نائبة الرئيس السوري: لافتات تنتشر في عواصم عربية تعيد التقسيم السابق للمنطقة

قالت إن السلام الذي تريده سورية يختلف عن الخضوع الذي يريدون أخذها له

TT

وجهت نائبة رئيس الجمهورية السورية نجاح العطار انتقادا للسياسة الأميركية، وقالت إن إسرائيل مقتنعة بأن الولايات المتحدة «لن تتردد أبدا في دعمها وحمايتها.. حتى لو داست كل الأعراف الدولية» وأنها لذلك تتمادى في ممارساتها وجرائمها، وقالت العطار في كلمة خلال افتتاح مؤتمر عن (العروبة والمستقبل) تحت رعاية رئيس الجمهورية بدأ أعماله يوم أمس، إن السلام الذي تريده سورية «يختلف عن حمأة الخضوع والاستخذاء التي يريدون إلقاءها فيها» داعية إلى تصعيد «المد الكفاحي بموازاة العدوان الإسرائيلي».

ونبهت العطار إلى أن إسرائيل «تريد تهويد فلسطين كلها وليس القدس» وأنه لذلك جاءت قراراتها «التي تحاول بها أن تعبث بعروبة السكان العرب في فلسطين عام 1948 وفي الجولان وتعطي لنفسها الحق في بيع ممتلكاتهم إلى من يرغب من اليهود، وترحيلهم محولة فلسطين المقدسة إلى أرض مشتعلة بجرائمها المتواصلة» انطلاقا من «قناعتها بأن الأمة العربية المجزأة هي كم عددي فحسب وأن الولايات المتحدة لن تتردد أبدا في دعم إسرائيل وحمايتها.. حتى لو داست كل الأعراف الدولية». كما حذرت العطار من «خطر العبور الاستخباراتي التجسسي إلى عدد من الأقطار العربية» ومما يمارسه الغرب من نظرة تتسم بالاستعلاء والإنكار لكل ما عرفه التاريخ من سجايا العرب والاتهام بأمور كثيرة كالإرهاب ومن منطق التعسف والتعصب والتمويه للقهر الممارس على العرب والاعتداء على كرامتهم. وأشارت إلى أنه في ظل المشهد العربي الراهن أصبحت تنتشر في بعض العواصم العربية «لافتات تعيدنا إلى التقسيمات السابقة للمنطقة بدواعي ما يسميه البعض المصالح والارتباطات والظروف وضرورات الانسجام مع وضع دولي قاهر».

وأخذت العطار على «كتاب بأقلامهم المناهضة» دعوتهم إلى «نبذ التمسك بالمواقف القومية وإلى التخلي عن لغتها وعدم الاسترسال مع ما يصفونه بأحلام التاريخ اللاواقعية وإلى امتلاك المرونة الضرورية لمقاربة المجتمع الدولي بلغة الدبلوماسية الملساء ومنطق المجاملات الذي يفتقر إلى المصداقية». ورأت العطار أن «الجماهير العربية أكثر وعيا من أولئك الذين يدعون أنهم النخبة من السياسيين والمفكرين العقلانيين الذين يقدمون التنازلات على اسم السلام ثم لا تكون نتائجها إلا المزيد من الانهيارات والخسائر». وبدأت فعاليات مؤتمر «العروبة والمستقبل» صباح أمس وتستمر خمسة أيام بمشاركة أكثر من 150 مفكرا وباحثا من الدول العربية. وقد مثلت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار راعي المؤتمر في كلمتها التي قالت فيها إن المؤتمر يهدف إلى إقامة «حوار فكري ثقافي سياسي عميق بناء ومتواصل يرسم بالرؤية القومية الشاملة الخطط الجذرية المرتبطة بالأهداف الراهنة والمستقبلية للأمة من أجل الارتقاء بها وبناء الغد العزيز لها وحماية حقوقها ووجودها معا». وأوضحت أن سورية تؤمن بأنه «لا مستقبل للأمة العربية إلا باستمساكها بالعروبة عروة وثقى وبالتلاقي في مواجهة الخطر الداهم وبأن العرب ليسوا مجرد أنصار أو مؤيدين أو أشقاء للأقطار العربية في كل ما تعانيه.. بل هم جزء من معارك الأمة ولا بد من أن يلتقوا على موقف واضح صلب يطالب فعلا بالعدالة وبتحرير الأرض والقضاء على الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين والجولان وفي كل بقعة من أرضنا ويطالب بتحرير كل أرض محتلة وإنهاء المأساة التي يعاني منها العراق».

وعن الدوافع خلف إقامة هذا المؤتمر، قالت العطار: «إن إقامة هذا المؤتمر حول العروبة والمستقبل يأتي من إدراكنا حجم المحنة التي نعيش وبؤس الواقع الراهن الذي ابتلينا فيه بأبشع أنواع التشرذم والتفرق والانقسام والتناحر واللامبالاة وضمور الوعي».

وكان لافتا في الافتتاح الحضور اللبناني الكبير؛ حيث حضر ايلي فرزلي نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق والوزراء السابقون من لبنان بهيج طبارة وميشال سماحة وعصام نعمان وألبير منصور وطراد حمادة. ومن مصر الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري. وشخصيات سياسية وإعلامية عربية. والأمين العام للمجلس الأعلى السوري – اللبناني، والسفير السوري لدى لبنان، وعدد من السفراء العرب المعتمدين في دمشق، وحشد من الباحثين والمفكرين من مختلف الدول العربية.