كلينتون تؤكد أن إيران لم تقبل العرض الدولي.. وتشكك في إمكانية نجاح الرئيس البرازيلي في إقناعها به

وزيرة الخارجية الأميركية: لا نرى شيئا يتدخل في الانسحاب من العراق

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال استقبالها نظيرها البريطاني الجديد ويليام هيغ في واشنطن أمس (أ.ب)
TT

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن إيران لم تقبل العرض الدولي لها فيما يخص تخصيب اليورانيوم، موضحة أنه «على عكس ما تم اقتراحه مؤخرا فإن إيران لم تبد أي اهتمام بعرض الدول الدائمة العضوية وألمانيا، أو قبلته للرد على القلق الدولي حول برنامجها النووي». وأضافت كلينتون في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني الجديد ويليام هيغ أن «مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى ما زالوا يقولون إنهم لن يتحدثوا عن البرنامج النووي معنا».

ويذكر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان قد قال في نيويورك بداية الشهر إن بلاده قبلت العرض، إلا أنها أدخلت عليه تغييرات لم تقبلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت كلينتون: «نحن مصرون على أن تطلق إيران تعهداتها الدولية وتثبت أن برنامجها النووي لأسباب سلمية فقط»، مشددة على «إحراز تقدم يومي» في التوصل إلى اتفاق لإصدار قرار جديد في مجلس الأمن لعقوبات جديدة ضد إيران، التي تتوقع مصادر مطلعة على الملف أنه قد يصدر نهاية الشهر الحالي أو بداية يونيو (حزيران) المقبل. وأضافت كلينتون أن هذا القرار مهم لإظهار «نتائج جدية إذا ما رفضت إيران الالتزام بتعهداتها الدولية وفشلت في تطبيق قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن».

وتراقب واشنطن زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى طهران اليوم، لكنها لا تتوقع نجاحها. وقالت كلينتون: «لقد تحدثت مطولا مع وزير الخارجية البريطانية، ومن المهم التبادل بين الرئيس لولا والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو، الذي أظهر التل الذي يحاول البرازيليون تسلقه». وأضافت: «البرازيليون ما زالوا يأملون في أنه بسبب زيارة الرئيس لولا فإن الإيرانيين سيوافقون على اللقاء مع الدول الست الكبرى وأنهم سيقبلون عرض منشأة البحث في طهران (إشارة إلى عرض تخصيب اليورانيوم في الخارج) وأنهم سيبدأون الالتزام بالتعهدات الدولية»، ولكنها لفتت إلى أن «الرئيس مدفيديف قال للرئيس لولا إنه لا يعطيه فرصة نجاح أكثر من احتمال واحد إلى 3 في المائة». وتابعت: «لقد قلت لنظرائي في الكثير من العواصم حول العالم إنني لا أتوقع أننا سنحصل على رد جدي من الإيرانيين إلا بعد أفعال مجلس الأمن». وعبر هيغ عن اتفاقه مع الموقف الأميركي، قائلا إن حكومته ستعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي على تبني قرارات وإجراءات شديدة مع إيران. وقال: «نحن متفقون على الحاجة إلى إرسال رسالة قوية وموحدة حول برنامج إيران النووي وتمرير قرار مجلس الأمن، وبعدها ستلعب المملكة المتحدة دورا أساسيا في التأكيد على أن هناك تحركا عازما من الاتحاد الأوروبي لمتابعة مثل هذا القرار». ولفت هيغ إلى إمكانية استخدام القوة، قائلا: «لم نستثن دعم العمل العسكري مستقبلا ولكننا لا ننادي به». وأضاف: «نحن نريد أن نرى حل هذه المسألة بشكل سلمي وسريع. ولذا نطالب بالعقوبات وندعم فكرة قرار من مجلس الأمن».

وفيما يخص العراق، كررت كلينتون موقف بلادها بعدم التراجع عن قرار الانسحاب من العراق على الرغم من الاضطرابات الأمنية وعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت: «لا نرى أي شيء سيتدخل بأي طريقة مع الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية». وعلى الرغم من قلقها من مستوى العنف والدمار الناتج عنه في العراق، أوضحت كلينتون: «نحن غير قلقين من قدرة الشعب العراقي ومؤسساته للعمل معا للتغلب على التهديد الذي يمثله المتطرفون». وتابعت: «نحن مقتنعون جدا بأن العراق قادر بالتأكيد على التعامل مع تلك (التهديدات) من عمل الجيش والشرطة ولكن أيضا من خلال مؤسساتهم السياسية».

وعبرت كلينتون عن الانسجام بين الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية في قضايا خارجية، أبرزها أفغانستان وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت كلينتون: «نحن نسعى إلى حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، مع الهدف العام للحصول على سلام شامل في الشرق الأوسط الذي يتطلب (وجود) الجميع على طاولة التفاوض». وقال هيغ إن حكومته تقدم «الدعم الكلي والصلب للجهود المبذولة لإعادة إطلاق المفاوضات وسنعمل ما في وسعنا كعضو قائد في الاتحاد الأوروبي لدعم تلك الجهود».

وشدد هيغ على أنه اختار التوجه إلى واشنطن في أول زيارة له كوزير خارجية بريطانيا للتأكيد على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة ولـ«تبادل الدفء»، ومن جهتها، أكدت كلينتون حرص بلادها على التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة، قائلة: «سنواصل البناء على الثقة العميقة والمستمرة التي توجد بين الشعبين البريطاني والأميركي منذ مدة طويلة جدا».