الأمير تركي الفيصل: العالم العربي أعطى أوباما فرصة لحل المشكلة الفلسطينية حتى سبتمبر

«عرب نيوز» تحتفل بمرور 35 عاما على تأسيسها كأول صحيفة ناطقة بالإنجليزية في السعودية

الأمير تركي الفيصل والأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة «الأبحاث والتسويق» ويظهر خالد المعينا رئيس تحرير «عرب نيوز» يلقي كلمته بمناسبة احتفال الصحيفة بمرور 35 عاما على تأسيسها (تصوير: أحمد فتحي)
TT

أكد الأمير تركي الفيصل سفير السعودية لدى واشنطن ولندن سابقا أن العالم العربي أعطى للرئيس الأميركي فرصة ومهلة حتى سبتمبر (أيلول) المقبل ليثبت صدق ما يقول وليتبع القول بالعمل، لحل المشكلة الفلسطينية وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني لإنشاء دولته.

وأوضح الأمير تركي الفيصل في كلمة أمس ألقاها في العاصمة السعودية الرياض بمناسبة احتفال صحيفة «عرب نيوز» بمرور 35 عاما على تأسيسها أنه إذا لم يتبع أوباما القول بالعمل ويجبر الحكومة الإسرائيلية على الاعتراف بحل الدولتين فإن عليه القيام بما قام به الرئيس ترومن مثل ما اعترف بإسرائيل عام 1947، حيث عليه أن يعترف بإنشاء الدولة الفلسطينية.

وطلب الأمير تركي الفيصل من الرئيس الأميركي أن يكون جريئا لإثبات ما قاله عمليا ويتيح لمنطقة الشرق الأوسط أن تعيش في سلام ووئام في ظل دولتين لهما نفس الحقوق وأن تكون هناك مفاوضات وإتاحة الفرصة للعرب ولكل من سورية ولبنان وغيرهما للتفاوض مباشرة مع إسرائيل.

وشدد الأمير تركي الفيصل الذي عمل في بلاده كرئيسا للاستخبارات العامة في وقت سابق، على أن الوضع في العراق لا بد أن يخضع لمواثيق الأمم المتحدة لضمان السلامة الإقليمية للعراق، لا سيما أن القوات الأميركية ستكون على مغادرة وشيكة للعراق في العام المقبل كما هو مقرر، مضيفا أن هذا هو الخيار الوحيد لمواجهة التحدي الذي تشكله عدة فصائل سياسية عراقية وتزيد مخاوف تقسيم العراق.

ووجه الأمير الفيصل انتقاده لبعض الدول المجاورة للعراق التي تحاول الاستفادة من الصراع الداخلي العراقي لفرض سيطرة على بعض محافظات العراق، مشيرا بالقول: «لقد شهدنا بالفعل التعدي على الأراضي العراقية بداية هذا العام».

واستطرد الأمير تركي: «إن الوضع المضطرب في العراق والنتائج المترتبة على ذلك من سفك دماء واحتمال نشوب حرب أهلية، يفرض حاجة ماسة لإيجاد آلية لحماية العراق من هذه التطورات، وضمانة دولية للبقاء كدولة ذات سيادة».

وقال الأمير تركي الفيصل إن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، يحاول «الاستحواذ» على نتائج الانتخابات التشريعية العراقية التي فاز بها منافسه إياد علاوي.

وتطرق الأمير تركي الفيصل إلى عدد من الملفات الأخرى في أفغانستان وباكستان وإيران، في كلمته التي ألقاها خلال احتفال أول صحيفة ناطقة باللغة الإنجليزية في السعودية صباح أمس بمناسبة مرور ثلاثة عقود ونصف على تأسيسها بحضور رفيع المستوى من مسؤولين وسفراء ودبلوماسيين في العاصمة السعودية الرياض بفندق الفيصلية.

من جهة أخرى اعتبر أن «ما تحتاجه أفغانستان حاليا هو مكافحة الإرهاب بطريقة فاعلة أكثر من بناء الأمة».

ورأى أنه لا ينبغي على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، «أن يعتقد أنه قادر على حل مشكلات أفغانستان بالوسائل العسكرية»، مضيفا: «طاردوا الإرهابيين على جانبي الحدود بين أفغانستان وباكستان واعتقلوهم أو اقتلوهم ثم ارحلوا واتركوا الشعب الأفغاني يهتم بمشكلاته». واعتبر أن «الطريقة غير السليمة التي تتعامل بها هذه الإدارة مع الرئيس كرزاي تثير الريبة والدهشة».

وتعد صحيفة «عرب نيوز» إحدى مطبوعات الشركة السعودية للنشر والأبحاث التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق - أكبر مجموعة إعلامية في منطقة الشرق الأوسط - والمدرجة أسهمها في السوق المالية السعودية، لتنضم إلى باقة الصحف اليومية القيادية التي تقدمها المجموعة.

وتأتي «عرب نيوز»، باعتبارها ناطقة باللغة الإنجليزية، ضمن باقة اللغات الأخرى التي تقدمها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق حيث تصدر عنها لغات أخرى هي «الأوردو» و«تاغالو» الفلبينية و«الملالويم» الهندية، تقدمها في السوق المحلية والإقليمية للجاليات المختلفة.

وجاء الاحتفال على تأسيس صحيفة «عرب نيوز» منذ 20 أبريل (نيسان) 1975 وحتى عام 2010، بحضور الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في واشنطن، والأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، وعدد من ممثلي القنصليات الأجنبية في المملكة وبعض رجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين ومسؤولي التحرير في بعض الصحف المحلية وغيرهم.

وأكد خالد المعينا رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» أن مسيرة صحيفة «عرب نيوز» الناجحة على المستوى المحلي والعالمي كانت وما زالت المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات التي تلبي احتياجات جميع القراء من المواطنين والمقيمين في المملكة والخليج، إضافة إلى اكتسابها مصداقية كبيرة على المستوى الخارجي حول العالم في نقل الصورة الصحيحة عن المملكة والإسلام ومنطقة الشرق الوسط.

وأضاف خلال كلمته أن الصحيفة تعد أحد مصادر المعلوماتية الهامة لوسائل الإعلام والمتابعين للشأن العربي عامة والسعودي على وجه الخصوص، مبينا أن الصحيفة قامت عبر هذه السنوات بإعداد الكثير من الملفات والملاحق المتخصصة التي تحمل بصمة في مسيرة العمل الصحافي التي عكست التطور الكبير الذي تشهده المملكة.

وبين المعينا أن الصحيفة دأبت دائما على نقل المعلومة والخبر الصحيح من خلال تطوير العمل الصحافي والتماشي مع المستجدات في الساحة الإعلامية، حيث كانت من أولى الصحف السعودية التي طبقت تقنية إلكترونية تفاعلية حديثة تعتمد على البرمجة الرقمية Augmented Reality في المملكة وذلك انطلاقا من حرص جريدة «عرب نيوز» على تطبيق أحدث البرامج والتقنيات الحديثة في عالم الاتصالات وذلك بمناسبة مرور 35 عاما على انطلاقها.