القذافي يتفادى التعليق على تحطم الطائرة الليبية في أول ظهور إعلامي له منذ الحادثة

مصدر: من السابق لأوانه التكهن بأسباب الكارثة الجوية

TT

في أول ظهور إعلامي له منذ حادث تحطم الطائرة الليبية، الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، تفادى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الحديث عن الحادث الذي أسفر عن مصرع 103 من الركاب ينتمون إلى جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى طاقم الطائرة الليبي المكون من 11 شخصا، ولم يُشِر إليه مطلقا بكلمة واحدة.

وفي لقاء عقده أول من أمس مع المنسقين العامين للقيادة الشعبية الاجتماعية في ليبيا، التي سبق له أن رشح نجله الثاني سيف الإسلام لتولي رئاستها مؤخرا، جدد القذافي التأكيد على أهمية دور هذه القيادة، وأشار إلى إمكانية إعادة النظر في اللائحة الخاصة بمهامها لكي تضطلع بدورها المهم.

وعزت مصادر ليبية رسمية لـ«الشرق الأوسط» تجاهل القذافي لحادث الطائرة إلى رغبته في عدم التأثير على عمل اللجنة الرسمية المكلفة التحقيق في أسباب سقوط الطائرة، علما بأن لجنة التحقيق تضم خبراء من ليبيا وفرنسا وهولندا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة. وقال مسؤول رفيع المستوى في شركة الخطوط الجوية الأفريقية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس: «فهمنا أن السلطات (الليبية) وجهت تعليمات رسمية بعدم التحدث إلى أي من وسائل الإعلام، حتى لا يتأثر التحقيق، ولتفادي إحداث بلبلة لدى الرأي العام المحلي والدولي».

وأوضح المسؤول ذاته، الذي طلب عدم تعريفه، أن التقرير المبدئي عن الحادث الذي نجا منه طفل هولندي واحد سيصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن التقرير الذي كان مقررا صدوره قد تأخر بعض الوقت لأسباب فنية، على حد تعبيره.

وقال مصدر ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إنه من السابق لأوانه التكهن بأسباب تحطم الطائرة المنكوبة، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق قامت بزيارة موقع الحادث وأنها في انتظار تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة. وشكك في ما نقلته محطة «سي إن إن» الأميركية عن مصادر ليبية من أن انخفاض الرؤية الناجم عن الضباب والتراب شكّل ظروفاً جوية سيئة للهبوط ربما أسهم في تحطم الطائرة.

من جهتها أعلنت الشركة المالكة للطائرة في بيان لها أنه تم التعرف علي جنسية آخر ضحية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا الهولنديين إلى 68، مشيرة إلى أنها جهزت مركزا لمساعدة أسر الضحايا الذين وصلوا إلى طرابلس، والذين سيصلون لاحقا، بالإضافة إلى تخصيص فندق باب أفريقيا (كورنثيا) في العاصمة الليبية طرابلس كمركز إعلامي لتغطية الحدث.

إلى ذلك، أصدرت شركة «الغد» للخدمات الإعلامية المحسوبة على المهندس سيف الإسلام القذافي بيانا نددت فيه بالاعتداء الذي تعرضت له إحدى صحافياتها، مبروكة منصور، أول من أمس، وحملت فيه إدارة مستشفى «الخضراء» بطرابلس المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة على حياتها. وقالت الشركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه تم الاعتداء على مبروكة في أثناء تأدية عملها في نقل آخر مستجدات ملف الطفل الهولندي الناجي الوحيد بالمستشفى، ما أدى إلى خلع ذراع الصحافية وكسر يدها. وقالت الشركة إنها إذ تكبر بشجاعة موقف الصحافية وإصرارها على القيام بواجبها المهني، فإنها تضع ملف القضية بين يدي القضاء الليبي الذي تثق في عدالته ونزاهته، ليقول كلمة الفصل في القضية، ويعيد للصحافيين والصحافة الليبية هيبتها وكرامتها.

وقالت مصادر إعلامية ليبية إن النيابة العامة قررت توقيف الصحافية لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليها تهمة الاعتداء على موظف عمومي، علما بأن مركز شرطة أبو سليم في العاصمة طرابلس احتجز لعدة ساعات 3 صحافيين.