وزير الخارجية الليبي لـ «الشرق الأوسط»: العلاقات العربية طبيعية.. والاختلاف في الرأي لا يعني خلافات

موسى كوسا: قلنا للصينيين إننا لا نستطيع التحدث في البيع والشراء من دون دفع القضية الفلسطينية

موسى كوسا (أ.ف.ب)
TT

أكد وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، انعقاد اللجنة الخماسية المعنية بتحسين أداء العمل العربي المشترك في وقت قريب، وذلك بناء على طلب من دولة قطر للبحث في المقترحات التي قدمت إلى القمة العربية في مارس (آذار) في مدينة سرت الليبية. وكانت القمة العربية تركت تحديد موعد انعقاد القمة الخماسية للقادة العرب.

وقال كوسا إن اللجنة الوزارية عندما تكمل أعمالها سوف تعقد على مستوى القمة، وفق الموعد الذي يحدده القادة الخمسة وهم مصر وليبيا واليمن والعراق وقطر، موضحا في حوار مع «الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في اجتماعات المنتدى العربي الصيني في بكين، أن الجانب العربي قال للصينيين إنه لا يستطيع التحدث في البيع والشراء دون دفاع عن قضية فلسطين.

وأكد كوسا أن العلاقات العربية - العربية طبيعية، والاختلاف في الرأي لا يعني خلافات، وأن ما تصوره بعض وسائل الإعلام أحيانا عن وجود خلافات عربية - عربية، غير صحيح، وأن بلاده تقوم باتصالات مع كل الدول العربية من أجل التشاور والتنسيق في جميع الملفات التي تخدم كل الدول العربية، مشددا على أن العمل الفردي غير مجد و«لا أحد يستطيع أن يعالج نفسه بنفسه.. العمل الجماعي هو سمة العصر». وفيما يلي نص الحوار..

* هل ينعكس إعلان التعاون الاستراتيجي العربي - الصيني على علاقة إيجابية مع أفريقيا، خاصة في ظل انعقاد القمة العربية الأفريقية في ليبيا خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؟

- الجانب الصيني هو المستفيد من هذه المنتديات لأنه الطرف الأقوى من حيث إمكانياته المادية والتقنية والسكانية. وكل المؤشرات تشير إلى ذلك. أما العرب فبعضهم لديه استثمارات، وهذا أعطى للصينيين اهتماما كبيرا جدا بالشراكة مع العرب. ولا شك أن الجانب الصيني بدأ في إعادة حساباته نحو المزيد من الدعم لقضايا العرب السياسية. وكانت هناك أربع أو خمس مداخلات من الجانب العربي أثناء الاجتماعات تؤكد على أهمية دعم الصين للقضية الفلسطينية، وتحدثنا معهم صراحة وقلنا لهم أنتم دولة كبيرة ولديكم تأثير على الساحة الدولية وعضو دائم في مجلس الأمن، وبالتالي أنتم، كشركاء لنا، فهذا يتطلب المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية لأننا لا نستطيع أن نتحدث فقط في قضايا حسابية وبيع وشراء وقضايا عامة دون دفاع عن القضية الأساسية: فلسطين. وعليه تحدثنا معهم بوضوح وعلى كل المستويات.

* حتى مع الرئيس هو جينتاو؟

- تحدثنا في ذلك أولا مع وزير الخارجية يانغ جيتشي، وبشكل تفصيلي، ثم مع رئيس الوزراء بوضوح حول هذه القضية، وبعد ذلك تحدثنا في الموضوع نفسه - قضية فلسطين - وكانت المداخلات مركزة على هذا الاتجاه.

* إذن لم يكن اللقاء مع الرئيس الصيني مجرد مجاملة متبادلة؟

- تحدثنا بصراحة، وبعيدا عن المجاملات، وأكدنا على الصداقة العربية الصينية، لكن لدينا مطالب وحقوقا عليكم، كدولة عظمى، الوفاء بها، وحتى من دون أن يطلب الجانب العربي الوقوف مع قضيته الأساسية، وقلنا لماذا تقوم الدول الأخرى بمداخلات في الدفاع عن الحق الفلسطيني في حين أن الصين لم تقم بذلك؟ وقلنا صراحة إن القضية الفلسطينية هي الباب الأول والأخير في كل علاقاتنا على المستوى الدولي وليس فقط على مستوى الصين.

* ألا تعني الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعرب أن أي اعتداء على الجانب العربي يعد اعتداء على الصين لحماية العلاقات الاقتصادية؟

- الصين دولة كبيرة ولها تاريخ سياسي كبير جدا، وهى تعرف واجباتها تجاه شركائها. والاستثمارات الصينية تدفعهم لأن يأخذوا دورهم الحقيقي لأن حجم التعامل مع الدول العربية غير موجود في مناطق أخرى.

* هل يمكن استثمار العلاقة العربية الصينية لصالح أفريقيا أيضا؟

- لا يوجد توازن بين الطرفين: أفريقيا والصين. الأفارقة لهم وضع مختلف غير وضع العرب.

* ضعيف أم قوي؟

- ضعيف.

* ألا ترى أن أفريقيا تمتلك الكثير من الثروات التي تستغلها الصين في تصنيع منتجاتها؟

- هذا من الناحية النظرية. لكن عمليا لا أعتقد ذلك، لأن البنية التحتية في أفريقيا ضعيفة، وحتى الاستثمار في أفريقيا تجد فيه الصين صعوبة. ولا شك أنها تحاول أن تعمل علاقات في أفريقيا. وهذا في مصلحة الصين وليس أفريقيا.

* هل قمت بمشاورات ثنائية مع بعض وزراء الخارجية العرب بوصفكم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية والقمة الاستثنائية المقبلة؟

- طبعا من دون شك، ونحن موجودون في مكان واحد، ومستوى التنسيق والتشاور العربي كبير جدا حقيقة.

* يدور الحديث حاليا حول الدعوة لعقد اجتماع للجنة الخماسية المكلفة، هل الهدف هو بحث مقترحات تطوير دورات العمل العربي ومقترح رابطة الجوار؟

- طبعا هذا هو برنامج الجامعة العربية، والأمين العام للجامعة هو الذي يتحدث عن هذا الموضوع. وهناك احتمال لعقد جلسة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة المبادرة وتطوير أداء العمل العربي المشترك، وسوف تعقد في مقر الجامعة العربية، ومعروف أن هذا المقترح جاء من الإخوة في قطر، حيث طلبوا عقد اجتماع للجنة الخماسية على مستوى الوزراء، وتوجد مشاورات، ولا خلاف على عقد هذه اللجنة الوزارية التي يتم الإعداد لها جيدا.

* هناك من يتحدث عن دعوة اللجنة الخماسية على مستوى القادة قريبا.. هل من مؤشرات لانعقادها؟

- هذا متروك للقادة العرب.. ونحن معهم.

* اقتربنا من موعد القمة الاستثنائية. هل من تحرك عربي نشط لإحراز التقدم المطلوب في الملفات التي طرحت في القمة العربية العادية في مارس الماضي؟

- نحن من مصلحتنا كعرب أن نتجاوز السلبيات والشكليات، وأن نعمل في كل ما يخدم القضايا العربية ولصالح الجميع. وليبيا تقوم باتصالات غير معلنة مع كل الأشقاء العرب على كل المستويات مع القادة والمسؤولين في منطقة الخليج وكل الدول العربية.

* هل التقيت مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في بكين؟

- نحن يلتقي بعضنا بعضا، ولا توجد أي شائبة. وأحيانا يتخيل الإعلام أشياء ليست موجودة إلا في أوراقه. وهناك من يصعد في خلافات هي بالأصل غير موجودة بيننا. ونحن نقول إن الاختلاف في الآراء والأفكار لا يعني خلافات عربية – عربية، وليس بالضرورة أن تكون أفكارنا متطابقة مائة في المائة. ولا بد من تعدد وجهات النظر.