ميتشل يبدأ جولة جديدة من المفاوضات اليوم.. والفلسطينيون يريدون «رسم الحدود».. والإسرائيليون عينهم على «الأمن»

فياض ماض في خطة «إقامة الدولة» بغض النظر عن مسار المفاوضات

TT

يمضي رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، قدما في خطته لإقامة دولة فلسطينية منتصف العام المقبل، بغض النظر عن المشكلات التي تواجه مسار المفاوضات التي تديرها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل. ولم يلق فياض بالا إلى حال المفاوضات عندما أطلق خطته في أغسطس (آب) الماضي، في حين كانت المفاوضات متوقفة، ولم يغير تقلب حال المفاوضات من مواصلة إصرار حكومته على استكمال الجاهزية والإعداد لإقامة الدولة حتى منتصف العام المقبل.

وعلى الرغم من أن خطة فياض تحظى بالدعم الدولي اللازم، فإنه دعا إلى ترجمة هذا الدعم إلى خطوات عملية ملموسة، كفيلة بوقف الممارسات الإسرائيلية التي تعرقل الجهود المبذولة، التي تقودها الولايات المتحدة بالنيابة عن اللجنة الرباعية، بهدف تحريك العملية السياسية.

واعتبر فياض أن إعطاء المصداقية للعملية السياسية يتطلب إلزام إسرائيل بالوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية، وخاصة في القدس الشرقية، ووقف الاجتياحات للمناطق الفلسطينية، وتمكين السلطة الوطنية من الوجود الأمني في جميع التجمعات السكانية الفلسطينية، بالإضافة إلى رفع الحصار ونظام الإغلاق المفروض على قطاع غزة. وقال فياض إن تحقيق هذه القضايا يشكل مؤشرا على الجدية المطلوبة لكي تفضي العملية السياسية إلى إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وجاءت تصريحات فياض قبل يوم من لقاءات يبدؤها المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في المنطقة، في ثاني جولة من المفاوضات غير المباشرة، يلتقي خلالها ميتشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الأربعاء. وينتظر أبو مازن أن يسمع من ميتشل موقف الإدارة الأميركية من إعلان إسرائيل استمرار الاستيطان في القدس. وأكد صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أن لقاء أبو مازن بميتشل سيكون يوم الأربعاء، وقال لإذاعة «صوت فلسطين»: «إن اللقاء سيركز على موضوعات الحدود والأمن من أجل رسم دولتين على حدود عام 1967». وأبدى عريقات مجددا استعداد السلطة لإجراء تبادل في الأراضي، وقال: «إنه من الممكن إجراء تبادل طفيف للأراضي من حيث القيمة والمثل بين الجانبين من دون أن يجحف هذا بالمساحة الكلية لأراضي 4 يونيو (حزيران) 1967». وفي وقت يتطلع فيه الفلسطينيون إلى تحديد حدود دولتهم في أولى خطوات هذه المفاوضات، فإن الإسرائيليين يهتمون بالدرجة الأولى بالقضايا الأمنية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إنه «يمكننا تحقيق السلام إذا كنا نلتقي قادة شجعانا، وإذا كنا نعرف كيف نضع ترتيبات تضمن أمن إسرائيل». وأضاف نتنياهو في سياق جلسة لكتلة الليكود: «إنه يمكن استخلاص العبر من الشجاعة التي أبداها بيغين والرئيس المصري الراحل أنور السادات بتوقيعهما اتفاقية السلام بين البلدين، تصمد حتى أيامنا هذه».

وسيحاول ميتشل تقريب الهوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القضايا محل النقاش، وسيتنقل ميتشل بين أبو مازن ونتنياهو، إذ يقود كلاهما وفدي التفاوض، على أن تنتهي المفاوضات غير المباشرة في غضون 4 أشهر، يصار بعدها إلى إطلاق مفاوضات مباشرة، أو التوجه إلى مجلس الأمن، حسب النتائج. لكن استمرار إسرائيل في بناء مستوطنات في القدس، قد ينسف استمرار المفاوضات غير المباشرة.