إحياء ذكرى نكبة فلسطين مر فاترا.. وعباس لم يلق كلمته المعتادة

محلل سياسي: هذا دليل على الفوضى والارتجالية وغياب المؤسسة الفلسطينية

سيدتان فلسطينيتان تتظاهران في مدينة رام الله في الضفة الغربية بمناسبة ذكرى النكبة (أ.ب)
TT

مرت الذكرى الثانية والستون لنكبة الشعب الفلسطيني «فاترة» في الأراضي الفلسطينية، على غير العادة، واكتفى الفلسطينيون بإطلاق صفارات إنذار في وضح النهار، وتنظيم بعض المسيرات المتفرقة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وغابت لأول مرة المشاركة الرسمية الفلسطينية عن فعاليات إحياء النكبة، وبخلاف السنوات السابقة لم يُلقِ الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة بهذه المناسبة.

وقال المحلل السياسي هاني المصري لـ«الشرق الأوسط»: «أمرهم غريب!». وأضاف: «الذكرى هذا العام تستحق اهتماما خاصا؛ الاستعمار مستمر، والانقسام مستمر، والمفاوضات متعثرة».

واعتبر المصري أن عدم إلقاء أبو مازن خطابا في هذه المناسبة «سقط سهوا». وأضاف: «هذا دليل واضح على كيفية إدارة الأمور في مؤسسات السلطة». وزاد قائلا: «هناك ارتجالية ومزاجيه وفوضى وغياب مؤسسات».

واختار الفلسطينيون إحياء ذكرى النكبة بإطلاق صفارات إنذار في الساعة 12 ظهرا يوم الأحد. وكان مطلوبا من الفلسطينيين في الشوارع أن يتوقفوا 60 ثانية إيذانا بانطلاق فعاليات النكبة، لكن هذا لم يحدث إذ لم يعرف كثير من الفلسطينيين سبب إطلاق الصفارات.

ونظمت منظمة التحرير الفلسطينية مسيرة أمس انطلقت من أمام ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات، في رام الله، واعتلى الشبان أربع سيارات شحن قديمة كتلك التي نقلت الفلسطينيين الذين أجبروا على الرحيل من قراهم ومدنهم عام 1948.

وعلق الفلسطينيون على الشاحنات القديمة شعارات «متمسكون بالأرض ولا بديل عن العودة» و«الإبعاد والترحيل استمرار لسياسة التمييز العنصري»، و«حق العودة خط أحمر».

وجابت المسيرة الشعبية شوارع رام الله، وارتدى الكثير من الشبان المشاركين في المسيرة قمصانا سوداء كُتب عليها «أيوب صاح اليوم ملء السماء لا تجعلوني عبرة مرتين»، نقلا عن إحدى قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمد درويش، كما رفعوا أعلاما فلسطينية، وكوفية فلسطينية كبيرة تمتد عدة أمتار.

وقال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إن «شعبنا وهو يحيي كل عام ذكرى النكبة إنما يعلن تمسكه وإصراره على نيل حقوقه، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين».

وأضاف عبد الرحيم: «عندما نطالب بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين إنما نطالب بالحق والعدالة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي كفلت لنا ذلك، وفي مقدمتها القرار 194 ومبادرة السلام العربية».

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبد الرحيم ملوح: «في هذا اليوم نؤكد حقنا في هذه الأرض وعودة شعبنا. وهذا الاغتصاب لن يدوم». وأضاف: «النضال سيستمر وليس للنضال تاريخ ولا بداية ونهاية».

وفي غزة، خرجت مسيرات فصائلية إحياء لذكرى النكبة، ضمت فصائل كبيرة مثل حماس والجهاد الإسلامي. وسلم قياديون في الحركتين رسالة إلى نائب مبعوث الأمم المتحدة، ليقدمها إلى الأمين العام، جاء فيها أن الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة وبثوابتهم وحقوقهم الوطنية، في وقت ما زالوا فيه مشردين بفعل النكبة التي حلت بهم منذ 62 عاما.

وحملَت الرسالة الأمم المتحدة المسؤولية لكونها تتعامل مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون، مؤكدة أن هذا الوضع لا يأتي بسلام للمنطقة، وطالبت بالتحرك الفعلي الجاد من أجل حل القضية الفلسطينية حسب القرارات الشرعية وضمان حقوق شعبنا.

ويحيي الفلسطينيون في 15 من مايو (أيار) كل عام ذكرى النكبة، تأكيدا منهم على التمسك بحق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم.

وطالما شهدت هذه المسيرات تسليم لاجئين كبار في السن مفاتيح بيوتهم إلى أحفادهم في خطوة رمزية للتأكيد على أن حق العودة فردي ولا يسقط بالتقادم.

وشهدت سنوات ماضية فعاليات واسعة وضخمة، لم تخلُ من تجاذبات بين قوى اللاجئين والقيادة الفلسطينية حول موضوع حق العودة.