بغداد: معظم المعتقلين الذين أفرج عنهم الأميركيون تسلموا مناصب في «القاعدة»

تحذيرات من تدهور الأمن شمال العاصمة بعد إطلاق سراح 40 قياديا

كتب وصور تعود لرئيس النظام العراقي السابق عثرت عليها القوات العراقية أثناء مداهمات في منطقة أبو غريب (أ.ب)
TT

أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع أمس أن أغلب المعتقلين الذين أفرجت عنهم القوات الأميركية، تسلموا مناصب قيادية في تنظيم القاعدة. وأوضح اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد في مؤتمر صحافي عرض فيه خلية من تنظيم القاعدة تضم 10 أفراد يقودها شخص كان معتقلا لدى القوات الأميركية أن «أغلب المعتقلين الذين كانوا داخل السجون الأميركية وأطلق سراحهم عاودوا العمل بامتياز عال في الإجرام والإرهاب». وأضاف أن «الكثير منهم تسلموا مناصب قيادية في تنظيم القاعدة».

وقال اللواء عطا إن «القوات الأميركية قبل توقيع الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن كانت لها صلاحية بإطلاق سراح المعتقلين لديها من دون الرجوع إلى السلطات العراقية». وتابع «لكن بعد الاتفاقية اختلفت الحال، وتم تحديد ذلك بحصر جميع الذين يطلق سراحهم بمذكرة توقع بين الجانبين وتتابع جميع عمليات الإفراج»، مؤكدا «تسلم عدد كبير من المعتقلين لدى القوات الأميركية».

وكانت القوات الأميركية تعتقل أكثر من 20 ألف شخص قبل توقيع الاتفاقية الأمنية مع بغداد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. ويبلغ عدد المعتقلين حاليا لدى القوات الأميركية أقل من 10 آلاف.

وشدد عطا على ضرورة «متابعة من أطلق سراحه في الفترات السابقة»، مشيرا إلى أن «السلطات طلبت من القوات الأميركية قاعدة بيانات وقد تسلمناها حاليا». وأكد أن «الكثير من هؤلاء (المعتقلين) دخلوا المعتقلات الأميركية بأسماء مزورة».

كما حذر أحمد الزركوشي، مدير ناحية السعدية، أمس من زيادة أعمال العنف في مناطق شمال شرقي العراق بعد إطلاق سراح أكثر من 40 شخصا كانوا معتقلين لدى القوات العراقية بينهم قيادات بارزة في تنظيم القاعدة في مدينة بعقوبة (57 كلم شمال شرقي بغداد).

وقال الزركوشي لوكالة الأنباء الألمانية، إن «جميع الدلائل تشير إلى احتمالية ازدياد وتيرة العنف خلال الأسابيع القادمة في مناطق السعدية الواقعة في الجانب الشرقي للعراق والتابعة لقضاء خانقين شرق بعقوبة جراء إطلاق سراح 40 شخصا كانوا معتقلين لدى قوات الشرطة، أغلبهم قيادات بارزة في تنظيم القاعدة، بينهم مسؤول إعلام التنظيم لمناطق تلال حمرين أحمد عبد الستار وشقيقه مسؤول استخبارات التنظيم وهاب عبد الستار فيما تمكن شقيقهم الأكبر حسين عبد الستار مسؤول تنظيم القاعدة في سلسلة حمرين من الفرار إلى جهة مجهولة».

وأضاف الزركوشي أن «إطلاق سراح عناصر (القاعدة) أسهم في عودة أعمال العنف مجددا إلى مناطق السعدية حيث شهدت الأيام الأخيرة مقتل إمام وخطيب جامع الناحية عبد الله شكور جاسم الذي قتلته عناصر (القاعدة) بعد اقتحام منزله ثم قاموا بذبحه وتعليق رأسه على أحد الأعمدة وسط الناحية بهدف إثارة الرعب في نفوس المواطنين، بالإضافة إلى مقتل أحد وجهاء الناحية سيد خليل محمد بندر بإطلاق للنيران من قبل عناصر (القاعدة)».

وطالب المسؤول القيادات الأمنية «بتعزيز جهدها الأمني في مناطق السعدية وحمرين للقضاء على العناصر المسلحة مع دراسة ملفات جميع أفراد الأجهزة الأمنية لمنع تغلغل عناصر (القاعدة) ضمن صفوف الشرطة والجيش».