المستوطنون المتطرفون يغزون الليكود لتقييد يدي نتنياهو

يهاجمون الإدارة الأميركية ويتهمونها بالتدخل في الشؤون الإسرائيلية الداخلية

TT

وضع قادة اليمين المتطرف في مستوطنات الضفة الغربية خطة لضم 10 آلاف مستوطن إلى حزب الليكود، وذلك في محاولة لتعزيز مكانة المتطرفين في هذا الحزب وتشكيل قوة داخلية تكبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وتقيد خطواته وتمنعه من الرضوخ للضغوط الأميركية في المفاوضات.

وقال مصدر حزبي في الليكود إن المستوطنين نجحوا في تسجيل انتساب لنحو أربعة آلاف عضو، بعضهم من الأعضاء السابقين الذين كانوا قد تركوا الحزب في عهد رئيسه أرئيل شارون، وذلك احتجاجا على خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة عام 2005، وغالبيتهم من اليمين المتطرف الذين يعتبرون الليكود «يمينيا معتدلا». ويقف وراء هذه الحملة عدد من نواب الليكود المتطرفين أمثال داني دنون وتسيبي حوتوبيلي، وكذلك قادة المستوطنات من أعضاء الحزب، أمثال جرشون مسيكا، رئيس مستوطنات منطقة نابلس وجنين التي يطلقون عليها «الشومرون». وقال مسيكا إن الامتحان الأول لهذه المجموعة سيكون في سبتمبر (أيلول) القادم، عندما تنتهي مدة تجميد البناء الاستيطاني الجزئي في الضفة الغربية الذي قررته الحكومة في نهاية السنة الماضية. فهنالك مخاوف من أن يرضخ نتنياهو للضغوط الأميركية ويمدد فترة التجميد. وستكون مهمة هذه المجموعة الضغط على نتنياهو ووزرائه لكي يصمدوا أمام الضغوط الأميركية ويؤدوا إلى استئناف البناء.

ولا يقتصر نشاط هؤلاء على المنتسبين الجدد من المستوطنين. فقد أعلنوا عن حملة للتقريب بين أعضاء الليكود داخل إسرائيل وبين المستوطنين. وبموجب هذه الحملة، ستنظم لآلاف الأعضاء رحلات إلى الضفة الغربية والمستوطنات، وتشمل أيضا زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل «على درب الآباء والأجداد» وزيارة الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون» ما بين بيت لحم والخليل «على درب المقاتلين اليهود» ومستوطنات «مطي بنيامين» قرب رام الله «على طريق التوراة». كما سينظمون رحلات مشابهة للصحافيين.

من جهة ثانية، قرر المستوطنون المتطرفون، إقامة مظاهرات صاخبة أمام بيوت أعضاء الكنيست والوزراء من حزب الليكود، الذين صوتوا أول من أمس إلى جانب القرار الذي يتيح تعيين مراقبي بناء يتابعون نشاط المستوطنين، الذين يخرقون قرار تجميد البناء الاستيطاني ويبنون بشكل غير قانوني في المستوطنات، معتبرين هؤلاء الوزراء والنواب «أعداء للمشروع الاستيطاني» و«عملاء لأميركا» وحلفاء لوزير الدفاع، إيهود باراك «الذي يجلب الخراب على إسرائيل».

وتجدر الإشارة إلى أن هناك 15 مراقبا على البناء الاستيطاني اليوم، وقد قررت لجنة المالية تعيين 41 مراقبا آخر، حتى تستطيع الوزارة ملاحقة مخالفي البناء في المستوطنات.

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن قيادة المستوطنين ومعهم مجموعة اليمين المتطرف في الليكود هاجموا الإدارة الأميركية على ما سموه «تماديها في التدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية». وكشفت أن الجنرال بول سلفا، الذي عينته واشنطن لمراقبة مدى تنفيذ الإسرائيليين والفلسطينيين بنود خارطة الطريق، التقى مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون، محتجا على قيام المستوطنين في مستعمرة «يتسهار» باعتداءات متكررة على البلدات الفلسطينية المجاورة وخصوصا على بلدة حوارة قرب نابلس. وحاول أيلون التفسير والتبرير قائلا إن إسرائيل دولة قانون وإنها تستنكر الاعتداءات وتعالجها «ولكن، لا تنسى أن الفلسطينيين أيضا استفزازيون». فرد الجنرال الأميركي قائلا: «نحن نعرف أن الحكومة لا توافق على هذه الاعتداءات. ولكننا نعتقد بأن الحكومة تستطيع أن تفعل أكثر. يجب قطع دابر هذه الاعتداءات».