عراقيون يتبادلون قوائم بأسماء ضباط في الجيش والمخابرات السابقين مهددين بالاغتيال

مسؤول أمني: هذه أحد أساليب «القاعدة» لإذكاء حرب طائفية

TT

على الرغم من إدراكه بأن ما يقوم به قد يشكل خطرا على حياته وحياة عائلته، فإن أبو محمد، الذي نتحفظ على اسمه الكامل لدواع أمنية، قرر أن يطرق أبواب من حصل على عناوينهم من ضباط الجيش العراقي السابق والمخابرات، من الذين أُدرجت أسماؤهم في قوائم تم تبادلها عبر البريد الإلكتروني، بدعوى أنهم سيصبحون أهدافا للميليشيات في العراق. ويقول أبو محمد لـ«الشرق الأوسط» إن قائمة بأسماء نحو 200 شخص وصلته عبر البريد الإلكتروني، بعضهم يقيم في مناطق الدورة والسيدية والمنصور والحرية والكاظمية في بغداد. مشيرا إلى أن القائمة مصحوبة بتنبيه بأن هذه الأسماء ستكون ضمن حملة الاغتيالات القادمة التي ستشهدها بغداد.

وكانت قوائم مماثلة قد صدرت في أوقات متفرقة في أعقاب الإطاحة بالنظام العراقي السابق في ذروة أيام العنف الطائفي في العراق، وقد ضمت أسماء ضباط وصحافيين ورجال مخابرات وأطباء وأساتذة جامعة وقضاة، وألقيت الاتهامات في حينها على ميليشيات شيعية موالية لفيلق القدس الإيراني.

ويقول أبو محمد الذي زود «الشرق الأوسط» بنسخة من هذه الأسماء إن البعض من هؤلاء الأشخاص كتبت عناوينهم الصريحة في القائمة، وقد عثر على بيوتهم وأبلغ أهلهم بما جاء إليه من تهديدات بحقهم، وأضاف أنه تبيّن أن عددا غير قليل منهم قد غادر العراق بعد أحداث عام 2003 إثر دخول القوات الأجنبية إلى العراق.

وفي الوقت الذي لم يتم فيه التأكد من صحة القائمة والجهة التي نظمتها، غير أنه تبين أن أبو محمد لم يكن الوحيد الذي حصل على هذه القائمة، بل الكثير من العراقيين، لكنهم لم يمتلكوا «جرأة» أبو محمد لتنبيه الأسماء المذكورة من الخطر المحدق بهم.

ويقول فراس، طالب جامعي من عشيرة زوبع، إن أحد أقاربه كان من بين الأسماء التي وردت في القائمة وقد نبهه بشكل مباشر، وإن قريبه، ضابط سابق في المخابرات، قرر حزم حقائبه للسفر إلى مدينة أخرى خوفا من استهدافه.

وفي ظل الفراغ السياسي الذي أعقب الانتخابات النيابية التي جرت في مارس (آذار) الماضي، يجري الحديث عن استئناف أنشطة الميليشيات الشيعية في الآونة الأخيرة التي قد تأتي ردا على الهجمات الدامية التي استهدفت بغداد ومناطق ذات أغلبية شيعية، والتي أعلن تنظيم «القاعدة» في العراق عن مسؤوليته عنها.

لكن اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة قوات بغداد نفى وجود نشاط للمليشيات الآن، شيعية كانت أو سنّية، متهما تنظيم القاعدة بمحاولة إذكاء حرب طائفية في العراق.

وقال اللواء عطا لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم القاعدة بإمكانه العمل ضمن هذا المنهج لإذكاء الحرب الطائفية مرة أخرى»، مشددا على أن أي شخص يحمل السلاح الآن يعتبر هدفا للقوات الأمنية، فقد منع حمل السلاح بشكل تام، موضحا أن «القوات الأمنية العراقية لم تُشِر إلى الآن إلى أي نشاط للمليشيات سواء شيعية أم سنية، وأن (القاعدة) هي من يلجا إلى إذكاء الحرب الطائفية باعتبارها أحد أهم مخططاتهم في العراق، غير أنهم لن يتمكنوا من تنفيذها لأن أساليبهم كشفت أمام العراقيين». وحول استخدام كواتم الصوت في تنفيذ الاغتيالات من هذا النوع، قال عطا: «إن كواتم الصوت تستخدم للاغتيال الشخصي، إما عشوائيا وإما بشكل مبرمج»، وأضاف أن «(القاعدة) اعترفت من خلال أحد منفذي هذه الأعمال، بعد اعتقاله، بأن هناك نوعين من الاستهداف بهذه الكواتم، إما مبرمج وإما عشوائي، للتأثير على الأوضاع الأمنية»، موضحا أن «المبرمج يستهدف الشخصيات السياسية وأعضاء الكتل وغيرهم من الشخصيات ذات التأثير العام، أما العشوائي فينال من المواطنين بشكل عام لتحقيق نفس الهدف، ألا وهو إشاعة أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة في البلاد».

ولدى سؤاله عن صحة وجود قوائم بأسماء ضباط جيش ومخابرات لاغتيالهم من قبل المسلحين، اكتفى اللواء عطا بالقول: «قد تكون هذه أحد أساليب (القاعدة) لإذكاء الحرب الطائفية. وفي كل الأحوال هم لن ينجحوا في الأمر».