الرئيس الفلبيني المقبل: تعهدت ألا أسرق أبدا

أكينو يضع مكافحة الفساد وإصلاح القضاء في صلب برنامجه

TT

وضع بنينيو أكينو، المرشح الأقوى لتولي منصب الرئيس المقبل للفلبين، مكافحة الفساد والفقر وإصلاح القضاء في صلب برنامجه، وأكد أنه تعهد بـ«ألا يسرق أبدا». وقال أكينو، الذي أظهرت عمليات فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الأخيرة تقدمه بفارق كبير عن منافسيه، إنه يعتزم أن يكون «المثل» و«يبقى واقعيا» عندما يصل إلى منصب الرئاسة.

وعلى الرغم من ترجيح فوزه، فإنه يبدو أن هذا العازب في الخمسين من العمر الذي تردد طويلا في حمل الشعلة العائلية مجددا، لا يزال حذرا أمام حجم المهمة التي تنتظره. وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية في تارلاك (شمال)، معقل العائلة، في المتحف الذي تعرض فيه ألبسة مضرجة بالدم كان يرتديها والده الذي اغتيل في 1983 لدى عودته من المنفى، قال أكينو «اعتبر هذه المهمة واجبا وعملا. أريد أن أحكم وأكون مثالا. لقد تعهدت بألا أسرق أبدا».

ويأمل أيضا في المطالبة بإجراء تحقيق حول شبهات بالتزوير شابت انتخاب الرئيسة المنتهية ولايتها غلوريا أرويو في عام 2004، التي كانت، لسخرية القدر، أستاذته في الاقتصاد في الثمانينات. وقال أكينو إنه من الضروري إصلاح النظام القضائي لأن أرويو عينت ريناتو كورونا أمس، الرئيس المقبل للمحكمة العليا. وكانت أرويو قالت إنها ستضمن انتقالا سلسا للسلطة قبل انتهاء فترة رئاستها في 30 يونيو (حزيران) المقبل.

واعتاد أكينو على الخشونة بفعل 12 عاما من العمل داخل الكونغرس ثم في مجلس الشيوخ. ولم يفكر «نونو» فعلا في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية إلا عند وفاة والدته الرئيسة السابقة «كوري أكينو» في أغسطس (آب) الماضي.

ولتبرير تردده في الترشح، قال «سأرث مشكلات إدارة سببت طيلة أكثر من تسعة أعوام ضررا كبيرا في البلاد». وردا على سؤال حول أول رد فعل له أمام الموجة الانتخابية العارمة لمصلحته (النتائج التي لا تزال جزئية تعطيه نسبة 40% من الأصوات)، قال السيناتور «ما زلت بصدد محاولة تحقيق التغييرات الجذرية التي سيحتمها هذا الأمر».

وعلى غرار «كوري أكينو» التي دعيت إلى السلطة في 1986 بعد الإطاحة بالديكتاتور فرديناند ماركوس في أعقاب ثورة شعبية، استجاب الابن لدعوة ملايين الفلبينيين. ومثلها، يعتزم أن يضفي الأخلاقية على الحياة السياسية في بلد يتفشى فيه الفساد إلى حد التحول إلى آفة.

ولا يعتزم أكينو كذلك الإقامة في القصر الرئاسي في مالاكانانغ عملا بمثال والدته. وأعلن «أريد أن أقيم إذا أمكن في مقر الإقامة العائلي. أريد أن يتاح لي أن أحيا حياة طبيعية قدر الإمكان وأن أكون واقعيا».

وفي عاصمة يقطنها 11 مليون نسمة وتشهد حركة سير فوضوية مع زحام خانق، وعد «نونو» بعدم استغلال سلطاته لتفادي الازدحام المستمر لأنه «إن كانت هناك زحمة سير، فإني أتحمل أيضا حصتي من المسؤولية»، كما قال. وكانت كورازون أكينو تقيم في منزل قريب من القصر الرئاسي وكان جهازها الأمني يؤمن لها الطريق.