مبارك في زيارة لإيطاليا لتقييم الأوضاع في حوض النيل وبحث قضايا المنطقة

تشهد التوقيع على 24 اتفاقية لتفعيل التجارة بين البلدين

الرئيس الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، يرحب بنظيره المصري، حسني مبارك، في القصر الرئاسي بروما، أمس (أ.ب)
TT

في ما يعد زيارته الخارجية الأولى عقب العملية الجراحية التي أجراها مطلع مارس (آذار) الماضي، بدأ الرئيس المصري حسني مبارك زيارة رسمية إلى إيطاليا أمس تستغرق يومين، يرافقه وفد يضم كلا من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ورئيس المخابرات عمر سليمان، ورئيس الديوان الرئاسي الدكتور زكريا عزمي، والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد، ووزراء التعاون الدولي فايزة أبو النجا، والإعلام أنس الفقي، والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، والزراعة أمين أباظة، وعددا من رجال الأعمال، بينما ينضم إلى الوفد لاحقا وزير الثقافة فاروق حسني.

يبحث مبارك مع نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب العلاقات الثنائية، إلى جانب عقده للقمة الثالثة للمشاركة الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، حيث سيتم التوقيع على 24 اتفاقا جديدا ومذكرات تفاهم في عدد كبير من المجالات.

ويرأس الرئيس مبارك خلال الزيارة الجانب المصري في اجتماعات القمة الاستراتيجية المصرية - الإيطالية في دورتها الثالثة المقرر لها 19 مايو (أيار) من كل عام، ويرأس الجانب الإيطالي فيها رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، حيث تتم مناقشة مجمل القضايا الإقليمية والدولية والأوضاع في منطقة المتوسط وجهود كل من القاهرة وروما لبناء علاقات قوية ومتطورة والتنسيق السياسي بين الجانبين المصري والإيطالي فيما يتعلق بالقضايا الحساسة وتوحيد وجهتي نظرهما في المؤتمرات الدولية، ومن بين القضايا التي سيبحثها مبارك خلال الزيارة تقييم الأوضاع في أفريقيا وخاصة بالنسبة للسودان والصومال وجيبوتي ومنطقة البحيرات العظمى وحوض النيل لما لهذه القضايا من أهمية بالنسبة للبلدين. من جانبه، صرح السفير سليمان عواد أن القمة الثالثة ستتناول العلاقات الثنائية، على ضوء القمة الثانية التي عقدت بينهما في مدينة شرم الشيخ العام الماضي، والتعاون في مختلف مجالات الاستثمار والتجارة، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتدريب العمالة. إلى جانب مجمل الوضع في منطقة الشرق الأوسط وجهود إحياء عملية السلام مع قرب انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتطورات الأوضاع في العراق واليمن والسودان والقرن الأفريقي خاصة الصومال، إضافة إلى الاهتمام الإيطالي بالاستماع إلى وجهة نظر الرئيس مبارك وتقديره حول الملف النووي الإيراني والأزمة النووية الإيرانية مع الغرب، في ضوء الاتفاق الذي وقع أول من أمس بين إيران وكل من تركيا والبرازيل، والتنسيق بين القاهرة وروما في ما يتعلق بالموضوعات الخاصة بالاتحاد من أجل المتوسط والمقرر عقد دورته القادمة في برشلونة في يونيو (حزيران) المقبل. وأوضح عواد أن مبارك وبرلسكوني سيشهدان تبادل وزيري خارجية البلدين أحمد أبو الغيط وفرانكو فراتيني وثائق التوقيع على 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وإعلان، يتم التوقيع عليها في مجالات الزراعة والنقل والصحة والتعليم والتدريب المهني، بين الوزراء المعنيين. مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع الممر الأخضر لربط الموانئ الإيطالية بمصر لسرعة نقل البضائع من الخضراوات والفاكهة إلى السوق الأوروبية، وذلك من خلال ربط ميناءي دمياط وبورسعيد بميناء بكرستيا، وميناء الإسكندرية بفينيسيا، الذي من المقرر تدشينه غدا الخميس في احتفالية يشهدها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المشرف على تنفيذ ملف زيادة الصادرات المصرية ومضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى عشرة مليارات يورو خلال السنوات الخمس القادمة.

إضافة إلى بحث مراحل إنشاء الجامعة الإيطالية في مصر، التي أمر الرئيس بتخصيص الأرض لها على أن تكون مخصصة للتعليم الفني، وعلى أن تبدأ الدراسة بها عام 2017.

ومن المتوقع أن يعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام مباحثاتهما يلقي فيه كل منهما كلمة تستعرض مجمل نتائج مباحثاتهما، ثم يقيم رئيس الوزراء الإيطالي مأدبة غداء تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له.

وقال عواد إن الرئيس مبارك يولي أهمية كبرى لزيارته لإيطاليا، التي تمثل استمرارا للإطار الرسمي الذي تم إرساؤه عام 2008 بالتعاون المعزز في إطار ما اصطلح على تسميته بالمشاركة الاستراتيجية، ونتج عنه تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن كلا من مصر وإيطاليا تربطهما علاقات وثيقة ليس فقط مع بدء العلاقات الاستراتيجية العام الماضي، وإنما تمتد لعلاقات وثيقة جمعت بين الرئيس مبارك وبرلسكوني منذ حكومته الأولى، واستمرت بعمق مع حكومة رومانو برودي ثم عادت مرة أخرى أكثر قوة في الحكومة الثانية لبرلسكوني، وأن هذا العمق هو الذي أهلها للتعاون المعزز والمشاركة الاستراتيجية، التي أعطت زخما جديدا في العلاقات الثنائية.