المعارضة الإيرانية: «إجراءات قمعية» حكومية لمنع الاحتجاجات في ذكرى انتخاب نجاد

محللون سياسيون: الإعدامات الأخيرة.. والأحكام المغلظة بالسجن لزعماء الطلاب.. بمثابة تحذير من الحكومة

الرئيس نجاد خلال مراسم رسمية بعد تسلم جثث ايرانيين قتلوا في الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات (أ.ب)
TT

قال قادة المعارضة الإيرانية ومحللون سياسيون إن السلطات الإيرانية تنتهج إجراءات قمعية لمنع الاحتجاجات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المتنازع عليها، مما أدى إلى تفاقم التوترات السياسية. وأشار المحللون إلى أن إعدام خمسة أشخاص يوم الأحد الماضي، أربعة منهم من الأقلية الكردية، أدينوا بشن سلسلة من التفجيرات، أدى إلى اندلاع الغضب داخل المناطق الكردية وخارجها، ولكن الكثيرين يعتقدون أن اثنين من المدانين كانوا أبرياء وأنهم أعدموا بهدف بث الخوف قبيل الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانتخابات 12 يونيو (حزيران). ويرى محللون أيضا أن الأحكام المغلظة بالسجن لزعماء الطلاب، الذين اتهموا بالمشاركة في مظاهرات مناوئة للحكومة في طهران هذا الأسبوع، تحذيرا من الحكومة. وقال علي شاكوريراد، المعروف بانتقاده الحكومة وأحد قادة جبهة المشاركة الإسلامية المحظورة، والمعروفة بانتقاداتها اللاذعة لسياسات أحمدي نجاد: «تحاول الحكومة فرض جو أمني مع اقتراب الشهر الحاسم».

كانت انتخابات العام الماضي التي شهدت فوز الرئيس نجاد بولاية ثانية، قد تبعها أشهر من الاحتجاجات العنيفة للمعارضة وأعمال الشغب التي شكلت التحدي الأبرز للحكومة المركزية منذ سنوات. ويتوقع البعض أن يشهد صيف العام الحالي المزيد من المظاهرات. وقد لاحت بالفعل بعض المؤشرات على القلاقل، فقد اندلعت احتجاجات في اثنين من جامعات طهران هذا الأسبوع لدى زيارة أحمدي نجاد ومسؤولين حكوميين آخرين إليهما. وشهد يوم الخميس إضرابات في المدن الكردية الإيرانية حيث أغلق عدد من المتاجر احتجاجا على عمليات الإعدام.

وقال عباس عبدي، الصحافي السابق والمحلل المعروف بانتقاداته الحكومة: «في الوقت الحالي، يمكن لأي شيء أن يثير الاحتجاجات، فالشعب لا يزال غاضبا ومستاء». ويرفض الموالون للحكومة الاتهامات بأن السلطات تقوم بإجراءات قمعية قبيل الاحتفال بالذكرى السنوية. وأشاروا إلى أن قادة المعارضة استغلوا عمليات الإعدام وعقوبات السجن لإثارة المشاعر المعادية للحكومة.

وأشاروا إلى أن مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين ترشحا أمام أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية ويقودان الحركة الشعبية الواسعة دعوا إلى التظاهر في 12 يونيو (حزيران) كما أصدرا كلاهما بيانا نددا فيه بعمليات الإعدام. ويرى الموالون للحكومة في هذه التصرفات نوعا من النفعية السياسية.

ويقول أمير محبيان، المحلل السياسي المقرب من الحكومة الإيرانية: «إن الحركة فقدت زخمها، وتحرر قادتها من الوهم وباتوا فاقدي الأمل. لقد كان من نفذ بحقهم الإعدام إرهابيين، ومن يتعاطفون مع الإرهابيين إرهابيون مثلهم». في طهران مركز المظاهرات السابقة المناوئة للحكومة، يعترف السكان بأن التوتر السياسي أكثر هدوءا، لكن ذلك قابل للتغيير سريعا.

فيقول فرضهاد، الموظف الشاب الذي رفض ذكر اسم عائلته أثناء جلوسه في مقهى تقليدي على منحدرات جبال ألبورز شمال العاصمة: «حاولنا جميعا العودة إلى حياتنا الطبيعية لكن هناك عمليات قتل واعتقالات. ربما يبتسم البعض منا في الخارج لكنهم في قرارة أنفسهم لا يزالون مستائين». كانت علميات الإعدام مثيرة للجدل، على الرغم من أن السلطات القضائية تقول إن أربعة من الأكراد الذين أعدموا كانوا أعضاء في جماعة بيجاك الانفصالية، التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية. وقد أدت عملية الإعدام إلى تعاطف شعبي واسع مع اثنين من المعدمين: وهما مدرس وامرأة شابة.

* خدمة واشنطن بوست خاص بالـ«الشرق الأوسط»