كابل: 20 قتيلا على الأقل بينهم 6 جنود من الناتو في هجوم انتحاري

سيارة مفخخة استهدفت قافلة لـ«إيساف» قرب قصر دار الأمان

آثار التفجير الانتحاري على قافلة الناتو أمام قصر دار الأمان بغرب العاصمة كابل أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل 20 شخصا على الأقل بينهم ستة جنود من حلف شمال الأطلسي أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف قوات الحلف في غرب كابل في الهجوم الأكثر دموية في العاصمة الأفغانية منذ فبراير (شباط) 2009. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الاعتداء في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت قيادة الحلف الأطلسي في بيان إن «ستة جنود دوليين قتلوا وأصيب كثيرون آخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب قافلة لقوة إيساف (التابعة للحلف الأطلسي) وسيارات مدنية كانت تعبر هذا الصباح طريق دار الأمان».

وأعلن الحلف لوكالة الصحافة الفرنسية أن خمسة من الجنود الستة القتلى أميركيون.

وفي وقت سابق أعلن السفير الإيطالي في كابل أن القافلة المستهدفة تضم جنودا «أميركيين».

وأضافت القيادة أن «مدنيين أفغانا قتلوا وأصيبوا أيضا». وفي بروكسل أدان الحلف الأطلسي العملية الانتحارية التي وقعت أمس في كابل، مؤكدا «تصميمه» على مواصلة مهمته لخدمة الشعب الأفغاني. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في بيان «أدين بشدة العملية الانتحارية التي وقعت أمس في كابل وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين الأفغان وجنود الأطلسي وجرح أفغان». وقدم «التعازي إلى أسر الضحايا» متمنيا «الشفاء العاجل للجرحى». وقال الناطق باسم الداخلية الأفغانية زمراي بشاري، إن 12 شخصا قتلوا وإن 47 أصيبوا بجروح في الاعتداء الذي وقع بعيد الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (3:30 بتوقيت غرينتش) في غرب كابل. وتضررت خمس آليات للحلف الأطلسي ونحو 12 سيارة مدنية جراء الانفجار. وأضاف «غالبية الجرحى كانوا في حافلة وبين الضحايا نساء وأطفال».

وبمقتل الجنود الستة بعد مقتل أربعة جنود من الأطلسي أول من أمس، وصل عدد الجنود القتلى في صفوف القوات الدولية إلى 208 في إطار الحرب في أفغانستان بحسب حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى موقع «آي كاجوالتيز» المستقل. ومنذ مطلع السنة تتكبد القوات الدولية أكبر خسائر منذ التدخل الدولي في أفغانستان قبل ثماني سنوات وهذا يدل على أن تمرد طالبان يتكثف في حين ترسل تعزيزات عسكرية. وعلى سبيل المقارنة قتل 119 جنديا أجنبيا بين يناير (كانون الثاني) ونهاية مايو (أيار) 2009. وكان عام 2009 الأكثر دموية منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001 مع مقتل 520 جنديا أجنبيا. ووقع الاعتداء نحو الساعة 8:00 بالتوقيت المحلي قرب قصر دار الأمان على أحد محاور الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط كابل في غرب العاصمة. ويضم الحي أيضا مبنى البرلمان والمتحف الوطني ومستشفى يديره الغربيون ووزارة وجامعة أميركية. وشوهد هيكل حافلة صغيرة وآليات رباعية الدفع وسيارة هامفي في مكان الانفجار.

وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الاعتداء. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من موقع غير محدد «نعلن مسؤوليتنا. الهجوم انتحاري بسيارة مفخخة نفذه أحد مجاهدينا». وأضاف الناطق أن الانتحاري استهدف «المحتلين من حلف شمال الأطلسي». وزاد متمردو طالبان من حدة هجماتهم في السنتين الماضيتين وأصبحوا ينفذون هجمات انتحارية في قلب كابل التي تعتبر المدينة التي تحظى بأكبر حماية في البلاد. وفي منتصف أبريل (نيسان) أعلنت السلطات عن اعتقال تسعة أشخاص يشتبه في أنهم انتحاريون يعتزمون شن هجمات ضد «أهداف استراتيجية» في كابل. والمشتبه بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و55 عاما أوقفوا خلال عملية استهدفت خصوصا مدرسة قرآنية في العاصمة الأفغانية. وفي 26 فبراير (شباط) هاجمت وحدة كوماندوس من طالبان منازل ضيافة تؤوي أجانب في وسط العاصمة أيضا مما أدى إلى مقتل 16 شخصا بينهم سبعة هنود وفرنسي وإيطالي. وأعلنت قيادة طالبان الأفغانية في الآونة الأخيرة عن إطلاق سلسلة عملية «جهادية» من هجمات واعتداءات وعمليات اغتيال تستهدف قوات الأطلسي والأجانب عموما الموجودين في أفغانستان. وقالت طالبان آنذاك إن هذه العمليات ستستهدف «المحتلين الأميركيين وقوات حلف شمال الأطلسي والجواسيس الذين يقدمون أنفسهم على أنهم دبلوماسيون أجانب وأتباع إدارة كرزاي والشركات الأمنية الخاصة وشركات الإعمار الأجنبية وكل من يدعم المحتلين الأجانب».