الرئيس البرازيلي في إيران في وساطة «الفرصة الأخيرة».. وطهران تقلل من شأن المحادثات

أوغلو يشارك بدلا من أردوغان.. الخارجية الإيرانية ترد: في عصر الاتصالات هناك طرق كثيرة للتواصل

وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يلوح للصحافيين قبيل افتتاحه اجتماعات مجموعة الـ15 الاقتصادية في طهران أمس (رويترز)
TT

تستقبل إيران اليوم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ووزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، لإجراء محادثات حول ملفها النووي، في مهمة تعتبرها القوى الكبرى أنها «الفرصة الأخيرة» قبل أن تفرض الأمم المتحدة عقوبات على إيران. وتجيء هذه المحادثات وسط أجواء من التشاؤم حول إحرازها النجاح، حيث ترى واشنطن وموسكو أن فرص نجاح هذه الوساطة ضئيلة، بينما يبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي كان من المفترض أن يشارك فيها، تخلى عن التوجه إلى طهران متعللا بغياب التزام إيراني بشأن اقتراح حل. وأرسلت أنقرة وزير الخارجية إلى طهران كحل بديل.

وتحاول تركيا والبرازيل اللتان تعارضان فرض عقوبات على إيران والعضوان في مجلس الأمن الدولي، إقناع طهران بتقديم مقترحات عملية للخروج من أزمة ملفها النووي، بتخصيب اليورانيوم محور الخلاف في الخارج لتحويله إلى وقود عالي التخصيب تحتاج إليه طهران. وأكدت إيران أنها مستعدة للنقاش لكنها لم تكشف نواياها، فقد ضاعف القادة الإيرانيون التصريحات الغامضة حول «مقترحات» برازيلية وتركية أو ذكروا بموقفهم من مسألة التبادل على الأراضي الإيرانية. وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أمس: «تلقينا كثيرا من المقترحات ونقوم بدراستها». وأضاف أن «هناك إرادة لدى الجانبين لحل المشكلة والأمور تسير بشكل ايجابي».

لكن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لم يعط أي مؤشر على تراجع في الموقف الإيراني. وقال في تصريحات نشرتها الصحف الإيرانية أمس: «نأمل أن تمتثل الأطراف (المشاركة في المفاوضات مع إيران) للواقع وتختار الطريق الصحيح». من جهته، قلل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست من أهمية المحادثات مع الرئيس البرازيلي وقال: «ربما تتم مناقشة القضية النووية»، مشيرا إلى أن الرئيس لولا سيزور اليوم طهران على رأس وفد يضم 300 شخص في مسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي (ومجالات التعاون) الثنائي الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، ذكر لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية أن «الظروف مناسبة للتوصل إلى توافق جاد بشأن اتفاق التبادل». وقلل مهمان باراست أيضا من شأن رفض أردوغان زيارة طهران مع الرئيس البرازيلي، على الرغم من أن محللين قالوا إن طهران مستاءة من تصريحات أردوغان، وأضاف المتحدث الإيراني: «لسنا في حاجة إلى وجود مسؤولين هنا وفي إمكاننا أن نجرى المفاوضات من دونه». وقال مهمان باراست: «كان من الأفضل لأردوغان أن يكون موجودا بنفسه في طهران لكن في عصر الاتصالات هناك طرق كثيرة للتواصل». وتابع أن موعد زيارة أردوغان لم يتحدد بعد. ويتوجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم إلى طهران ليبحث مع نظيره الإيراني منوشهر متقي البرنامج النووي الإيراني، كما أكد مصدر دبلوماسي تركي أمس. وصرح هذا المصدر طالبا عدم ذكر اسمه أن «داود أوغلو تلقى اتصالا هاتفيا من متقي دعاه فيه للمجيء إلى طهران بأسرع وقت ممكن، بشكل من المفضل أن يكون متزامنا مع زيارة الرئيس البرازيلي». وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أنه من المتوقع عقد لقاء ثلاثي بين داود أوغلو ومتقي ووزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم. وكان لولا دا سيلفا أكد أنه «متفائل» إزاء فرص التوصل إلى مبادرة من جانب إيران، لكن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف شكك في ذلك. وقال الرئيس الروسي بعد محادثات مع نظيره البرازيلي أول من أمس: «آمل فعلا أن تكلل مهمة رئيس البرازيل بالنجاح. قد تكون هذه الفرصة الأخيرة قبل إجراءات نعرفها في مجلس الأمن». وأضاف: «بما أن صديقي متفائل وأنا متفائل أيضا، أتوقع النجاح بنسبة ثلاثين في المائة».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من جهتها إن إيران لن تقدم «جوابا جديا» بشأن ملفها النووي، ما لم يتحرك مجلس الأمن لإرغامها على ذلك، مشددة على ضرورة فرض عقوبات جديدة عليها. وقالت كلينتون في لقاء صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «أعتقد أننا لن نحصل من الإيرانيين على أي جواب جدي قبل أن يتحرك مجلس الأمن».