زهرا لـ«الشرق الأوسط»: لسنا طرفا في الخلاف وفرنجية يزج «القوات» لشد عصب الزغرتاويين

انفراط التوافق في زغرتا يقود إلى اتهامات متبادلة ويسعّر معركتها البلدية

TT

ما إن أُعلن انفراط عقد التوافق للانتخابات البلدية في زغرتا - شمال لبنان - بين رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ورئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوّض، ووصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود، حتى احتدم السجال بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات، وراح كل منهما يحمل الآخر مسؤولية إفشال التوافق، الأمر الذي ينذر بذهاب مدينة زغرتا إلى معركة قاسية، ستصيب حممها معظم بلدات القضاء متعددة الانتماءات والأهواء السياسية.

فبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من أمس ميشال معوض، واتهم فيه فرنجية وفريقه بالانقلاب على الاتفاق، رد عليه أمس وزير الدولة يوسف سعادة، معتبرا أن «الاتفاق الذي كان يُعمل به في زغرتا بشأن البلديات هو اتفاق داخل البيت الزغرتاوي وليس اتفاقا بين 8 و14 آذار»، متسائلا: «لماذا دخلت (القوات اللبنانية) على خط الاتفاق؟ ولماذا أصدرت بيانا حول الموضوع؟».

وتوجه سعادة إلى معوض بالقول: «تُرَدد شعارات التكليف الشرعي التي تقول إننا نحاول فرضها، ثم تتحدث عن مجموعات معترضة لدينا، ونحن نسأل كيف يمكن أن نأتمر بالتكليف الشرعي وفي الوقت نفسه لدينا مجموعات معترضة». واعتبر أنه «من الأفضل ألا يعتمد معوض أسلوب التقليد، وكأنه في كل مرة يحاول أن يقلد أسلوب النائب سليمان فرنجية»، مشيرا إلى أن «ما حصل هو أن معوض عدل في مسودة الاتفاق التي أرسلها في الأولويات، وضرب عبر الصياغة الصيغة التي تم التوافق عليها»، واستغرب «كون معوض في كل مرة يأخذ يومين أو ثلاثة أيام ليتمكن من الرد؛ فهل لأنه يراجع أحدا ما؟». وإذ أبدى ارتياح تيار المردة للمعركة، دعا سعادة إلى «إعطاء المعركة في زغرتا حجمها السياسي والديمقراطي الطبيعي، وألا ندخل الناس في شعارات وأوهام أكبر منهم». وعما إذا كانت أبواب التفاهم أغلقت مع معوض، اعتبر أن «المساعي للتفاهم أصبحت صعبة، علما بأن تيار المردة ليس من هواة الدخول في معارك انتخابية، ولكن إذا صار هناك اتفاق يجب أن يُحترم، ويجب أن يحافظ على التوازن، ونحن قبلنا أن نكون شركاء، ولكن لا نقبل أن يملي أحد علينا شروطه».

ورد أمس عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا على مسألة إدخال القوات طرفا في خلاف زغرتا الانتخابي؛ فأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزير سليمان فرنجية وفريقه يحاولون زج القوات اللبنانية في كل موضوع»، وقال «صحيح أن القوات اللبنانية هي حليفة ميشال معوض على صعيد القضاء (زغرتا) لكنها لم تكن طرفا لا في التفاوض ولا عند وقوع الخلاف، والحقيقة أنهم (فريق فرنجية) من خلال السعي للتوافق حاولوا أن يحصلوا على الحصة الرئيسية في زغرتا ويهمشوا الآخرين، ولذلك وقع الخلاف»، وأبدى زهرا اعتقاده أن «الوزير فرنجية وفريقه يظنون أنه بزجهم لاسم القوات في خلاف كهذا يمكنهم شد عصب الشارع الزغرتاوي، لكنني أؤكد أننا لسنا طرفا لا بالتفاوض ولا بالخلاف».

واستوضحت «الشرق الأوسط» القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم عما إذا كان تياره سينضم إلى لائحة فرنجية بعد انفراط التحالف مع معوض؛ فأعلن أن «التيار سيكون ممثلا في الانتخابات البلدية في زغرتا مع الوزير فرنجية؛ سواء في اتفاق أو من خلال معركة انتخابية»، مشيرا إلى أنه «بعد فرط التحالف ستزيد نسبة مشاركة العائلات والتيار الذين سيتقاسمون الأعضاء السبعة، الذين كانوا من حصة آل معوض ضمن اللائحة المؤلفة من 21 عضوا»، وحول إمكانية إحياء التحالف مجددا أوضح أن «المعلومات التي وصلتنا تفيد أن المفاوضات المباشرة التي جرت بين الوزير فرنجية وميشال معوض وصلت إلى طريق مسدود، ونحن ذاهبون إلى معركة انتخابية لا محال».

أما عضو كتلة «المردة» النائب سليم كرم؛ فلفت إلى أنه «تم الاتفاق مع ميشال معوض على عدم إدخال أي فريق من خارج زغرتا للمجلس البلدي، وأن يكون وجه الانتخابات في زغرتا عائليا وإنمائيا»، مشيرا إلى أنه «في الاجتماع الثالث بين النائب سليمان فرنجية ومعوض تغير كل شيء، وتم تصعيد الوضع، وتبين أن هناك تصاريح خارجية تدخل على الخط أفشلت التوافق». موضحا أن «فرنجية لم يضع شروطا، لكنه لا يريد دخول أي فريق غير الأفرقاء الموجودين في زغرتا»، معتبرا أن «المعركة باتت حتمية». وأعلن أن «العرف يقضي بأن كل عائلة يحق لها أربعة ممثلين، فيما طالب معوض بسبعة أعضاء».