عودة الطفل الهولندي الناجي الوحيد من حادث الطائرة الليبية لبلاده برفقة عمته وطبيبه الليبي

مسؤول ليبي: القذافي أمر بإعلان نتائج التحقيق أيا كانت.. والنائب العام يشدد على الشفافية

الطفل الهولندي روبن فان أشوت الناجي الوحيد في حادث تحطم الطائرة الليبية نقل على متن طائرة عسكرية خاصة من مطار معيتيقة العسكري بطرابلس إلى بلاده أمس (إ.ب.أ)
TT

عاد الصبي الهولندي روبن فان أشوت، الناجي الوحيد من حادث تحطم طائرة الخطوط الأفريقية، إلى بلاده أمس، على متن طائرة مجهزة طبيا في حين يستمر التحقيق لتحديد أسباب الكارثة.

وأقلعت الطائرة، وهي من نوع «سيسنا» الممهورة بعبارة «الإسعاف الجوي الليبي» من مطار معيتيقة العسكري في طرابلس.

وكانت الجامعة الهولندية للسياحة المسؤولة عن إعادة روبن إلى بلاده، أعلنت أن الطائرة ستحط في مطار إيندهوفن العسكري جنوبي هولندا. ورافق روبن خاله وعمته والطبيب الصديق بن دلة الذي تولى علاجه منذ إيداعه المستشفى في طرابلس.

وقال الطبيب قبيل إقلاع الطائرة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه سيبقى معه «الوقت اللازم» ووصف الطفل بأنه «كان مريضا مميزا جدا»، وأوضح أن «حالته مستقرة».

من جهة أخرى، شدد النائب العام الليبي لدى اجتماعه في العاصمة الليبية طرابلس، مع لجنة التحقيق في أسباب الحادث، على أن التحقيق لا بد من أن يتم بكل شفافية وأن يشمل الجوانب كافة ومع كل الجهات ذات العلاقة للوصول إلى الأسباب الحقيقية لحادث تحطم الطائرة.

وقالت مصادر ليبية وهولندية لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى اتفاق بين السلطات الليبية والهولندية على إخفاء حقيقة وفاة عائلة الصبي الهولندي عنه حتى يتماثل للشفاء الكامل خوفا من تعرضه لأزمة نفسية عنيفة.

وكشفت المصادر النقاب عن أن الطفل الهولندي تساءل خلال حديث مقتضب مع عمته عن كيفية وصوله إلى مستشفى الخضراء في وسط العاصمة الليبية طرابلس، كما تساءل عن مكان ومصير والديه وشقيقه لكنه لم يحصل على إجابات محددة.

ولفتت إلى أن الطفل سيحصل لدى عودته إلى هولندا على مساعدة من طبيب نفسي لإبلاغه بشكل تدريجي بحقيقة ما حدث وفقدانه لأسرته في الحادث المروع الذي أسفر عن مصرع 103 من ركاب الطائرة الليبية.

من جهته، عبر أمين عام وزارة الخارجية الهولندية عن عميق شكره وتقديره للجهود التي بذلتها ليبيا لإنقاذ الطفل الهولندي، وما وجده من مساعدة من الجهات الليبية كافة لمتابعة الحادث التي قضي فيه 62 راكبا من الجنسية الهولندية إلى جانب عدد من الجنسيات الأخرى.

وفي حين أبلغ مسؤول ليبي بارز «الشرق الأوسط» أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد أعطى توجيهاته بضرورة الإعلان الكامل عن نتائج التحقيقات أيا كانت، قال المستشار عبد الرحمن العبار النائب العام الليبي إنه والمحامي العام، يتابعان أعمال اللجنة لتسهيل إجراءاتها، في إطار الصلاحيات التي أعطيت لها بموجب قانون الطيران المدني والتشريعات المنظمة للطيران. ولفت العبار إلى أن القانون أعطى صلاحيات قانونية وقضائية لهذه اللجنة، وتمنى أن «تمارس عملها بكل قوة، وإحاطتنا بكل ما يعترض عملها من صعوبات أو مشكلات، وإطلاعنا أولا بأول حول ما إذا كانت هناك أفعال تختص بها النيابة العامة».

من جهته، استعرض رئيس لجنة التحقيق ضو ناجى الإجراءات التي تم اتخاذها فور وقوع الحادث، مشيرا إلى أنه من الناحية الفنية كان الحرص الشديد على حصر موقع تحطم الطائرة وتأمينه عن طريق أفراد الأمن الذين أكد أنهم تعاونوا بشكل جيد، والعثور على الصندوقين الأسودين. وقال إن الصندوق الأسود المكون من جزأين (مسجل المعلومات والمسجل الصوتي) تم العثور عليهما بعد ساعتين من وصولنا للموقع وجرى التحفظ عليهما. وأضاف: «إلى الآن وصل الزملاء من مكتب التحقيق الفرنسي ومن مصنع (إيرباص) ومن مكتب سلامة الطيران الهولندي واشتركوا معنا بعد أن تم إبلاغهم بأن ينضموا معنا للاشتراك في التحقيق.. وبدأنا بدراسة عامة لموقع الحادث الذي كان اتجاهه 94 درجة للشمال، أي بأربع درجات عن اتجاه المهبط، وكان انتشار الحطام على مساحة 800 متر مربع تقريبا». وتابع: «لم نلاحظ وجود أجزاء انفصلت من الطائرة قبل لحظة الاصطدام، ولا توجد أي آثار لحريق قبل الحادث، حيث إن الحريق الذي وجد على بعد 400 متر حدث بعد أول اصطدام بالأرض».

وأعلن أن اللجنة بدأت في تحديد القطع الأساسية للطائرة أو على الأقل الموجودة في الحطام للتأكد من أن الطائرة وصلت إلى الأرض كاملة، والتعرف على كل جزء والمكان الموجود فيه. وقال: «قطعنا الآن مسافة 150 مترا من 800 متر مساحة الانتشار، والموضوع ما زال يحتاج إلى دراسة أخرى والاستمرار، علما بأنه كان مقررا أن تعود اللجنة عصر أمس مجددا إلى موقع الحادث». إلى ذلك، وصل إلى ليبيا أمس المبعوث الأميركي العضو في لجنة التحقيق المشتركة، حيث شارك الخبير المتخصص في حوادث الطيران وعضو مركز تحقيقات سلامة الطيران، بمرافقة فريق لجنة التحقيق المكون من خبراء من ليبيا وفرنسا وأميركا وهولندا وجنوب أفريقيا، في معاينة مسرح الحادث وحطام الطائرة.