الجيش السوداني يسيطر على قاعدة استراتيجية لـ«العدل والمساواة» في دارفور ويقتل 108

المتحدث باسمه لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق الدوحة لم ينته وإذا أرادت الحركة العودة للمفاوضات عليها أن توقف النار

TT

أكد الجيش السوداني أن قواته سيطرت على قاعدة استراتيجية رئيسية لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور وقتلت 108 من عناصرها في جبل مون في ولاية غرب دارفور، إحدى ولايات إقليم دارفور المضطرب الثلاث.

ونقل التلفزيون السوداني صورا لقيادات من الجيش وهي تزور المنطقة. لكن الحركة المتمردة نفت وقوع معارك وقالت إنها قامت بإعادة انتشار لقواتها قبل أسبوع في قاعدة جبل مون.

ووقعت حركة العدل والمساواة هذا العام اتفاق مبادئ للسلام في دارفور، على أن يستكمل لاحقا، ولكن الأحوال تدهورت سريعا، بعد الانتخابات السودانية وفوز الرئيس عمر البشير وحزبه فيها، وتحسنت العلاقات مع دولة تشاد التي كانت الحركة تعتبرها بعدا عسكريا استراتيجيا لتحركاتها. ويوجد زعيم الحركة إبراهيم خليل حاليا في القاهرة، واحتجت الخرطوم عند زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للعاصمة السودانية على وجوده هناك. وكان خليل قال لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي إن وجوده في القاهرة بناء على طلبه.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «معركة اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وحركة العدل والمساواة أول من أمس، قتل فيها نحو 108 من متمردي حركة العدل والمساواة كما جرى أسر 61 متمردا. وقال إن الجيش الحكومي قام بعملياته ردا على خروقات من قبل متمردي العدل والمساواة وحددها بأربعين خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين الحكومة السودانية وحركة العدل في الدوحة في فبراير (شباط) الماضي.

وأضاف «لا يمكن القول إن اتفاق الدوحة قد انتهى وإذا أرادت الحركة العودة إلى المفاوضات عليها أن تلتزم»، مشيرا إلى التزام القوات الحكومية بوقف إطلاق النار الذي وقعته الحكومة مع المتمردين في الدوحة، وأضاف «نحن فقط قمنا بالرد على أربعين خرقا قامت بها قوات التمرد وهي موثقة وأبلغت بها الوساطة».

ونفى سعد أن تكون الخرطوم قد طلبت تعاونا مع الحكومة التشادية لشن عمليات ضد العدل والمساواة في جبل مون، وقال «لا علاقة بهذه العمليات بالزيارة التي قام بها وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين إلى أنجمينا قبل أسبوع»، مشيرا إلى أن حركة العدل والمساواة أصبح وجودها ضعيفا في دارفور، وقال «أصبحوا مجموعات نهب مسلح تتجول في جنوب دارفور وفي جنوب كردفان وإذا قاموا بأي عمليات تنسف الاستقرار في المنطقة سيتم حسمهم».

ونفى الناطق باسم الحركة أحمد حسين آدم لـ«الشرق الأوسط» التقرير، وقال إنها انسحبت من منطقة جبل مون طواعية قبل أسبوع حتى لا يتعرض السكان لغارات وقصف من القوات الحكومية، وأضاف «هذه دعاية سياسية لتبرر الحكومة فشلها في العمليات التي جرت في جنوب دارفور الخميس الماضي».

وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين قد قال في تصريحات إن قواته فرضت سيطرتها الكاملة على جبل مون التي اعتبرها آخر معاقل حركة العدل والمساواة، وأضاف أن الجيش تمكن من القضاء على أسطورة جبل مون. وقال إن متمردي العدل والمساواة نقلوا معداتهم والمؤن والأسلحة إلى جبل مون بعد إخلاء منطقة أبو جرس شرق تشاد وبخروجها من جبل مون تكون قد فقدت آخر خطوط إمدادها ومخزونها، وأضاف أن القوات المسلحة قد عثرت على عدد من السيارات التابعة لـ«اليوناميد» محجوزة في المنطقة. ويقع جبل مون على بعد سبعين كيلومترا جنوب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

من جهة ثانية، قال وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود للصحافيين إن «قوات شرطة الاحتياطي المركزي صدت هجوما للعدل والمساواة على الطريق ما بين الضعين ونيالا (عاصمة ولاية) جنوب دارفور». وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الشرطة السودانية اللواء عبد المجيد محمد إن «ما يسمى بالعدل والمساواة هاجمت عصر الخميس الطوف التجاري الذي يحمل المواد التموينية لمواطني دارفور بين منطقتي ياسين وساني سندو بولاية جنوب دارفور وتصدت لها قوات الاحتياطي المركزي التي كانت تقوم بمهمة تأمين الطوف التجاري».

وأضاف دون أن يقدم حصيلة واضحة «احتسبت قواتنا عددا من الشهداء واستولت على عربة من القوات المتمردة وأحدثت خسائر كبيرة في صفوفهم يجري حصرها الآن». لكن حركة العدل والمساواة نفت حدوث قتال مع الشرطة الخميس. وقال المتحدث باسم الحركة أحمد حسين آدم لوكالة فرانس برس «هذا حديث غير صحيح إطلاقا وقواتنا تقوم بالدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات جيش الحكومة الذي كثف عملياته منذ انتهاء الانتخابات منتصف أبريل (نيسان) ونحن لا نهاجم القوافل التجارية».