بلدية صيدا تتحضر لمعركة انتخابية بين سعد والسعودي

علي حسن خليل: لا تفسير لدينا لما حصل.. لكن نقاط التوافق لا تزال متوافرة

TT

تعيش مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني، أجواء مواجهة حادة بين رئيس اللقاء الوطني الديمقراطي والنائب السابق أسامة سعد، والمرشح لرئاسة بلدية المدينة محمد السعودي المدعوم من تيار المستقبل. فقد حملت ليلة الترشيح الأخيرة، قبل انتهاء المهلة بوقت قصير (منتصف ليل الأربعاء - الخميس)، إشارات ترجح العودة إلى المعركة مع تقدم منى سعد (شقيقة أسامة سعد) بترشيحها، مما حدا بمقرر اللجنة الخماسية لتيار المستقبل أحمد الحريري (ابن النائبة بهية الحريري) إلى ترشيح نفسه. هذا التطور غير المنتظر كرس الانطباع بأن أسهم المعركة الانتخابية إلى ارتفاع، لا سيما أن الترشيحين تزامنا مع تصريحات استمرت أمس الجمعة، لتدل على انتكاسة أصابت حظوظ التوافق الصيداوي جراء الأسماء الأربعة التي طرحها سعد لتنضم إلى اللائحة الائتلافية، واعتبرها السعودي تعجيزية لإنجاز الانتخابات البلدية.

وكانت أجواء التوافق قد غلبت قبل أيام، بعدما نجح رئيس مجلس النواب نبيه بري في الإبقاء على خط الاتصالات بين الأطراف المعنية لتجنب التوجه نحو معركة موصوفة بسخونتها السياسية وتداعياتها في الشارع الصيداوي، لتأتي تطورات اليومين الماضيين وتداعياتها وتشوش على مبادرة بري.

ويقول المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعطيات كانت إيجابية بعد زيارة السعودي لبري. وما حصل أمس لا تفسير له عندنا. بالتالي ليس لدينا أي جديد على صعيد هذه التطورات». ويضيف «لكن حظوظ التوافق لا تزال قائمة. ونقاط هذا التوافق لا تزال متوافرة لإنجازه. وإذا عدنا إلى الأساس وجدنا أن الاختلافات ضيقة، وترشيح منى سعد وأحمد الحريري ربما يهدف إلى رفع سقف المفاوضات وصولا إلى الاتفاق على صيغة للائحة. بعد ذلك يصار إلى سحب هذين الترشيحين».

مصادر «المستقبل» تعتبر أن «أسامة سعد غير رأيه مرة أخرى. وبعد أن كان قد لمح إلى إمكانية التوافق، قدم ترشيح شقيقته في اللحظة الأخيرة. ومعنى ذلك أنه لا نية صافية لديه للسير في التوافق إلى مداه الأخير. فترشيح منى سعد لا يفسر إلا بأنه ترشيح لرئاسة لائحة مكتملة، أي لرئاسة البلدية».

وتشير المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «سعد انقلب على التوافق الذي سارت به الجماعة الإسلامية، وكذلك رئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري، مما دفع بتيار المستقبل إلى ترشيح أحمد الحريري». إلا أنها استدركت فأوضحت «لكن لا يمكن القول إن التوافق سقط. فالوقت الذي يفصلنا عن موعد الانتخابات في 23 الحالي يسمح بالعمل لتذليل العقبات. نحاول أن نتفاءل رغم ازدياد المؤشرات السلبية مرة تلو الأخرى والتصعيد المستمر من جانب سعد الذي يستهدف رئيس مجلس الوزراء السابق ونائب صيدا فؤاد السنيورة وكذلك النائبة بهية الحريري وتيار المستقبل، والهدف هو توتير الأجواء الصيداوية وشحن النفوس».

أما المصادر المتابعة لـ«اللقاء الوطني الديمقراطي»، فأشارت إلى «رفض سعد اعتراض النائبة بهية الحريري على أسماء مرشحي التنظيم. لأن هذه الأسماء خط احمر». وأكد سعد أن «اللقاء يختار أسماء مرشحيه، ولن نسمح لأحد بأن يختار عنا. نحن نعلم أن الطرف الآخر لا يريد تمثيل الفئات الشعبية في المجتمع الصيداوي، ويريدون أن يمنعوا عن الفئات الاجتماعية المختلفة أن تكون لها مكانة وموقع، وأن تكون صاحبة قرار.. يريدون تحقيق مصالحهم بالاستفادة من مشاريع المدينة ومواردها، ويريدون كعادتهم فرض ما يريدون». وأعلن سعد أن «مرحلة التفاوض قد توقفت، وأن الأيام الأخيرة قد كشفت تسلط واستبداد واستئثار الفريق الآخر». ودعا إلى «العمل بجد، فهناك محطة في 23 الحالي وستليها محطات، فلننجز العمل على أحسن ما يكون في هذه المحطة، ولنستخلص الدروس وننطلق إلى المحطة المقبلة».

وفي حين أوضحت المصادر أن «الربع ساعة الأخير قد يحمل تغييرات في المواقف»، أشارت إلى أن «التحضير بدأ لخوض المعركة. ربما لا يزال التوافق ممكنا، إلا أن كل الاحتمالات واردة».

وكان سعد قد اتهم السعودي «بعدم الالتزام بالمعايير التي تم الاتفاق عليها، خاصة على صعيد تشكيل لائحة متوازنة على الصعيدين السياسي والاجتماعي». وكرر انتقاده «تيار لمستقبل الذي أغرق اللائحة بأسماء ليست مستقلة، ومارس ضغوطا هائلة على السعودي». وأكد أن «الثقة بين تنظيمه وتيار المستقبل معدومة». وأضاف «لقد قدمنا كل ما يلزم لإنجاح مساعي الرئيس نبيه بري ومبادرته، لكن الفريق الآخر عمل على تفشيل هذه المبادرة».

واستنكر سعد «ذريعة أن من رشحهم هم من الحزبيين، لأنها ذريعة غير صحيحة، ذلك لأن ثلاثة من أصل أربعة هم من غير الملتزمين، والمرشح الحزبي هو صاحب حرفة ويعمل بيديه».

وحول التواصل مع الرئيس بري قال سعد «كان لي حديث هاتفي مع الرئيس بري ظهر أمس، وتم وضعه في صورة ما حصل في مدينة صيدا من مستجدات حول الاستحقاق البلدي».

وحول ترشيح أحمد الحريري ليكون نائبا لرئيس البلدية، قال سعد «هناك أوساط أوضحت أن السعودي هو من طلب من أحمد الحريري الترشح. وتساءل سعد عما إذا كان المهندس محمد السعودي لا يزال مرشحًا توافقيًا أم هو مرشح تيار المستقبل».

من جهته، أكد المرشح لرئاسة بلدية صيدا محمد السعودي أنه لم يعد معنيا «بأي حوار»، وقال «نرفض دخول الحزبيين حتى لا تنتقل المشاكسات الحزبية إلى المجلس، نريد مجلسا متعاونا متضامنا فيه كفاءات تخدم المدينة».

وعن كثافة المرشحين الذين بلغ عددهم 73 مرشحا، قال السعودي «إن من يربح سنقدم له التهنئة، وسأضع كل إمكاناتي في تصرف المجلس البلدي الجديد، وأنا لست آتيا إلى هذا المجلس لخلق المشكلات بين الصيداويين، بل لأجل تنفيذ المشاريع الكبرى التي تحتاجها المدينة، وإيجاد فرص عمل لشباب المدينة ويدي ممدودة لكل الأفرقاء والتيارات السياسية المختلفة في المدينة».

وأضاف أنه بحث أمر معالجة النفايات في صيدا مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وطلب منه أن يقدم هدية للمدينة، وهي المساعدة في إزالة هذا المكب ليكون شاطئ المدينة نظيفا وبيئتها نظيفة.