمان قضاه في معسكرات الإرهابيين في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير.

إنه محمد أشرف البالغ من العمر 25 عاما والإرهابي بجماعة حزب المجاهدين، وهو خبير في صناعة الأسلحة المتطورة والمتفجرات. لقد تجرأ أشرف على عبور خط السيطرة من كشمير إلى باكستان عام 1999، عندما كان في سن المراهقة، لكن في هذه المرة تهرب من معلميه في باكستان وعبر إلى الجانب الهندي من كشمير ليعيش في سلام مع عروسه أسماء (22 عاما)، التي تزوجها في شهر مارس (آذار) بعد عام من تعرفه عليها.ويقول أشرف إن قراره بالعودة جاء نتيجة لحقيقة أنه سئِم العيش بحياة الإرهابيين. وكان أشرف قد عبر الحدود إلى باكستان عام 1999 ضمن مجموعة مؤلفة من 25 فردا.

وإذا كان العبور إلى باكستان بمثابة معجزة، فإن رحلة العودة «لم تكن أقل من الانتحار»، حيث تواجه خطر التعرض للموت المحقق. وكشف أشرف أنه هرب من معسكر الإرهابيين في كشمير باكستان قبل نحو 12 يوما، وأخذ أسماء من منزلها. وبعدما اكتشف الجيش الباكستاني والقادة العسكريين لجماعة عسكر طيبة وحزب المجاهدين هروب أشرف من المعسكر، بدأوا مطاردته.

قال أشرف وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه فرحا بالإنجاز الذي حققه: «لقد قضينا ما يقرب من 10 أيام في الغابات والجبال، كان هناك جنود باكستانيون وأعضاء من جماعة عسكر طيبة وحزب المجاهدين يبحثون عنا. لقد كنا نتغذى على الفواكه الجافة وبعض الأغذية المعبأة».

إنه أول عبور معلن يقوم به شاب كشميري من باكستان إلى منطقة جامو بعد مغادرة معسكر التدريب للإرهابيين، الذي يديره الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية، بعد الإعلان عن سياسة إعادة التأهيل لهؤلاء الشباب من قِبل الحكومة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحكومة الهندية قدمت في شهر فبراير (شباط) عفوا عن الشباب الكشميري، الذين عبروا الحدود إلى كشمير الباكستانية والذين يريدون العودة ويسعون إلى حياة طبيعية. وتعد قضية أشرف إشارة واضحة إلى الاتجاه الخفي الذي يجري حاليا في معسكرات الإرهابيين في كشمير باكستان. والشباب الذين هربوا إلى باكستان بالمئات في تسعينات القرن الماضي من أجل «تحرير كشمير» بأعدادهم الصغيرة، بدأوا الآن في العودة إلى الجانب الهندي بعدما قضوا أزهى فترات عمرهم في معسكرات التدريب هناك. ولا توجد بيانات رسمية بشأن كيف عاد الكثير منهم حتى الآن.