تايلاند تغرق في العنف والمتظاهرون يتحدثون عن «بدء حرب أهلية»

السلطات تخنق «الحمر» بحرمانهم من المؤن.. و3 صحافيين ضمن الجرحى

متظاهر يبحث عن مكان للاختباء وسط تبادل النيران في بانكوك أمس (ا.ب)
TT

خلفت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين المناهضين للحكومة 7 قتلى وأكثر من 100 جريح، وسط العاصمة بانكوك أمس. وفيما بدأت السلطات تنفيذ خطتها الهادفة لحرمان أصحاب «القمصان الحمر» من التزود بالمؤن، اتهم هؤلاء المتظاهرون، رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا ببدء «الحرب الأهلية».

وبهذه الحصيلة الجديدة ارتفع عدد ضحايا الأزمة منذ اندلاعها في منتصف مارس (آذار) الماضي إلى أكثر من 37 قتيلا ونحو ألف جريح. وكان لافتا أن العنف طال أمس ثلاثة صحافيين، جرحوا بالرصاص، بينما كانوا يغطون الأحداث. ويتعلق الأمر بمصور في صحيفة «ماتيشون» التايلاندية اليومية، ومصور كندي من شبكة «فرانس 24» التلفزيونية ومصور آخر من شبكة «فويس تي في» التايلاندية.

واتهم قادة «القمصان الحمر» الذين أقسموا على إسقاط الحكومة، رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا ببدء «الحرب الأهلية» وطالبوا بانسحاب القوات التايلاندية من ضواحي الحي الذي يسيطرون عليه. وقال ناتاوت سايكوار أحد القادة الثلاثة الكبار للتحرك، «لا أعرف كيف سنصمد هذا المساء إذا لم يوافق ابهيسيت على وقف إطلاق النار. ونأمل في أنه لا يريد الحرب».

وتجددت المواجهات صباح أمس عندما تقدم الجيش باتجاه جادة يسيطر عليها المتظاهرون، الذين «حاولوا ترهيب السلطات بالأسلحة»، كما قال الناطق العسكري الكولونيل سونسرن كايوكومنرد. واستخدم الجنود قنابل مسيلة للدموع بينما أحرقت حافلة عسكرية. وسمع إطلاق نار غزير مرات عدة حتى بعد ظهر أمس على طول الحدود الجنوبية للحي السياحي والتجاري في بانكوك الذي يحتله «الحمر» منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي.

لكن السلطات تنفي أن تكون هذه المواجهات تمهيدا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة. وأكد سونسرن أن «السلطات لن تشن الآن عملية ضد موقع راتشابراسونغ لكننا نتوقع أعمال عنف جديدة هذا المساء». وتابع: «على القمصان الحمر إدراك الوقائع وإنهاء تجمعهم». وقال وزير الدفاع الجنرال براويت وونغسوون لوكالة الصحافة الفرنسية إن العملية «تهدف إلى الضغط على القمصان الحمر ليعودوا إلى طاولة المفاوضات». وصرح الجنرال براويت وونغسوون «علينا مواصلة تعزيز الضغط وإلا لن نكون قادرين على تطبيق القانون».

ويريد الجيش خنق «الحمر» لوجستيا على أمل خفض عدد المتظاهرين إلى أقل مستوى ممكن. وقد أصبحوا حاليا محرومين من الكهرباء ومن إمدادات الماء والغذاء بينما لا يتم جمع القمامة. وكانت المواجهات أدت الليلة قبل الماضية إلى سقوط قتيل وأحد عشر جريحا أحدهم ضابط منشق انضم إلى حركة «القمصان الحمر». ولم يخف خاتيا ساواسديبول الملقب سيه دينغ الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين «الحمر» أنه يرفض تسوية سلمية للأزمة. وهو يعد قريبا من تاكسين شيناواترا رئيس الوزراء الذي أطاح به انقلاب في 2006 ويؤكد عدد كبير من المتظاهرين دعمه.

وقال مدير المستشفى الذي ادخل إليه إن «فرص نجاته ضئيلة». ونفى مسؤول أمني كبير أن تكون السلطات سعت للتخلص منه. وقال الكولونيل ديثابورن ساساسميت إن «ما حدث له لم يكن متوقعا إطلاقا».

وشملت حالة الطوارئ التي أعلنت في بانكوك مطلع أبريل الماضي 15 إقليما أخرى في الشمال والشمال الغربي معقل «القمصان الحمر».

ودعا رئيس الوزراء التايلاندي المخلوع تاكسين شيناواترا الذي يقيم في المنفى، أمس، الحكومة إلى سحب قواتها واستئناف المفاوضات مع المعارضين. وقال في بيان إن «حلا سياسيا ما زال ممكنا لتايلاند»، مؤكدا أن رئيس الوزراء «قادر على تجنب سقوط مزيد من الضحايا وإنقاذ بلدنا». وأضاف أن «ابهيسيت يملك الخيار بين أسلوب القوة والوسائل السلمية أو بين الاحتفاظ بمنصبه وحياة الأبرياء».