أحمدي نجاد: قرارات الأمم المتحدة «لا تساوي فلسا».. وعلى أميركا أن تخرج من «الوحل»

وسائل الإعلام الإيرانية تتجاهل إشارة دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن أمنها «خط أحمر»

أحمدي نجاد
TT

أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بإيران على خلفية برنامجها النووي «لا تساوي فلسا». وقال في كلمة أمام أهالي مدينة ياسوج مركز محافظة كهكيلوية جنوب إيران إن «على قوى العالم أن تعلم أننا لن نتراجع قيد أنملة عن مسارنا (النووي) وحقوقنا المشروعة». وتناقش الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، استصدار قرار جديد بعقوبات جديدة ضد إيران إذا لم تتعاون طهران مع المجتمع الدولي وتوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وانتقد الرئيس الإيراني الدول الغربية، وقال في هذا الصدد: «تغض القوى العالمية طرفها عن قواعد تضعها بنفسها». كما افتخر بأن بلاده كانت الدولة الوحيدة التي تجرأت على انتقاد السياسات النووية الأميركية، خلال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي عقد في نيويورك في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال أحمدي نجاد «لقد تجرأت الدولة الإيرانية على انتقاد السياسات النووية الأميركية على أراضيها وتحررت من أحد التابوهات. وقريبا ستنهج دول أخرى نهجنا وتقف هي الأخرى في وجه السيطرة الأميركية». ووصف إيران بأنها «حصن جميع الدول المظلومة» وتوقع انهيارا قريبا لما وصفه بالإمبريالية الأميركية. ونصح أحمدي نجاد الولايات المتحدة وحلفاءها بالانسحاب من أفغانستان والعراق، «وسماع النصائح الإيرانية للخروج من الوحل، وإلا فقد يأتي اليوم الذي يضلون فيه طريق العودة».

ويأتي ذلك فيما ركزت وسائل الإعلام الإيرانية على دعوة قادة دول مجلس تعاون الخليج في لقائهم التشاوري الـ 12 في الرياض ليلة أول من أمس إلى حل الملف النووي الإيراني عبر المفاوضات والطرق السلمية، فيما تجاهلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الإشارة إلى اعتبار قادة مجلس التعاون الخليجي أن «أمن الخليج خط أحمر ولا يتجزأ»، وإعلان عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن الملف النووي الإيراني «يشكل هاجسا» لدول الخليج.

وأشارت وكالة «إيرنا» الرسمية الإيرانية إلى أن القادة الخليجيين أكدوا على ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط، معتبرين في الوقت نفسه أن التمتع بالطاقة النووية في إطار القوانين الدولية هو من حق كافة بلدان المنطقة. كما أشارت وكالة «إيرنا» إلى تشديد قادة دول مجلس تعاون الخليج على ضرورة عدم تدخل الأطراف الأجنبية في الشؤون الداخلية العراقية، مؤکدين على دعم المجلس لسيادة واستقلال العراق.

وركزت «إيرنا» على إعراب القادة الخليجيين عن أملهم في أن تؤدي الانتخابات البرلمانية العراقية إلى تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن أي تدخل أجنبي وفي غياب النزاعات الطائفية والدينية. وتابعت «إيرنا» أن «قادة المجلس نددوا بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة، معربين عن أملهم في استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية لإنهاء جرائمه في المنطقة، ومعتبرين التهديدات الصهيونية الأخيرة ضد الشعبين اللبناني والسوري بأنه يعد عاملا لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

على صعيد آخر غادر سفير باكستان في طهران المستشفى وهو بصحة جيدة أمس بعد يوم من إصابته بجروح عندما هاجمه مواطن أفغاني، حسبما أوردت وكالات الأنباء. وقالت وكالة «إيرنا» إن «محمد بخش عباسي سفير باكستان في طهران الذي أصيب بجروح طفيفة.. غادر المستشفى قبل لحظات.. وهو بحالة صحية مرضية». ونقل الإعلام المحلي عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست قوله إن عباسي «تعرض للضرب على يد أفغاني أعزل» أول من أمس، مستبعدا تعرضه لمحاولة اغتيال. وجرى اعتقال المهاجم الأفغاني ويتم التحقيق معه حاليا.

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أول من أمس عن حسين ساجدي - نيا قوله إن السفير الباكستاني أصيب بجروح في الرأس أثناء توجهه إلى صالة الرياضة. وأضاف أن «السفير توجه مرارا هذا الأسبوع إلى قاعة لممارسة الرياضة من دون حراسه الشخصيين. وبينما كان في طريقه (إلى القاعة)، حصل شجار بينه وبين أفغاني في الحادية والعشرين من العمر. وأصيب بجروح في الرأس فسقط على الأرض».