الحريري يلتقي الأسد قبل التوجه إلى واشنطن.. ودمشق تدرج الزيارة في إطار «التنسيق والتشاور»

بعد أن نفت مستشارة الرئيس السوري وجود «فتور» في العلاقة

الرئيس السوري، بشار الأسد، متوجها مع رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، نحو قاعة الاجتماع الذي عقداه في دمشق، أمس (إ.ب.أ)
TT

استبقت دمشق زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بنفي وجود توتر في العلاقات معه، وقال الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيستقبل الحريري و«سنستمع إليه وإلى ما تريده حكومته، وسنساعد، وسنكون إيجابيين».

واستقبل الرئيس الأسد أمس الحريري في ثاني زيارة له إلى سورية منذ توليه منصبه. وتندرج هذه الزيارة في إطار «التنسيق والتشاور بين الجانبين» بحسب تعبير مصادر مطلعة قالت إن البحث جرى حول «العلاقات السورية - اللبنانية وسبل تطويرها في مختلف المجالات والوضع في المنطقة». كما أنها تأتي ضمن جولة إقليمية للحريري بدأت بالرياض ودمشق وستشمل عمان والقاهرة وأنقرة، وذلك قبل توجهه إلى واشنطن في الـ23 من الشهر الحالي. وكان الرئيس الأسد قد قال عشية زيارة الحريري، إنه سيستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم و«سنستمع إليه وإلى ما تريده حكومته وسنساعد وسنكون إيجابيين»، لافتا الانتباه إلى أن الزيارات التي قام ويقوم بها بعض المسؤولين اللبنانيين إلى سورية انعكست إيجابا على لبنان وأوجدت مناخا إيجابيا. وأضاف الأسد خلال استقباله المشاركين في مؤتمر «العروبة والمستقبل» أول من أمس الاثنين: «إننا واقعيون في مقاربة العلاقة مع رئيس الحكومة وننظر إليها وفق رؤية وقواعد واضحة، من دون أن نتجاهل أن البعض تضرر من العلاقة اللبنانية - السورية المتجددة وقُطع رزقه بفعل التحسن الذي طرأ عليها». ونفى الأسد أن تكون دمشق منزعجة من زيارة الحريري المرتقبة إلى واشنطن. وفي معرض كلامه، قال الأسد: «لقد دفعنا في الماضي ثمن الانقسام السياسي في لبنان، والبعض كان لهم مصلحة في الانقسامات والمحاصصة بعد اتفاق الطائف. أما الآن فنحن نريد ضمن إمكانياتنا أن نساعد اللبنانيين على الحوار» وأضاف أنه على اللبنانيين «أن يحددوا أي لبنان يريدون، فهذا شأنهم، والحوار وحده كفيل بالوصول إلى نتيجة» ودعا اللبنانيين إلى الاتفاق على ما يريدون حتى تتمكن سورية من مساعدتهم بشكل أفضل، وأضاف أن دور سورية هو «عنصر مساعد وليس أساسيا»، لافتا إلى أنه خلال السنوات الماضية «لم نحاول أن نرد بالمثل على ما تعرضنا له من قبل لبنان. لقد تعاملنا مع ما حصل باعتباره حالة انفعالية مؤقتة. نحن دولة أكبر ولم يشهد تاريخنا حروبا أهلية كما جرى في لبنان، ولذلك كان علينا أن نستوعبه، في حين أننا لو تصرفنا بحقد ووفق حسابات ضيقة، لكنا قد خربنا الوضع بدل أن نساهم في معالجته». وشدد الأسد على أن «الثابتة الأساسية لدينا هي أننا مع وحدة لبنان وعروبته».

ومن جانبها، نفت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان وجود فتور في العلاقات مع الحريري، وقالت في مقابلة تلفزيونية بثت عشية زيارة الحريري: «ومنذ زيارة الحريري الأولى إلى سورية والعلاقات تتصاعد وتتطور ولم تجمد، لكن هناك من ليس لديه مصلحة في هذه العلاقات»، كما نفت أن تكون زيارة الحريري إلى واشنطن مثار قلق لدمشق. \وفي بيروت أفادت أوساط الحريري بأنه يسعى للخروج بموقف عربي موحد يحمله معه إلى إدارة الرئيس باراك أوباما والمسؤولين الدوليين طلبا لتكثيف الضغط على إسرائيل «للانتقال من لغة الحرب إلى لغة السلام، خصوصا على المسار الفلسطيني»، كما قالت مصادره لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن التهديدات الإسرائيلية للبنان «الطبق الرئيسي على جدول أعمال جولة الحريري التي ستستكمل نهاية الأسبوع بزيارات سيقوم بها إلى مصر والأردن وتركيا، علما أنه سيبحث المواضيع عينها مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح».

واعتبر عضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله أنه «من الطبيعي أن يكون هناك تنسيق لبناني - سوري» في الملفات التي سيناقشها الحريري مع المسؤولين الأميركيين. وأضاف «سمعنا مواقف المسؤولين ورئيس الحكومة في كثير من المحطات، وبالنسبة إلينا فإن موقف لبنان يتم التعبير عنه بأشكال مختلفة، على أن يكون وفقا لتوجه حكومة الوحدة الوطنية، التي نريد أن تكمل مسارها، وتحافظ على حالة الاستقرار والتفاهم والتوافق في البلد، ولم نبدِ تحفظات على أي من زيارات الرئيس أو رئيس الحكومة للخارج».