كرزاي ينهي زيارته إلى واشنطن بالالتزام بـ«عملية سلام»

الرئيس الأفغاني أوضح موقف أخيه لأوباما وأكد أنه ليس من صلاحياته فصله

الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، في حديث مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في حديقة جورج تاون بالعاصمة، واشنطن، قبل انتهاء زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، أمس (أ.ف.ب)
TT

أنهى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي زيارته إلى واشنطن أمس بالتطلع إلى شورى السلام التي يعقدها في أفغانستان نهاية الشهر الجاري وبعدها إلى مؤتمر كابل الدولي في يوليو (تموز) المقبل لوضع خطط واضحة لمستقبل البلاد. وتعهد كرزاي عمل حكومته لتحمل جزء أكبر من المسؤولية في البلاد، من القضايا الأمنية وإلى الحكم الأفضل. وقال كرزاي إنه سيركز على «عملية السلام» الداخلية لبلاده للعمل على حل سياسي لمشكلات البلاد، بينما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عزم بلادها توقيع اتفاقية «شراكة استراتيجية» مع أفغانستان للتأكيد على التزام واشنطن بكابل على المدى البعيد.

وفي ندوة مشتركة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس، وصف كرزاي خططه لشورى السلام التي ستعقد في كابل يوم 29 مايو (أيار) الجاري، قائلا: «سنعقد شورى لبحث عملية السلام يشارك فيها على الأقل 1500 أفغاني من كل أنحاء البلاد ومن الفئات والمحافظات، وعلى الأقل 20 في المائة منهم سيكونون سيدات، لمشورتنا حول كيفية المضي قدما في عملية السلام ووتيرتها وكيف سنوقتها والنموذج التي سنتبعه». وطمأن كرزاي الأميركيين أن «عملية السلام» ستشمل فقط عناصر طالبان أو مجموعات مسلحة «ليسوا جزءا من (القاعدة) أو أي من الشبكات الإرهابية الأخرى أو ضدنا آيديولوجيا، وأقصد بذلك ليسوا ضد أي من الحلفاء أو أي منا، بأي طريقة تهدد دستورنا أو الحريات والديمقراطية والتقدم الذي حققناه». ومن جهة أخرى، قال كرزاي إن هناك 3 أجندات مهمة للحكومة الأفغانية ولضمان المستقبل، وهي «قضية الحكم في أفغانستان ومعالجة الفساد في أفغانستان والتأكد بأننا ننجح في كل الأنحاء بأقرب وقت ممكن كي تكون أفغانستان دولة مزدهرة جيدة وسلمية وأنتم أكثر أمنا هنا في الولايات المتحدة وباقي العالم». ومن جهتها، أعلنت كلينتون في الندوة التي استضافها «معهد الولايات المتحدة للسلام الدولي» أن بلادها تتطلع إلى الإعلان عن «شراكة استراتيجية» مع أفغانستان بحلول العام الحالي. وقالت: «سيكون بيانا لالتزام بين بلدينا وستحدد مجالات التعاون بيننا»، مضيفة أن هذا الإعلان يؤكد أن «بعد انتهاء ولايتي الرئيسين (الأميركي باراك أوباما وكرزاي) سيبقى هذا الالتزام بين حكومتينا وشعبينا». وقال كرزاي إن قضية إعلان الشراكة الاستراتيجية كانت من أكثر القضايا التي تم بحثها في اجتماعاته في واشنطن والتي شملت لقاء مطولا مع أوباما. وأضاف أنه يتطلع إلى توسيع العلاقات مع الولايات المتحدة خارج النطاق الأمني البحت. وكرر كرزاي التزامه بالعمل على جعل القوات الأفغانية مستعدة لتولي المسؤولية الأمنية في البلاد، تماشيا مع هدف الإدارة الأميركية ببدء الانتقال التدريجي للمسؤولية الأمنية من الأميركيين إلى الأفغان ابتداء من يوليو 2011. وقال كرزاي: «نحن نخطط لإعداد أنفسنا من خلال الجيش والشرطة وغيرهما من مؤسسات الدولة لنوفر الأمن للشعب الأفغاني في بعض مناطق البلاد خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، ليشمل ذلك الدولة كلها بحلول 2014، بحلول انتهاء ولايتي وهو أمر أستعجل عليه». وأضاف: «نحن نعد أنفسنا لتولي الأمن كي لا نبقى عبئا على الولايات المتحدة وباقي حلفائنا عسكريا أو اقتصاديا».

وحضر الندوة المرشح السابق للرئاسة الأفغانية أشرف غاني الذي يترأس جهود التحضير لمؤتمر كابل في يوليو، والذي من المرتقب أن يوضح الخطط الأفغانية والدولية لأفغانستان من أجل جعلها أقل عبئا على الولايات المتحدة ودول حلف الناتو. وقال كرزاي إن ذلك المؤتمر سيمنح الأفغان فرصة «لإعطاء العالم تطلعنا إلى المستقبل وسنطلب دعما لذلك».

وأثارت صحيفة أميركية خلال الندوة قضية الأخ غير الشقيق لكرزاي المتهم بالفساد وبعرقلة استقرار قندهار، وهي القضية التي تشغل الكثير من الإعلام الأميركي. وردا على سؤال حول إذا كان أوباما قد أثار قضية أحمد والي كرزاي معه، أجاب الرئيس الأفغاني: «الرئيس (أوباما) لم يثر قضية أخي في قندهار، أنا من أثارها معه. ومما يناسب الجانبان، حتى وإن توجهت لتصرف مثل إقالة أو توظيف – من الجيد أن أفغانستان دولة ديمقراطية، شخص ينتخبه الشعب لا يمكن أن يفصله الرئيس». يذكر أن أحمد والي كرزاي انتخب في مجلس محافظة قندهار عام 2005 بعد تعيينه ممثلا عنها من قبل لويا جرغا. وأضاف كرزاي: «لا هذا الأمر لم يناقش القضايا التي أثارها الإعلام الأميركي والأوروبي يتفهمه نظراؤنا الأميركيون أفضل». وتابع: «الأمر حل الآن».

وانتهز كرزاي زيارته إلى واشنطن لتفسير وجهة نظره لأوباما وكبار المسؤولين الأميركيين، بالإضافة إلى وضع خطط مستقبلية محددة ظهرت في البيان الختامي للرئيسين. ومن أبرز نتائج الزيارة تحسين صورة العلاقات بين حكومة كرزاي وإدارة أوباما. وعبر كرزاي عن سعادته من الزيارة التي وصفها بأنها «جيدة جدا» وفيه «ضيافة ممتازة، الكثير من الدفء والمضمون القوي»، بينما قالت كلينتون إن الزيارة «جعلت علاقتنا على مستوى أعلى من السابق وستخدم بنقطة بداية جيدة لجهود إعادة كتابة إعلان الشراكة الاستراتيجية». ولم تكن الإدارة الأميركية وحدها تحاول إظهار تحسن العلاقات مع كرزاي من خلال التصريحات واللقاءات المكثفة معه، فالرئيس الأفغاني أيضا قام بخطوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أبرزها زيارته إلى مستشفى «والتر ريد» للجنود الجرحى الأميركيين. وذكر كرزاي زيارته إلى «والتر ريد» خلال مؤتمره الصحافي مع أوباما وفي ندوته مع كلينتون، مؤكدا تقديره وتقدير الشعب الأفغاني لمعاناة الجنود.

واعتبر كرزاي أن زيارة «والتر ريد» «كانت الجزء الأكثر تأثيرا والتي تذكرنا مجددا بأن علينا أن نعمل أكثر جهدا لإعادة أبنائكم وبناتكم إلى وطنهم من دون إصابات».