الجزائر تسلم النيجر أحد رعاياها يعتقد أنه باع مواطنا فرنسيا لـ «القاعدة» في منطقة الساحل

واغي عابدين خطف مع الفرنسي قبل الإفراج عنه بعد 4 أيام في مالي

المرشد الإيراني آية الله خامنئي لدى استقباله الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في طهران أمس (رويترز)
TT

سلمت السلطات الجزائرية أحد رعاياها للنيجر، يعتقد أنه باع الفرنسي ميشال جيرمانو المحتجز لدى تنظيم القاعدة. ويتعلق الأمر بسائق الرهينة الذي أشيع بأن التنظيم المسلح أطلق سراحه، أياما بعد حادثة الخطف.

ونقلت وكالة «رويترز» عن «مصدر في سلك القضاء» بالنيجر، أمس، أن سلطات البلد سجنت سائق السائح الفرنسي، ميشال جيرمانو، الذي يحتجزه تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بمنطقة الصحراء الشمالية في النيجر. ووجه له القضاء في النيجر تهمة «التواطؤ» في عملية خطف المواطن الفرنسي.

وساد اعتقاد في اليوم التالي للاختطاف الذي وقع في 22 أبريل (نيسان) الماضي، بأن السائق واغي عابدين خطف مع الفرنسي قبل الإفراج عنه بعد 4 أيام في مالي. وعاد إلى الجزائر على ظهر جمل، بعد أن ضل الطريق في الصحراء، بحسب شخص يقيم قرب الحدود بين الجزائر والنيجر.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر يشتغل على الملف، إن عابدين ينتمي إلى قبيلة طرقية تتنقل بين النيجر والجزائر.

وذكر مصدر «رويترز» أن القاضي المحقق في القضية اتهم عابدين بالتورط في عملية الخطف. ويوجد المتهم حاليا في سجن مدني بالعاصمة، نيامي.

وأضاف المصدر أن الجزائر سلمت عابدين إلى النيجر بداية الأسبوع الماضي. وأوضح مصدر لـ«الشرق الأوسط» أن طلب التسليم تضمن تأكيدات نيجرية بأن سلطات البلاد تملك أدلة، على أن عابدين باع المواطن الفرنسي لأتباع أسامة بن لادن في صحراء الساحل الأفريقي، مقابل مبلغ مالي.

يشار إلى أنه المرة الأولى التي يعرف فيها بأن الجزائر سلمت أحد رعاياها لدولة أجنبية، بسبب تورطه في الإرهاب. ونشأت أزمة حادة بين الجزائر ومالي بسبب رفض باماكو تسليم جزائريين معتقلين، يعتبران من ركائز الجماعات الموالية لـ«القاعدة».

وأفرج القضاء المالي عن الجزائريين رفقة موريتاني وبوركينابي، شهر فبراير (شباط) الماضي في مقابل إطلاق سراح المواطن الفرنسي بيير كامات.

وأعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن خطف ميشال جيرمانو (78 عاما) الجمعة الماضي. وقال إن «مطلب المجاهدين الشرعي من فرنسا مقابل إطلاق سراح مواطنها، هو إطلاق سراح أسرانا الذين ستصل المفاوض الفرنسي قائمة بأسمائهم».

ويعتقد على نطاق واسع أن الخاطفين يدفعون فرنسا إلى ممارسة ضغوط على حكومات المنطقة التي تعتقل مسلحين سلفيين، خصوصا موريتانيا التي تعج سجونها بأنصار التيار السلفي الجهادي المتعاطفين مع التنظيمات المحسوبة على «القاعدة».

وقال زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال، للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي: «أنا المسؤول الأول والأخير عن حياة مواطنكم، وإننا لنحرص كل الحرص على فك أسرانا المغيبين ظلما وعدوانا في سجونكم وسجون عملائكم، فإن أردتم سلامة المختطف فما عليكم إلا المسارعة إلى تلبية المطلب المشروع للمجاهدين، وقد أعذر من أنذر».

وأنشأت الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر، مقرا عسكريا بتمنراست (جنوب الجزائر) الشهر الماضي، سيكون منطلقا لحملات عسكرية ضد معاقل المسلحين في الصحراء. وتفيد تقارير أمنية أنه إذا لم تتخذ إجراءات في الميدان، فإن الإرهابيين قد يحولون الصحراء الأفريقية إلى ملاذ آمن، على غرار الصومال أو اليمن، ويستخدمونها لشن هجمات.