بانكوك: وفاة «الجنرال الأحمر» إثر إصابته برصاصة قناص

انتهاء مهلة الحكومة التايلاندية لإخلاء موقع الاحتجاجات

شارع تجاري وسط العاصمة بانكوك خلا من المارة أمس في انتظار تجدد الاشتباكات بعد انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة (إ.ب.أ)
TT

ارتفعت حصيلة قتلى المصادمات بين الجيش التايلاندي والمتظاهرين المطالبين باستقالة الحكومة في العاصمة بانكوك إلى 36 قتيلا و244 مصابا. وتوفي أحد زعماء حركة «القمصان الحمر» الذي كان قد أصيب برصاصة قناص خلال مظاهرات الأسبوع الماضي المناوئة للحكومة كما أكدت مصادر طبية أمس. وقال مسؤولو المستشفى الذي كان يتلقى فيه زعيم المعارضة، الجنرال خاتيا ساواسديبول، المعروف باسم سيه داينغ أو القائد الأحمر، العلاج إثر جروح أصيب بها بطلقة قناص. وكانت الحكومة التايلاندية قد أعلنت أول من أمس عن خطط لفرض حظر التجول في العاصمة، بانكوك، على خلفية استمرار المواجهات بين القوات الحكومية وجماعة «القمصان الحمر» المناهضة للحكومة. وجاء الإعلان فيما شوهدت سحب الدخان تغطي الشوارع، حيث دوت أصوات الطلقات النارية. وقال العقيد سانسيرن كاسكامنيرد، من «مركز قرارات الأوضاع الطارئة»، إنه، وخلال ساعات الحظر، لن يسمح للأفراد بالوجود في الشوارع التي تحولت لساحة معارك أثناء المواجهات المريرة بين الجانبين، وراح ضحيتها 36 شخصا منذ الخميس، بينهم جنديان من قوات الجيش. وكان أحدث الضحايا الجنرال سيه داينغ، الذي انضم لحركة احتجاجات «ذوي القمصان الحمر»، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة صباح أمس في أحد مستشفيات العاصمة التايلاندية متأثرا بإصابته بطلق ناري في رأسه أطلقه عليه قناص الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة التايلاندية إجراء محادثات مع المتظاهرين بوساطة تدعمها الأمم المتحدة. أصيب «قائد القمصان الحمر» أثناء إدلائه بتصريحات لصحافيين تايلانديين وأجانب بالقرب من متاريس أشبه بتلك التي كانت تصنع في العصور الوسطى صممها من الإطارات وأعواد الخيزران بمنطقة تسوق راقية يحتلها المتظاهرون منذ خمسة أسابيع. ووقع إطلاق النار الخميس بعد بضع ساعات من بدء الجيش تطويق الموقع الذي يحتله المحتجون. وكان الميجور الجنرال المارق محبوبا بنفس قدر ما كان يكنه له البعض من كراهية. وبينما كانت السلطات التايلاندية تصفه بأنه إرهابي خطير كان أنصاره يجلونه كبطل عسكري حقق النصر في 20 معركة. وحملته الحكومة مسؤولية عشرات الهجمات بالقنابل التي أسفرت عن إصابة أكثر من مائة. ونظرا لموقف خاتيا الذي لا يتزعزع والاحترام الذي يكنه له المئات من أصحاب القمصان الحمر كان مثار جدل دائما. وقال في مقابلة مع «رويترز» يوم الثلاثاء الماضي وهو يرتدي زيا مموها: «لو كان الأمر بيدي لواصلنا القتال حتى ديسمبر (أيلول) المقبل أو حتى يزج برئيس الوزراء في السجن». وكان ينظر للضابط الذي سبق معاقبته لخروجه عن النظام على أنه خطير ولا يمكن الوثوق به حتى من جانب قادة أصحاب القمصان الحمر الآخرين.

وقال يوم الثلاثاء: «القادة الحاليون يتآمرون مع الحكومة. وتعتقد الحكومة أنه ربما ساعد في تجنيد وتدريب مسلحين مجهولين يتشحون بالسواد متهمين بالتورط في مصادمات دموية وقعت في العاشر من أبريل (نيسان) بين القوات والمحتجين وأسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 800. ونفى خاتيا مسؤوليته وانتقد الجيش بسبب أساليبه الفاشلة، وطلب من الجنود الابتعاد عن موقع الاحتجاج وإلا واجهوا القوة الكاملة لمئات من حرس أصحاب القمصان الحمر المستعدين للموت في المعركة. وجعل منه تحديه ودعوته إلى القتال هدفا سهلا للسلطات التي سعت إلى إظهار تشدد المحتجين. إلى ذلك، انتهت المهلة التي حددتها السلطات التايلاندية للمتظاهرين لإخلاء موقع احتجاجاتهم المحصن بالمتاريس في قلب العاصمة بانكوك بعد ظهر أمس (بالتوقيت المحلي)، في الوقت الذي امتدت فيه أعمال التمرد إلى مناطق أخرى.

وكان مسؤولون عسكريون قد أعطوا آلاف المتظاهرين مهلة حتى الساعة الثالثة بعد ظهر أمس (بالتوقيت المحلي) لإخلاء حي راتشابراسونغ التجاري، وإلا سيواجهون إلقاء القبض عليهم وعقوبة بالسجن لمدة عامين. وأسقطت طائرة استطلاع تابعة للجيش نسخا من الأمر الذي أصدره مركز حسم المواقف الطارئة، غير أن المحتجين ردوا بإطلاق صواريخ محلية الصنع على الطائرة. وقال مركز إيراوان لخدمات الطوارئ في بانكوك إن 35 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 244 آخرون في موجة الاضطرابات منذ مساء الخميس الماضي. يذكر أن آلاف المتظاهرين يسيطرون على الحي التجاري وسط بانكوك منذ الثالث من أبريل (نيسان) الماضي. ويطالب المتظاهرون بالحل الفوري للبرلمان وإجراء انتخابات جديدة، ويدعمهم رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق والهارب تاكسين شيناواترا، الذي أطيح به في انقلاب عسكري في عام 2006، سياسيا وماليا. وقالت الحكومة التايلاندية أمس إنها ستدرس إجراء حوار مع المحتجين لإنهاء الأزمة في البلاد إذا أبدى المحتجون صدقهم تجاه المصالحة وأوقفوا هجماتهم. وقال بانيتان واتاناياجورن المتحدث باسم الحكومة في كلمة أذاعها التلفزيون: «نصر على أن يكونوا صادقين في بذل أي جهد من أجل عودة البلاد لطبيعتها. يجب أن تعكس تصرفاتهم صدقهم من أجل إحلال الأمن من جديد. الحكومة مستعدة للمضي قدما في إجراء مفاوضات عندما ينزع فتيل الأوضاع السائدة وعندما تنتهي الاحتجاجات ويتوقف العنف والهجمات التي تستهدف السلطات».