بلدة في نيويورك تحظر التحدث أو استخدام غير الإنجليزية

بلدات أخرى تتجه لنفس الخطوة.. واتحاد الحريات المدنية يندد بشدة

روجر مير
TT

إنها تبعد بنحو 2500 ميل عن تلك البلدة الريفية الخضراء في سلاسل التلال القريبة من ولاية فيرمونت إلى الحدود المكسيكية في نوغاليس، لكن ذلك لم يمنع بلدة جاكسون من محاولة أن تكون نسخة نيويورك المصغرة من أريزونا فيما يتعلق بحروب الهجرة.

أو أن ذلك هو الشعور الذي يتبادر لك بعد شهرين من قرار بلدة جاكسون - التي يبلغ عدد السكان بها 1700 شخص ولا توجد بها قرى أو متجر للسلع أو مكان تشتري منه البنزين، أو كنيسة أو مدرسة، ويوجد بها مطعمان فقط وربما عدد صغير من عمال المزارع يتحدثون اللغة الإسبانية - إنها تحتاج إلى قانون ينص على أن يتم إجراء جميع الأعمال في البلدة باللغة الإنجليزية.

وقد أصدرت بلدة أخرى قريبة تدعى أرجيل قرارا مماثلا منذ ذلك الحين. ومن المحتمل أن تدرس بلدة ثالثة تدعى إيستون اتخاذ قرار مماثل في اجتماع مجلس البلدة في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وهذا القانون بالفعل جعل بلدة جاكسون على خلاف مع اتحاد نيويورك للحريات المدنية، الذي يقول إنه ينتهك القانون الفيدرالي وقانون الولاية. لكن في الجو العام الأميركي، الجميع يتحدث بصوت مرتفع، لذا يشعر روجر مير، الذي اقترح القانون، بأنه يحرز تقدما تجاه حماية اللغة الإنجليزية من التهديدات القريبة والبعيدة.

وقال مير (76 عاما) العضو بمجلس البلدة والمتقاعد الذي يدير شركة «تشينز أنليميتد»، وهي مؤسسة لنشر الخشب وشركة توريد: «لفترة طويلة للغاية، تهربت الحكومة الفيدرالية من مهمتها بعدم تمرير تشريع يجعل اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في الولايات المتحدة. وبالنظر إلى أنه لا يمكن تمرير هذا القانون في المستويات العليا، أعتقد أنه يتحتم علي إنشاء حركة شعبية لمحاولة تمريره عن طريق الضغط من القاعدة». ويجعل هذا القانون اللغة الإنجليزية لغة التحدث والكتابة الرسمية «التي سيتم استخدامها في جميع الاجتماعات الرسمية والعمل الذي يؤديه المسؤولون المنتخبون والموظفون لديهم»، حسبما يضيف مير.

وطالب اتحاد الحريات المدنية مجلس البلدة بإلغاء هذا المرسوم. وقال ميلاني تريمبل، مدير قسم منطقة العاصمة بالاتحاد: «اللغة الإنجليزية لا تتعرض للتهديد في جاكسون أو في أي مكان آخر في الولاية أو على مستوى البلاد».

وقالت المنظمة إن هذا القانون يحظر الحديث الذي يحميه الدستور ويميز ضد أي شخص لديه مهارات محدودة في اللغة الإنجليزية ويحاول إجراء أنشطة تجارية مع البلدة، سواء أراد ذلك الشخص الإبلاغ عن جريمة أو الإدلاء بشهادة أمام محكمة محلية أو الحصول على تصريح للبناء. وأضافت أنه لا يحتوي على استثناءات للطوارئ الطبية وتحقيقات الشرطة، التي تكون فيها الصحة والسلامة العامة معرضة للخطر.

ولدى سؤاله على سبيل المثال عما إذا كان يعتقد أن القانون سيحظر البيانات باللغة الإسبانية حول وباء داء الكلب، قال مير إنه يعتقد أن القانون لن يحظر ذلك. وقال ألان براون، المشرف على البلدة والعضو الوحيد بالمجلس الذي صوت ضد القانون (الذي صدر بأغلبية ثلاثة إلى واحد، وفي غياب عضو واحد)، إنه يعتقد أن القانون سيحظر ذلك. وأضاف براون أنه يرى أنه لا يوجد أي سبب لإنفاق أموال الضرائب على الدفاع عن قانون لا يمكن تطبيقه. وقال: «سينطبق هذا القانون على انتهاكات بعض الأشخاص، ولا أعتقد أن ذلك أمر جيد».

والشيء الوحيد الذي يتفق عليه المؤيدون والمعارضون هو أن هذا القانون لا يعكس أي تهديدات وشيكة. وقال مير: «لدينا سجلات ترجع إلى عام 1816، ولم تُكتب بأي لغة سوى اللغة الإنجليزية. فهذا القانون لا يغير أي شيء. إنه فقط سيجعل ما سنقوم بفعله رسميا مثل ما نفعله لمدة 190 عاما».

وقال مير إن القانون يدعم اللغة الإنجليزية، ولا يعارض أي جماعة. وأضاف: «إنه لا يمثل خطورة ولا أي شيء من هذا القبيل».

ومع ذلك، قال مير إنه يريد إصدار بيان ردا على ما يعتقد أنه حركة تجعل المهاجرين غير مقبلين على تعلم اللغة الإنجليزية والاندماج في الثقافة كما كانوا في الماضي. وقال: «يأتي الناس إلى هذا المكان لأنه أفضل من المكان الذي كانوا فيه. وإذا كانت هذه هي القضية، فينبغي أن تُكيف نفسك علينا. ولا ينبغي أن نكيف أنفسنا عليك».

وانقسمت الآراء تقريبا في النقاش بشأن هذا المقترح، لكن براون أقر أنه تعرض للانتقاد بسبب صوته، فيما قال مير إن كل ما تلقاه كان الإشادة. وقال: «ذهبت إلى أحد المطاعم في اليوم التالي، وقال رفيق يجلس على الطاولة المجاورة: هذا هو الرجل الذي دشن حملة اللغة الإنجليزية. وصفق لي الجميع».

يسارع الناس في القول إن بعض العاملين من الهسبانك في المزارع في المنطقة عمال لهم قيمة كبيرة، وأن القانون لا ينطوي على عداء. لكن براون قال إذا لم يكن هناك عداء، فمن المحتمل أن يكون هناك شيء آخر مرتبط بالمشاعر الخفية لعدم الارتياح في كل مكان حتى في هذا المكان البعيد المسالم.

وقال: «لم يظهر هذا القانون لأن هناك شخصا ما مهتما ومتعاطفا مع الحقيقة التي تقول إننا دوما نعقد اجتماعاتنا باللغة الإنجليزية. ما هو أكثر شيء يخشاه الإنسان؟ إنه الخوف من أي شيء، من الموت ومن الإرهاب، والخوف مما لا نفهمه. إننا جميعا نخاف من المجهول. وفي رأيي أن ذلك لا يعد سوى إضافة إلى جميع هذه الأشياء».

* خدمة «نيويورك تايمز»